عنونت إحدى الصحف الفرنسية بالقول إن "فَيْرُوس كُورُونَا يَكْرَهُ النِّقَاب"؛ اعترافا منها بأن "النقاب" وسائر شعائر الإسلام بالإضافة إلى أخلاقه التي تمنع التلامس الحرام بين الجنسين ومصافحة الرجل للمراة الأجنبية، كل ذلك قلل من فرص الإصابة بالمرض بين المسلمين الملتزمين، في حين كان الإعلام الفرنسي يضيق بالأمس على المنتقبات أما اليوم قد جعل الله لهن سبيلًا!
ويقول المقال: "لا داعي للذعر بالنسبة للمنقبات هن الأقل عرضة للفيروس لانهن لايصافحن ولا يقبلن ولا يعانقن. وهي ثلاثة مقاييس علمية منصوح بها للوقاية من المرض إلى كل نساء العالم ارتدين النقاب أنه العلاج الوحيدة الفعال ضد فيروس الكورونا".
شيطنة جنرال..!
وليس بعيدًا عن العام الذي انتشر فيه كورونا في بقاع الأرض 2020، كان 2019 زاخراً بالعداوة ضد المسلمين، وبين غضب إسلامي عام من مجزرة إرهابية استهدفت مسجدين في نيوزيلندا، جاء تركيز رواد وسائل التواصل على ما رأوه من خطاب كراهية وتطرف وعنصرية و"شيطنة" للآخر، يقف وراء الجريمة التي نفذها برينتون تارانت، وراح ضحيتها مئة مسلم بين قتيل وجريح، واليوم يقوم الهندوس في الهند بنفس الشيء ضد المسلمين.
وصبت في هذا الاتجاه الرسالة التي كتبها الإرهابي قبل تنفيذ جريمته، وتضم إجابات متطرفة وعنصرية حول دوافعه، تستلهم نصوصا من الخطاب المسيحي المتطرف الغارق في الحروب الصليبية، كما تستلهم نصوصا من الخطاب اليميني العنصري الغارق في الشعبوية الحديثة.
لكن البعض رأى أن الأمر لا يقتصر فقط على عنصرية وتطرف من جانب خطاب مسيحي، بل تختلط به أيضا تصريحات غريبة تصدر عن مسلمين، وتوجه بنفسها أصابع الاتهام إلى جهات إسلامية لخدمة أهداف تتعلق بصراعات السياسة والسلطة.
فإن كان المحرض على الجريمة هو الخطاب المسيحي المتطرف والخطاب اليميني العنصري، فإن هناك خطابا آخر صادرا عن جهات إسلامية، أسهم في "شيطنة" المسلمين وصناعة صورة ذهنية مغلوطة، بات يستخدمها المتطرفون ذريعة لمهاجمة المسلمين.
ويعتمد خطاب "الشيطنة" هذا على تشويه التراث الإسلامي بوصفه داعيا إلى القتل والدمار والكراهية، كما يعتمد على إلصاق تهم الإرهاب والتطرف بالناشطين المسلمين، وهو ما دفع الكثيرين للتساؤل عن دور نخب وقيادات عربية وإسلامية في تغذية التطرف اليميني المسيحي من ناحية، والمشاركة في وصم الإسلام بالإرهاب من ناحية أخرى.
ردم التراث..!
وحسب ناشطين، فإن جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي يعد من أكثر الوجوه القبيحة المحسوبة على المسلمين والتي تتحدث عن خطورة ما يصفه بـ"الإرهاب الإسلامي"، ولا يترك مناسبة دينية أو عامة إلا تحدث عن ضرورة تنقية التراث الإسلامي مما يصفها بالأفكار المقدسة التي "تحارب العالم"!
ففي احتفالات ذكرى المولد النبوي أوائل عام 2015، زعم السفيه السيسي أن المسلمين بناء على تراث فكري مقدس يريدون قتل كل المخالفين لهم، بقوله "مش معقول الفكر اللي احنا بنقدسه ده يدفع بالأمة بالكامل أنها تكون مصدر للقلق والخطر والقتل والتدمير في الدنيا كلها".
وأضاف: "مش ممكن الفكر ده نصوص وأفكار تم تقديسها على مدار مئات السنين، وأصبح الخروج عليها صعب قوي لدرجة إن هي تعادي الدنيا كلها"، مستنكرا "يعني 1.6 مليار هيقتلوا الدنيا كلها اللي فيها 7 مليار علشان يعيشوا هم".
كما ربط السفيه السيسي بين الإسلام والتطرف، أثناء مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأمريكية، في سبتمبر 2016، حين أيد استخدام مصطلح "التطرف الإسلامي" بقوله "نعم إنه تطرف، إنه حقًا تطرف إسلامي ينبغي مواجهته، وأنا إنسان مسلم وصعب علي جدا إني أقول هذا بس دي الحقيقة".
وبينما لا يدخر السفيه السيسي جهدا ولا وسعا لتحريض ضد الإسلام والمسلمين في العالم، وفي هذه الأجواء المحتقنة ضد المسلمين، بات مفهوما تدهور الأوضاع الأمنية في شبه القارة الهندية منذ نهاية فبراير الماضي، واندلاع أعمال عنف دينية ضد المسلمين سقط ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، وحرقت ودمرت ممتلكات كثيرين.
ونقلت تقارير إعلامية تفاصيل إحراق منازل وممتلكات مسلمين من طرف متطرفين هندوس كانوا يرددون شعارات دينية أثناء اعتداءاتهم، وقالت تلك التقارير إن سيدات مسلمات أكدن أن المتطرفين الهندوس أشعلوا النيران في متاجر ومنازل مسلمين، وألقوا عليها قنابل مولوتوف وأسطوانات غاز، في ظل غياب تام للشرطة التي لم تأت إلا بعد فترة طويلة رغم اتصالات متكررة بها وتأكيدها أنها ستحضر خلال خمس دقائق.
واضطرت كثير من النساء إلى الفرار من المكان برفقة أطفالهن، وقد تركن ممتلكاتهن خلفهن، ونقلت شبكة "بي.بي.سي" البريطانية عن ضحايا من النساء قولهن إن المعتدين مزقوا ملابسهن أمام أطفالهن.
ويأبى السفيه السيسي إلا أن يثبت عداوته للإسلام والمسلمين في كل مناسبة، بل وبغير مناسبة، وها هو يستغل مناسبة تقديمه مراسيم الطاعة والتبعية لديكتاتور أمريكا ترامب؛ ليثبّت أركان عمالته لأمريكا، وموالاتها في محاربة الإسلام والمسلمين بحجة محاربة الإرهاب، المطية التي يمتطيها أعداء الإسلام في محاربته، ومحاربة أهله.