أعلنت وزارة الداخلية التونسية عن مقتل رجل أمن وإرهابيين جراء تفجير انتحاري استهدف دورية أمنية قبالة السفارة الأمريكية في العاصمة تونس، كما أصيب في التفجير 4 رجال أمن ومدني .وأكدت الداخلية وضع وحداتها الأمنية في حالة تأهب قصوى لمجابهة أي مخاطر محتملة .
ما هي الرسائل التي أراد منفذو التفجير توجيهها؟ وما دلالات توقيته والجهات المستفيدة منه؟ وما هي التأثيرات التي يمكن أن يحدثها التفجير في ضوء السياقات الأمنية والسياسية التي وقع فيها؟.
دلالات التفجير
"تونس عصية على الإرهاب بوحدتها وأمنها الجمهوري، ولن تثنيها المؤامرات عن مواصلة مسيرتها الديمقراطية".. من هذه الزاوية فهِم رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي التفجير الذي نفذه انتحاريان يوم الجمعة، على دورية أمنية قبالة السفارة الأمريكية بتونس .
كاد الأمر أن يكون أسوأ في تونس العاصمة صباح جمعة غير عادي، عندما فجر انتحاريان نفسيهما خارج السفارة الأمريكية بحي البحيرة.
تحدث البيان الأول للداخلية التونسية عن إصابة 5 من أفراد الشرطة ومقتل إرهابيين، بعد ساعات توفي أحد المصابين بجروح بليغة في المستشفى.
قوبل الهجوم بالإدانة والاستنكار في تونس، التي شهدت عمليات انتحارية عديدة منذ ربيعها السياسي، فمن الجهة التي تقف وراء هجوم السفارة الأمريكية؟ وأي رسالة أريد إيصالها ولمن تحديدا؟
لن يكون الأخير
في سياق إقليمي محتقن ومعقدٍ، فإن ما وقع قبالة السفارة الأمريكية في تونس قد يكون امتدادًا لهجمات أشد عنف وخسائر وبتداعيات أكثر.
ففي الجارة ليبيا المشتعلة منذ سنوات، تعرضت القنصلية الأمريكية في بنغازي إلى هجوم أودى بحياة السفير كريستوفر ستيفنز وموظفين أمريكيين آخرين للمفارقة، كان ذلك يوم 11 سبتمبر 2012.
تغيرت روايات واشنطن أكثر من مرة عن دوافع ما حدث، لكن وزيرة الخارجية حينها هيلاري كلينتون دفعت الثمن سياسيًّا بخسارتها في الانتخابات الرئاسية في 2016 أمام دونالد ترامب، حقيقة قد توضح انزعاج ترامب الخاص من هاجس أمن سفارات بلاده في الخارج.
هواجس ترامب
مطلع العام الحالي وضع ترامب المنطقة على حافة حرب مع إيران؛ ردًا على محاولة اقتحام متظاهرين سفارة واشنطن في بغداد، قبل ذلك بأيام اتهمت الولايات المتحدة مليشيات موالية لإيران بتنفيذ الاقتحام، ولم تنتظر طويلا للرد باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، ونائب قائد الحشد الشعب أبو مهدي المهندس في عملية واحدة.
فهل استحضر من خطط لهجوم تونس كل هذا السياق وأراد من ورائه إثارة هواجس ترامب من محاولة جر انتباهه في هذا التوقيت إلى بلد هو الناجي الوحيد من ثورات الربيع العربي في ثورته الأولى؟ وأي نتائج كان يسعى إلى تحقيقها من خلال هذه المحاولة؟.