أردوغان يخفّض سعر الوقود اليوم للأتراك.. والسيسي يتعمّد حلْب المصريين!

- ‎فيتقارير

خفَّضت تركيا سعر الوقود اليوم لمواطنيها؛ بعد انخفاض كبير في سعر برميل البترول عالميا ووصوله لأدنى مستوياته، فهل سيقوم جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي بنفس الشيء؟ أم أن الغلاء في مصر قضاء وقدر والقمع الاقتصادي يسير في اتجاه واحد؟!.

وأصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قرارًا، اعتبارا من أمس، بتخفيض سعر البنزين ٦٠ قرشا، وخفض سعر الديزل ٥٥ قرشا للتر الواحد داخل الحدود التركية، وذلك بعد الهبوط الحاد في السعر الدولي للبترول.

الحال في مصر

“حاسين كلنا بالأزمة والكل مقدرين، عشان عيون السيسي الناس مستحملين”، هذه بعض كلمات من أغنية للمطرب الراحل شعبان عبد الرحيم، تصف الحال في مصر، وترسم صورة تعبر عن واقع أليم لا يسير إلا بمسكنات تؤجل النهاية ولا توقفها، وتسعى للتغطية على نوايا رفع الدعم عن السلع والخدمات التي لم تكن خافية في خطط العسكر، بل وحتى في تصريحات العصابة.

على هذا الأساس تمضي حكومة الانقلاب في خطة الدعم التي بشَّر بها جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي حتى قبل انقلابه العسكري عام 2013، وأظهرت تسريبات مكتبه رسوخ الفكرة في عقلية نظام الثالث من يوليو، وكشفت قناعة الجنرال القاتل بضرورة رفع الدعم بزعم مواجهة عجز الموازنة، وضرورة حصول المواطن على السلع بسعرها الحقيقي.

ومنذ استيلاء السفيه السيسي علي رئاسة البلاد في 2014، تتواصل إجراءات خفض دعم الطاقة في إطار محاولات بزعم ترشيد الاستهلاك وخفض عجز الموازنة كما تدعي حكومة الانقلاب، وهي السياسة ذاتها التي يزكيها صندوق النقد الدولي ويبشر بآثار إيجابية مرتقبة لها.

لكن مبرّرات عصابة الانقلاب بضرورة تعديل أسعار الخدمات الأساسية- ومنها الكهرباء- يراها المواطنون غير واقعية بسبب اتساع الفجوة بين الرواتب والإنفاق اليومي على المعيشة، بينما تشير مؤشرات اقتصادية إلى الصعوبات المتزايدة التي يرزح تحتها الاقتصاد المصري، واضعةً وعود سلطات الانقلاب بالرفاهية لشعبها على محك المصداقية.

وطالب المصريون برحيل السفيه السيسي عن الحكم، وأثارت تصريحات سابقة للسفيه السيسي الرأي العام المصري، التي أكد فيها أنه كان على استعداد للاستقالة والدعوة لانتخابات مبكرة عام 2016؛ إذا رفض الشعب إصلاحاته الاقتصادية، خاصة في ظل موجة الغلاء.

وطالب المصريون السفيه السيسي بالرحيل، والتوقف عن إجراءاته الاقتصادية الإجرامية ضد الشعب المصري، واعتبروا حديث السفيه السيسي حول عدم وجود وقت لديه لافتتاح مشاريع جديدة بأنه يحاول السخرية منهم، في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

وقالت مها أبو الليل عبر تغريدة لها: “لما أقدر أعلّم أولادي في مدارس الدولة وأعالجهم في مستشفيات الحكومة، لما يبقى عندنا مواصلات آدمية، لما أفتح التلفزيون ألاقي المذيع بيتكلم بحياد، لما مجلس الشعب يبقى بيمثلني، لما الغلابة تعرف تعيش، لما نخرج المعتقلين من السجون ولما نرجع حق الشهداء، يمكن أبطل أقول ارحل يا سيسي”.

عسكر كاذبون

ومع تعويم الجنيه وتحرير سعر الصرف، في 3 نوفمبر 2016، رفعت عصابة العسكر أسعار الوقود 5 مرات، ضمن اتفاق أبرمته مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار.

وخلال شهر واحد رفعت حكومة الانقلاب أسعار جميع الخدمات؛ بدءا من تذكرة المترو التي ارتفعت بنسبة 250%، ورفع أسعار المياه بنسبة 46.5%، ورفع أسعار الكهرباء 26%، إلى رفع أسعار الوقود وأسطوانات الغاز، ورفع أسعار وسائل النقل مؤخرا.

ومنذ استيلاء السفيه السيسي على الحكم في 2014، شهدت أسعار الوقود وأسطوانات الغاز زيادة وصلت إلى 900%؛ إذ ارتفع سعر البنزين عيار 80 بنسبة 511%، وبلغت نسبة الزيادة في البنزين عيار 92 ما يقرب من 265%، وزاد بنزين عيار 95 بنسبة 32%، وارتفع سعر السولار 400%.

كما ارتفع سعر البوتاجاز بنسبة 900%؛ إذ ارتفع سعر الأسطوانة بعد الزيادة الأخيرة، في يونيو 2018، إلى 50 جنيها، مقارنة بـ8 جنيهات في يوليو 2014.

ووقعت عصابة الانقلاب اتفاقا مع صندوق النقد الدولي عام 2016، تضمّن التزام مصر بإلغاء دعم الوقود تدريجيا، ضمن حزمة إجراءات إصلاحية تضمنت تطبيق ضريبة القيمة المضافة وتحرير سعر الصرف، وحصلت عصابة الانقلاب بموجبه على قرض من الصندوق بقيمة 12 مليار دولار على مدار ثلاث سنوات.

وفي وقت سابق، تعرض المذيع المقرب من الأجهزة الأمنية أحمد موسى إلى حرج بالغ، عندما ردت عليه صفحة يابانية رسمية لتنفي معلومات مغلوطة حول أسعار الوقود في اليابان روجها الإعلامي لتبرير القرارات الرسمية المتكررة برفع أسعار المحروقات في مصر.

وخلال تغطيته لزيارة سابقة قام بها السفيه السيسي لليابان، قال موسى في حلقة برنامج “على مسئوليتي” عبر قناة “صدى البلد”، إن الأسعار في اليابان مرتفعة جدا، مؤكدا أن لتر البنزين يصل إلى 15 دولارا، وهو الأغلى في العالم، لكن حديث موسى دفع صفحة “اليابان بالعربي”، للرد تحت هاشتاجها الشهير “خرافات عن اليابان”، لتؤكد أن متوسط سعر لتر البنزين العادي في اليابان يبلغ نحو 138 ينًا يابانيًّا أي ما يعادل 1.30 دولارا أمريكيًّا فقط.

وتفاعل المغردون مع الرد الياباني، عبر السخرية من موسى، مؤكدين أن موسى يواصل سياسة إعلام العسكر في التضليل وتزييف الحقائق.

ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية في مصر وارتفاع السلع والخدمات، عادة ما يتحدث إعلام العسكر حول ارتفاع الأسعار في العالم، ليرد عليه رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالتساؤل حول مقارنة الأسعار في مصر والعالم وتناسي مقارنة الرواتب أيضًا.

وحررت عصابة الانقلاب سعر الصرف قبل ثلاث سنوات، ما تسبب في ارتفاع السلع والخدمات الأساسية، كما قررت خفض دعم الوقود والسلع التموينية بشكل تدريجي ما تسبب في ارتفاعات متلاحقة في الأسعار.

صبح على اليابان!

وطالب أحد المعلقين، حساب “اليابان بالعربي”: “‏‎‎قوله كمان معلش متوسط دخل الفرد الياباني كام علشان هيمسك في إنه لتر البنزين عندكم بـ21ج دي، برضو وكمان جودة واعتمادية شبكة المواصلات العامة”. فيما سخر معلق آخر بالقول: “‏‎‎قريب كان حيقول إن الإمبراطور الياباني قال للشعب صبح على اليابان بـ”ين” وعاملين صندوق تحيا اليابان”.

وكتب الصحفي محمد نجيب الكشكي: “‏أحمد موسى يثير الجدل بتصريحاته ويدفع حساب اليابان بالعربي للرد عليه بهاشتاج ‎#خرافات_عن_اليابان.. الأخ أحمد موسى أعلن من اليابان أن سعر لتر البنزين في اليابان بـ18 دولارا .. أوم إيه بقى.. موقع اليابان بالعربي رد عليه ودبحه”.

فيما قال أحد المغردين: “‏علما أن الحد الأدنى للأجور فى اليابان 32600 جنيه.. أما في مصر فالحد الأدنى 2000 قبل الاستقطاعات أي أقل من 1500 جنيه.. سوء حظ أحمد موسى يوقعه مع دولة لديها إعلام مهني.. الحساب الموثق لليابان يكذبه ويجعله محط سخرية في مواقع التواصل”.

وجاء في تغريدة ساخرة أخرى: “‏حاول نفاق نظام السيسي فأحرجته اليابان بشدّة.. صفحة اليابان الرسمية الناطقة بالعربية ردت على تصريحات أحمد موسى بشأن غلاء تكاليف المعيشة في اليابان، تحت عنوان «خرافات عن اليابان»، مما جعله محلًا للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.. أكيد الصفحة اليابانية دي إخوان”.