على ذمة إعلام جنرال اسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، تسبب فيروس “كورونا” في توافد جحافل السياح إلى مصر من كل حدب وصوب سيراً وركبانا ومن كل فج عميق!
وفي سياق تلك الذمة الإعلامية المهترئة شهدت معابد محافظة الأقصر الفرعونية والمعالم السياحية، توافدا مميزا من أفواج السائحين للاستمتاع بسحر الطقس المعتدل فى المدينة التاريخية للقدماء المصريين، وسط أجواء سعيدة بين العاملين بالقطاع السياحى من عدم تأثر الأفواج بحركة انتشار فيروس “كورونا”!
وفي الوقت الذي اغلقت دول كثيرة مطاراتها بوجه المصريين بعد تفشي حالات كورونا العائدة من القاهرة، يزعم “صلاح الماسخ”، كبير مفتشى معابد الكرنك، في تصريح لصحيفة “اليوم السابع”، لسان حال المخابرات العامة، أن الأفواج السياحية واصلت زياراتها بكل سعادة للمعالم الفرعونية بمصر وسط أجواء مميزة للغاية.
الماسخ..!
ويضيف “الماسخ” أن “المعالم الفرعونية بالأقصر تشهد إقبالا جيدا للغاية، وسط دعم كبير من رجال الآثار لكافة السائحين خلال تواجدهم بالمعابد لتوفير كافة المتطلبات لهم من تجميل ونظافة يومية لكافة المعابد، بجانب حسن الاستقبال وتوفير الدعم للجميع خلال زيارات المعابد والجميع فى خدمة السائحين”، مؤكداً على أن :”معدل توافد السياح اليومى خلال الأسبوع الأخير بالكرنك يتعدى الـ2000 و3000 سائح يومياً، وهو معدل جيد للغاية قبل نهاية الموسم الشتوى بأسابيع قليلة”.
ومنذ سنوات طويلة وتاريخ مصر يُسرق، ينتزع منها بفعل الجشع والإهمال والجهل والتآمر والموالسة، فرغم معرفة حبات الأرض نفسها قبل مسؤولي حكومات العسكر والعوام أن الآثار المصرية طوال تاريخها كانت محل التقاء لجنون عالمي عابر للحدود والثقافات، والرغبات المستعرة التي تتزايد يومًا بعد الآخر في اقتناء مفردات الحضارة المصرية، فإن عمليات السرقة واستنزاف “براند” الكبرياء الوطني لا تتوقف، ولا يبدو أنها ستتوقف يومًا ما!
عدة عوامل تقود دون شك إلى الأسباب الرئيسية وراء تفشي تجارة الآثار والتهريب، على رأسها انخراط عصابة الانقلاب في هذه التجارة، وبالتالي تساهل العسكر في تطبيق القانون وعدم تفعيل العقوبات التي تتكفل بمعاقبة كل من تسول له نفسه التفريط في تاريخ البلاد بهذه السهولة، بما قد يجعلك في غاية الاندهاش وأنت تبحث عن أطراف اللعبة الحقيقيين الذين يعلمون جيدًا الفاعلين في خرائط الصراع بمعظم دول العالم، لاقتناء ما يمكن أن تطاله الأيدي، سواء صغر أم كبر حجم الأثر، وتنفق في سبيل ذلك ملايين لا حصر لها من الدولارات.
بديل ضعيف!
تملك مصر ملايين القطع الأثرية من مختلف العصور وليس الفرعوني فقط كما هو شائع، فهناك البطلمي واليوناني والإسلامي، ولا تتمركز الآثار في محافظة معينة، بل إن عظمة التاريخ المصري وتفرده تكمن في انتشار جينات الحضارة في جميع محافظات ومدن البلاد، ويثبت ذلك أعمال الكشف المستمرة عن مقابر وآثار جديدة بمناطق مختلفة في شتى أنحاء مصر.
وبعد إعلان المركزي المصري بدء تعافي قطاع السياحة في أعقاب سنوات من الركود، حرص خبراء السياحة على الإشادة بالسياحة الداخلية بوصفها طوق النجاة لقطاع كاد أن يفلس، مؤكدين أن المصريين استطاعوا برحلاتهم الداخلية حماية فنادق كثيرة ومنشآت سياحية من الإغلاق وتشريد العاملين بها.
وأكدت جمعية السياحة الثقافية أن السياحة الداخلية مثلت خلال السنوات العجاف التي أوقفت فيها بعض الدول رحلاتها لمصر، بسبب الفشل الأمني للعسكر، 25% من الدخل السياحي.
ويطلق خبراء السياحة لفظ السياحة الداخلية أو المحلية على الرحلات التي يقوم بها المواطنون من مكان لآخر داخل بلادهم، على ألا تقل مسافة التنقل عن ثمانين كيلومترا من محال إقاماتهم ولا يقل إجمالي زمن الرحلة عن 24 ساعة.
فهل يمكن أن تمثل السياحة الداخلية بديلا مناسبا لسد عجز السياحة الخارجية، وتنشيط قطاع السياحة الذي خربه السفيه السيسي؟، وفي نفس الوقت، فهل تراجع القيمة الشرائية للجنيه العملة المحلية بعد التعويم مع موجات الغلاء المتواصلة يمكن أن يحد من تعويل الانقلاب على تحفيز المصريين على السياحة المحلية؟