“اعذرونا”.. حكومة الانقلاب تختفي حتى تنتهي كوارث السيول!

- ‎فيتقارير

عندما يصرح وزير التنمية الإدارية في حكومة الانقلاب بأن “الأمطار المتوقعة غدا أكبر من قدرة كل شبكات الصرف في مصر”، ويتبعه وزير الإسكان في ذات الحكومة التعيسة البائسة ويبشر المصريين بأنه “قد يضطر لقطع المياه عن عدد كبير من المناطق”، ويطل وزير الري في حكومة الانقلاب برأسه محذرا هو الآخر من أن “الأمطار لم نشهدها من قبل وقد يصعب التعامل معها، وعلى المصريين أن يلزموا بيوتهم”، وتقرر حكومة الانقلاب منح القطاعين العام والخاص والمدارس إجازة رسمية في إطار عجزها عن احتواء الأزمة، يعني ذلك أن عصابة الانقلاب قررت التعامل مع الأزمة تحت شعار “دبروا حالكم” .

طرقات مغلقة تملؤها المياه، وسيارات مغمورة حتى سقفها، وطفلة قتلت صعقًا عقب هطول الأمطار، ومياه تخرج من أعمدة الكهرباء، وأناس يتنقلون على رافعات الجرارات تجنبًا للمياه.

النشطاء وجهوا انتقادات حادة لحكومة الانقلاب والسفيه السيسي؛ لتجاهلهم تطوير البنية التحتية المتهالكة في جميع أنحاء البلاد، وطالت الانتقادات عددًا من الإعلاميين بعد أن هاجموا النشطاء الذين قاموا بنشر صور ومقاطع فيديو للطرقات المغمورة بالمياه، حيث قال هؤلاء الإعلاميون: “إن من ينشر هذه الصور يهدف إلى تشويه صورة مصر، ويجب محاسبته حسابًا عسيرًا”، وهو ما اعتبره النشطاء “طرمخة وتغطية” على فشل السفيه السيسي وحكومته.

شك السفيه السيسي في كل من حوله، دفعه إلى الاعتماد على العائلة والأسرة المقربة، أتى السفيه السيسي للحكم ومعه صديقان رفيقا دربٍ: عباس كامل مدير مكتبه وحامل “الروب”، ومحمود حجازي رفيقه من السلاح نفسه والمخابرات الحربية ونسيبه، حيث “الواد متزوج من البنت”. لكن عند أول خلاف مع حجازي عزله من منصبه كرئيس أركان، وفرض عليه الإقامة شبه الجبرية.

مثلما لم يثق السفيه السيسي في أحد، فبالتأكيد من حوله لا يثقون فيه، ويدركون أن تقلبات مزاجه حادة، ولا رحمة لديه ولا يوجد لديه تقدير أدبي أو سياسي، خلق السفيه السيسي شبكة ضيقة من المصالح الاقتصادية ليتصارعوا على الفتات الذي يلقيه لهم، مزارع سمَكية على مبانٍ عشوائية، وقد كشفت فيديوهات محمد علي طيفا من صراعات تلك الشبكة.

عصابة الانقلاب

وتنصلت حكومة الانقلاب العسكري بمصر من حماية الأهالي أمام كوارث السيول والأمطار، وعلى لسان رئيس وزرائها مصطفى مدبولي قال: “أرجو من المواطنين أن يعذرونا”، زاعما في نفس الوقت أن كل مسئولي عصابة الانقلاب يعملون على قدم وساق، وأن كل شارع موجود فيه مسئول للمتابعة لحظة بلحظة!.

وأذعنت عصابة الانقلاب لسلطات الطبيعة، وقررت تعطيل الدراسة فى جميع المدارس والجامعات على مستوى الجمهورية، أمس الخميس 12 مارس 2020، وذلك وفقا لحالة شديدة من عدم الاستقرار فى الأحوال الجوية خلال الفترة من الخميس وحتى السبت القادم.

يقول الناشط محمود الراوي: “في الوقت اللي فيه مصر بتعاني من مشكلة نقص مياه، وبتبشرنا الحكومة بمرحلة جفاف قادمة، ربنا سيرزقنا بكمية مهولة من المياه العذبة الصافية، لكن بدل ما نستفيد منها، سيضيع نصفها في الصرف الصحي، والنصف الآخر سيتسبب لنا في مصائب ووقف حال وغرق طرق.. والله أعلم كم ستبلغ الخسائر بسببه؟! وييجي واحد يقولك، الدعوات للتظاهر على النظام الساقط الذي يحكمنا ممكن يوقع الدولة.. أصلا هي فين الدولة؟!!! متصوتى بقي يا انشراح”.

وتوقع خبراء هيئة الأرصاد الجوية أن يشهد الطقس سوء أحوال جوية وسقوط أمطار على كافة الأنحاء، حيث تشهد القاهرة الكبرى طقسًا داﻓئا ﻧﻬﺎرًا ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺒﺮودة ﻟﻴﻼ، وأﻣﻄﺎرا ﻏﺰﻳﺮة على ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺗﻜﻮن رﻋﺪﻳة أﺣﻴﺎﻧﺎ واﻟﺮﻳﺎح نشطة، ويشهد الوجه البحرى أيضا طقسا داﻓئا ﻧﻬﺎرا ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺒﺮودة ﻟﻴﻼ، وأمطارا ﻏﺰﻳﺮة ﻋﻠى ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺗﻜﻮن رﻋﺪﻳة أﺣﻴﺎﻧﺎ واﻟﺮﻳﺎح نشطة.

ملناش دعوة..!

ومع أول أيام الطقس السيئ شهدت مدينة العبور انهيارا أرضيا ابتلع عددًا من السيارات، كما انهار السور أيضا في مدينة العبور خلف جولف سيتي مول، ومنذ ساعة اصطدم قطاران في محافظة الجيزة.

تقول الناشطة عبير التوني: “من ساعة قطر جاي من الصعيد اتعطل بعد كوبري إمبابة باتجاه رمسيس، والناس استغاثت القطر فيه ماس كهربائي وحد يلحقهم ولا عبروهم، دخل عليه قطر أسوان القاهرة اتفرم، الناس متقطعة دا يتسمي ايه؟! البلد دي ملعونة بالفساد والإهمال.. بسرعه اللي قريب ينزل يا شباب يتبرع بالدم أو يساعد الناس ربنا يكرمكم”.

وبدلا من نشر فرق إنقاذ وصيانة الطرق لمواجهة مثل تلك الكوارث، أغلقت الإدارة العامة للمرور في وزارة الداخلية، 10 طرق صحراوية حتى الآن بسبب وجود رياح مثيرة للأتربة وعاصفة ترابية وانعدام الرؤية بها منعا لوقوع أية حوادث مرورية.