“أرض النفاق”.. مشاهير شيّعوا مبارك بالبكاء ورقصوا بعدها على أغاني حسن شاكوش!

- ‎فيتقارير

في عام 1968، قدّم المخرج المصري الكبير فطين عبد الوهاب واحدًا من أهم الأفلام عن رواية ليوسف السباعي هي “أرض النفاق”، والذي لعب بطولته الراحل الكبير فؤاد المهندس، أمام سميحة أيوب وشويكار، ويحكي عن “مسعود أبو السعد”، الموظف المتزوج، ولكنه غير قادر على تغيير حياته التي لا تعجبه، وبالصدفة يرى محلا لبيع الأخلاق لتبدأ سلسلة من المفارقات تنتهي بالعودة لأرض النفاق.

ومن المفارقات أن يتحقق سيناريو الفيلم على أرض الانقلاب وفي جنازة المخلوع مبارك، ومثل العشرات بل المئات من مشاهير الفن والكرة والسياسة والإعلام، حرص مجدى عبد الغني، عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السابق، على بث مقطع فيديو عبر قناته الرسمية يوضح فيه حقيقة تأثره وبكائه في عزاء المخلوع، وسر حضوره بعدها بساعات قليلة حفل زفاف نجلة المعلق الرياضي مدحت شلبي وهو يضحك ويرقص على أغنية المطرب الشعبي حسن شاكوش “سكر محلي على كريمة”!.

وتميز فيلم “أرض النفاق” بأنه يحمل رسالة في صميم الرواية نفسها، وهي فضح المجتمع الذي لا يحترم الصراحة، في حين يحترم كل ما هو قبيح من قوة غاشمة وخداع ونفاق، كما اعتبر النقاد أن هذا الفيلم واحدا من أهم الأفلام في تاريخ فؤاد المهندس وفطين عبدالوهاب، لأنه يناقش قضية جادة في قالب كوميدي جذاب، وللأسف لم يحقق الفيلم النجاح المتوقع لأفلام هزلية أخرى لنفس المخرج والنجم الكوميدي الكبير، لكن السفيه السيسي حقق ذلك.

“مشاعري فرطت”!

وعلى خلاف ما كان بعد ثورة 25 يناير حينما تبرأ الجميع من المخلوع مبارك، وخرجوا واحدا تلو الآخر يتوددون لثوار التحرير ويقدمون الاعتذار، قال عبد الغني المتهم بالفساد والرشاوى في مقطع الفيديو: “الرئيس السابق كان بيحبني الله يرحمه، وأنا في فترة حكمه تقلدت ألقابا وأوسمة كتيره جدا، وعلاقتي مع أولاده في منتهي الاحترام، لأنى بعزهم جدا على المستوى الشخصي وبحبهم، وأعتقد إن أنا امبارح المشاعر فرطت مني، وخرجت عفوية، وملهاش أي نوع من أنواع المصالح”!.

وأضاف “لا سيادة الريس الله يرحمه هيرجع يديني وزارة ولا هيرجع يديني منصب تانى، يعني أستاذ علاء ابتسامته دي علشان يهديني، بصراحة أنا افتكرت كل الأيام الحلوة اللى لما لعبنا مع بعض كورة، وافتكرت الريس لما حبيت أقابله وقالهم مجدي طبعا ييجي بسرعة، وقالى انت لسه ياض يا مجدي مربي دقنك”.

وتابع “وضع طبيعي جدا لعزاء لواحد أنا بحبه جدا، وفي فرح بعده لواحد أنا بحبه جدا وبعزه جدا، إيه المشكلة، أنا ولا رقصت ولا حاجة، كل اللى عملته روحت قعدت ساعة مع ابني، وخدنا بعضنا ومشينا، كابتن مدحت شلبي أخ كبير ليا”.

وبعد أداء دوره في عزاء مبارك، ذهب عبد الغني مباشرة لدوره في فرح بنت مدحت شلبي، واختتم تبريره قائلا: “أنا سعيد جدا بالاهتمام دا، يعني دلوقتي لو دخلت على جوجل هتلاقيني تريند، لو دخلت على أى حاجة هتلاقيني أنا نمرة واحد، فضل من عند ربنا، مع إنى مبعملش بالكلام دا فلوس، معرفش بيتعمل منه فلوس إزاى يعني، انما اهى دى شهرة”.

طابور النفاق

واستقبل علاء وجمال، نجلا المخلوع مبارك، المعزين في وفاة والدهما، فكان أول الحضور مندوب جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، اللواء أركان حرب صبري يوسف كبير الياوران، كما حضر ممثلون من سفارة دولة الكويت، والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى وزراء وشخصيات من الدولة العميقة، منهم عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية.

ومن الممثلين الذين حضروا العزاء أحمد عز، ولبلبة، ويحيى الفخراني، وزوجته الكاتبة لميس جابر، وإلهام شاهين، ويسرا، ومحمد رمضان، وكابتن محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي، واللاعب محمد زيدان، والإعلامي أسامة كمال وغيرهم.

كما كشفت صور عزاء مبارك عن ظهور أرباب الفساد في مصر بعد غياب سنوات، ومنهم أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق، وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، وزكريا عزمي رئيس الديوان الأسبق، وفتحي سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق.

يذكر أن وفاة المخلوع محمد حسني مبارك أعلن عنها، صباح يوم الثلاثاء 25 فبراير، في مستشفى الجلاء العسكرية، وتعمدت سلطات الانقلاب إقامة جنازة عسكرية مهيبة له يوم الأربعاء بحضور السفيه السيسي وكبار عصابة العسكر وقادة القوات المسلحة.

واستياء من أرض النفاق، يقول الكاتب الصحفي جلال الغندور: “مر على وفاة الرئيس الأسبق حسني مبارك، فترة الحداد الشرعي (٣ أيام)، وهنا وجب الرد. فيه ناس بتحب الرئيس الأسبق وده حقهم، وناس تانية بتكرهه وده حقهم بردو، بس أول ما مبارك رحل عن عالمنا كان البوست الرئيس لمحبيه هو كلمته الشهيرة “وسيحكم التاريخ بما لنا وما علينا”، وأنا بحب التاريخ قوي فكان لازم أرد عشان خاطره”.

مضيفا: “مبارك أول من أدخل فكرة العائلة المالكة في جمهورية مصر العربية، فشوفنا عائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة بتبوس إيد سوزان مبارك على شاشات التلفزيون”.

وأوضح الغندور قائلاً: “شوفنا جمال مبارك وأبوه بيديه مصر كأنها ورث عشان يراضيه ويوافق يرجع من لندن، جيمي كان بيقول أنا الريس هنا (في حضور أبيه)، اللي كان لا يملك حتى حق الرد، وده بشهادة اللواء شفيق البنا وكيل الوزارة في مكتب رئيس الجمهورية”.

جدير بالذكر أنه وبعد نصف قرن تقريبًا جاء واحد من تلاميذ المهندس، وهو النجم الكوميدي محمد هنيدي، ليعيد تقديم الشخصية مع معالجة درامية لأحمد عبد الله، وإخراج سامح عبد العزيز ومحمد جمال العدل، وفي المسلسل يتحول “مسعود” لعامل مطحون من عمال الإنارة، دخله ضئيل وحياته بائسة، ودوما ما يواجه خلافات مع زوجته وحماته، اللتين لم تعودا قادرتين على العيش معه، ويمتلك والده محلا لبيع الكُسكُسّي، ولذلك يطلقون عليه مسعود كسكسي.

وفي يوم تستدرج الحياة “مسعود” ليتعرف على دكتور ماضي، الذي يقدم له أخلاقًا للبيع على هيئة حبوب، فيبدأ في تناول الحبوب تباعا، ليكتشف معها حياة جديدة بشخصيات جديدة، فهل هناك اختلاف بين أرض النفاق وأرض الانقلاب؟.