بعد انتقادات واسعة وسخرية لاذعة، رفض المصريون العام الماضي تطبيق “دابسي” لخدمات النقل الذكي، بعد التخوف من توسع النفوذ الاقتصادي للجيش المصري، نحو اقتسام الكعكة الثمينة مع شركتي “أوبر” و”كريم”.
إلا أن العسكر عزموا على اقتسام الكعكة مع شركة “أوبر”، ولهذا الغرض التقت هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية في حكومة الانقلاب؛ مع أحمد خليل، مدير شركة أوبر مصر، لبحث تقسيم الكعكة ونصيب كل فريق في نقل ركاب العاصمة الإدارية الجديدة.
النص بالنص
واشترطت “السعيد” على ممثل شركة أوبر، دفع نسبة كبيرة من إيرادات تحصيل أجرة الركاب بعد نقل مرافق ومؤسسات الحكم إلى العاصمة الإدارية، مؤكدة أنه تم اختيار “أوبر” لنقل موظفي الدولة والجهات الحكومية إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
وأشارت، في بيان صحفى أمس الجمعة، إلى أن عصابة العسكر ستعمل على توسيع الكعكة مع شركة أوبر فى مصر، من خلال تذليل كل العقبات بالتعاون مع الجهات المعنية، مشيدة بتجربة UBer Bus التى انطلقت للمرة الأولى فى العالم من القاهرة.
وأضافت أنه من الضروري استحداث خاصية “الراكب المنتظم” أو ‘Regular Passenger” داخل خدمة Uber Bus بالقاهرة; ذلك بهدف السيطرة على عائدات الخدمة المقدمة لفئات بعينها من الركاب ممن يتنقلون من وإلى واجهات محددة بشكل يومي مثل الطلاب أو الموظفين.
وحول نشاط شركة أوبر فى مصر بداية من عام 2014، أوضح أحمد خليل، مدير شركة أوبر مصر، أن الشركة لديها الآن أكثر من 130 ألف سائق، وتنقل بشكل يومي مئات الآلاف من الركاب لوجهات مختلفة، مؤكدًا اهتمام الشركة بزيادة نطاق استثماراتها فى السوق المصرية الواعدة.
فيما أكد أحمد علي، مدير سياسات شمال إفريقيا بشركة أوبر، أن شركة أوبر مصر ستعمل على وضع برنامج خاص بالحكومة المصرية تحت اسم “Uber For Government” لتوفير خدمة نقل موظفي الدولة إلى العاصمة الإدارية بتكلفة شهرية مناسبة.
وعن الخطط المستقبلية لشركة أوبر داخل مصر، أشار أحمد علي، مدير سياسات شمال إفريقيا بشركة أوبر، إلى أن الشركة تدرس إمكانية إدخال برنامج Uber Intercity الذي سيسهل عملية التنقل داخل العاصمة الإدارية ومختلف محافظات مصر.
فشل دابسي
وكان الجيش قد أعلن في عام 2019 عن شركة جديدة تسمي “دابسي” ستنزل للسوق المصرية لمنافسة شركتي “أوبر” و”كريم” في مجال النقل التشاركي، إلا أن المشروع باء بالفشل بسبب امتناع المصريين عن تنزيل التطبيق.
وتم إطلاق خطة شركة دابسي للنقل الذكي الشهر الجاري، والتي تسمح عن طريق التطبيق الخاص بها على الهاتف المحمول بطلب سيارات ذات ملكية خاصة وحافلات ويخوت وطائرات ودراجات نارية.
وانتشرت في شوارع المدن المصرية اللافتات الإعلانية للشركة الجديدة، التي ستبدأ عملها في ثلاث مدن هي القاهرة والغردقة وشرم الشيخ، وتقول إنها تأمل في تنفيذ مليون رحلة خلال أول أيام عملها بالسوق المصرية.
ويأتي الإعلان عن تأسيس الشركة الجديدة في أعقاب خلافات بين أجهزة المخابرات وشركة “أوبر” لرفض الأخيرة تسليم بيانات عملائها للمخابرات، الأمر الذي قابلته الحكومة المصرية بإصدار قانون جديد للنقل التشاركي يفرض قيودا عدة على عمل الشركة.
والمثير أن الرئيس التنفيذي للشركة هو العميد محمد سمير المتحدث السابق باسم الجيش المصري، كما أن زوجته المذيعة إيمان أبو طالب هي المستشار الإعلامية للشركة.
وقد نفى وقتها مصدر مسئول بشركة دابسي لصحف محلية أن يكون جهاز الخدمة الوطنية التابع للجيش مشاركًا في الشركة الجديدة، ونفى في الوقت نفسه أن تكون الشركة ملكية خاصة لرجل أعمال بعينه، لكنه لم يوضح من هم أصحاب الشركة.
وكتب الناشر المصري المعروف “هشام قاسم”: “شركة جديدة طالعة تنافس أوبر وكريم اسمها دابسي، جايبين محمد سمير المتحدث العسكري السابق رئيس تنفيذي لها (وطبعا مراته متحدث إعلامي)”.
وأضاف: “وقال إيه فوق خدمة العربيات والموتوسيكلات اللي بتقدمها الشركات القائمة، دول عندهم إمكانية طلب يخوت وطائرات، طبعا يكفي كدة علشان تعرف إن الشركة مصيرها زي تليفون سيكو ووات شيت وجهاز الكفتة وباقي قائمة الفشل الطويلة وربنا يتمم كل واحد بعقله”.
واعتبر “هشام الفخراني” أن الخطوة لمنافسة “أوبر” و”كريم”، قائلا: “الجيش نزل بشركة منافسة لأوبر وكريم.. اسمها دابسي.. برئاسة المتحدث العسكري السابق.. هينزلوا بـ100 ألف عربية مرة واحدة.. وأوتوبيسات وطيارات هليكوبتر”.
وعلق آخر: “مبروك يا رجالة.. الجيش نزل بشركة منافسة لأوبر وكريم.. اسمها دابسي.. برئاسة المتحدث العسكري السابق.. هينزلوا بـ 100 ألف عربية مرة واحدة.. واوتوبيسات.. وطيارات هليكوبتر.. بس اوعى تفتكر دا حكم عسكر، لا يا حبيبي دا مش مجرد حكم دا خرب البلد من الآخر”.