نحو تثبيت حلفهما المؤقت انطلقت أعمال القمة الروسية التركية بشأن الأوضاع في إدلب، في محاولة أخيرة لمنع انزلاقها إلى المواجهة العسكرية المباشرة .
محاولة لم تمنع أيًّا من الطرفين عن محاولة تعديل موازين القوى لصالحه على الأرض حتى قبل ساعات من وصول الرئيس التركي، فترجمت كما هي عادة الروس بمجزرة جديدة على مدينة معرة مصرين بريف إدلب الشمالي، ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، فيما تحدثت المدفعية التركية وطائرات بيرقدار المسيرة بما تجيده فوق رؤوس وأهداف النظام السوري دعما لهجوم جديد شنته قوات المعارضة على مواقع جيش النظام جنوب مدينة سراقب؛ تأكيدا لإصرارها على محاولة استعادة المدينة وتجديد مخاوف موسكو على مستقبل جنودها هناك.
هذه المدينة التي تكتسب أهمية استراتيجية بالغة بوصفها عقدة الطرق الأهم في سوريا، أصبحت تمثل كذلك عقدة العلاقات الروسية التركية المتسارعة خلال السنوات الماضية، بعدما تلاقت أهم المصالح الاقتصادية والاستراتيجية بين البلدين في إدلب.
يجتمع الطرفان اليوم، ولا يبدو أن في جعبة أي منهما ما يقدمه للآخر، لتلوح موسكو حسبما تفيد المصادر باختراع جديد يقضي بأن تكون هذه المدينة الاستراتيجية “سراقب” الحد الفاصل بين فصائل المعارضة وقوات النظام، في مقابل الضغط على الأخير لوقف عملياته بالمنطقة .
اختراع لا يمثل حلا للمعارضة ومن ورائها أنقرة، التي ترى في قرار نزولها إلى الميدان خيارا لاحتواء المخاطر على حدودها، فضلا عن حماية المدنيين في إدلب في ظل سعي النظام لتكرار ما قام به في درعا وحماة وحلب.
التقارير الواردة من موسكو تؤكد أن المباحثات تجري بصعوبة بالنظر إلى تدهور الوضع الميداني في إدلب، والاختلاف الكبير في وجهات النظر بين أنقرة وموسكو بشأن تطبيق اتفاق سوتشي، في ظل تبادل الاتهامات بعدم تنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق.
قناة مكملين ناقشت، عبر برنامج “قصة اليوم”، أجواء القمة التركية الروسية وجهود وقف إطلاق النار في إدلب ومحيطها .
https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/630044154506426/
فراس رضوان أوغلو، الكاتب والمحلل السياسي التركي، قال إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يريد وقف إطلاق النار كتمهيد لبداية حل سياسي حقيقي في إدلب، متوقعا أن تكون المباحثات على درجة كبيرة من الصعوبة بسبب الاعتراف بالمعارضة السورية .
وأضاف أوغلو أن المعارضة السورية مغيبة منذ فترة طويلة، بعد اعتراف المجتمع الدولي وحضورها اجتماعات جنيف وعقدها مباحثات مع موسكو، لكن الآن هناك محاولات لتهميش المعارضة وإقصائها تحت مزاعم كثيرة، منها أنهم جماعات إرهابية وهذا هو لب الخلاف.
وأوضح أوغلو أن أرض سوريا تشهد صراعا دوليا وليس داخليا فقط، وهذا الصراع مهم جدا إقليميا ودوليا؛ فالصراع ليس قاصرا على إيران وتركيا وروسيا وأمريكا، فهناك إسرائيل أيضا ولها دور فاعل، وأيضا بعض دول الخليج ومصر.
بدوره قال بسام البني، الكاتب والخبير في الشئون الروسية، إن التصريحات التي استبقت القمة تدعو للتفاؤل بعد تأكيد الرئيس بوتين رغبته في خفض التصعيد وضرورة الحفاظ على علاقة بلاده مع تركيا، كما قدم التعزية في الجنود الأتراك.
وأضاف “البني” أن طاولة الحوار سيكون عليها ملفات مهمة في السياسة الروسية، منها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها، وأن تكون كل الاتفاقيات الموقعة مع تركيا مؤقتة، وإذا كانت أنقرة تريد اتفاقيات فلتذهب وتعقدها مع الحكومة السورية بضمانات روسية حول ضمان أمن الحدود وفق القانون الدولي.
وأوضح أن روسيا لديها رؤية واضحة حول كل الملفات في العالم وليس سوريا وحدها، فهي تؤيد التمسك بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وكل ما يتعلق بهذا الأمر.
https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/2630979537179543/
أحمد الهواس الإعلامي السوري، قال إن التقدم الذي أحرزته عصابة الأسد كان يهدف إلى فرض أمر واقع على الأرض، لكن الدخول التركي بهذه القوة قلب الموازين وأفشل المخططات، بعد أن ظنوا أن تركيا ستكون لقمة سائغة فيما يسوقونه عن السلاح الروسي الفعال، وإذ به خردة أمام التكنولوجيا العسكرية التركية.
وأضاف أن من يدعو إلى التفاوض هو الفريق المهزوم، والمفاوضات هدفها امتصاص الانتصار التركي، ووقف امتداد الموجهة إلى حرب مفتوحة خشية سقوط النظام، لكن أمريكا لا ترغب بذلك، وكلفت روسيا وإيران بهذا الدور لمنع الثورة السورية من الانتصار.
وأكد الهواس أنه لا توجد معارضة سورية بل ثورة، والثورة تقوم على الهدم والبناء، فلا يوجد نظام شرعي في سوريا، فقد سقط بالشرعية الثورية، وهذا شيء معروف لأن الشعب هو مصدر السلطات في كل دساتير العالم، وبحسب القانون الدولي فإن روسيا ارتكبت مجموعة من الجرائم تنطوي تحت مسمى جرائم ضد الإنسانية، فضلا عن أنها قوات غزو لأنها لم تأت بصفة شرعية من مجلس الأمن ولا توجد حكومة شرعية في سوريا .
https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/1696297270513200/