بغداد تستدعي سفيري واشنطن ولندن.. ما الرسالة والتداعيات؟

- ‎فيعربي ودولي

استدعت بغداد سفيري واشنطن ولندن لديها احتجاجًا على قصف لقوات التحالف أدانه الجيش العراقي، واتهمت طهران على إثره واشنطن بمحاولة تحميل الآخرين مسئولية ما سمته “وجودها غير المشروع في العراق”.

أما واشنطن فقد أكدت أن القصف رسالة بأنها لن تتهاون مع هجمات طهران غير المباشرة، وفق قولها.

فما الرسالة التي يبعثها استدعاء بغداد سفيري واشنطن ولندن؟ وما مدى تقاطعها مع الموقفين الأمريكي والإيراني من القصف؟ وما الأبعاد التي يمكن أن تأخذها تفاعلات قصف التحالف على مواقع الحشد في ضوء تصريحات الأطراف المختلفة بشأنه؟.

احتجاجًا على ما سمته عدوانا أمريكيا، استدعت الخارجية العراقية السفيرين الأمريكي والبريطاني في العراق على إثر ضربات جوية أمريكية، فجر الجمعة، أوقعت 6 قتلى و12 جريحا، وهو ما اعتبره الجيش العراقي انتهاكا لسيادة العراق، يؤدي إلى التصعيد وإلى تدهور الحالة الأمنية في البلاد، ويعرض الجميع للمزيد من المخاطر والتهديدات.

قيادة العمليات المشتركة العراقية قالت إن الغارات التي تأتي بعد هجوم على قاعدة التاج شمال بغداد وقع، مساء الأربعاء، وأسقط جنديين أمريكيين، بالإضافة إلى جندي بريطاني، وطالت 4 مواقع تابعة لقوات الحشد الشعبي والشرطة والجيش.

هجمات مساء الجمعة التي أدانتها طهران ودعت على إثرها واشنطن لتحمل تداعيات رد العراقيين على اغتيال قادتهم، رأى فيها الجيش الأمريكي ردًّا مناسبًا على هجوم قاعدة تاج، وتأكيدا بأن واشنطن لا تتهاون مع الهجمات الإيرانية غير المباشرة المنفذة بأسلحة إيرانية، بينما زاد قائد القيادة الأمريكية الوسطى بتأكيد حصوله على تفويض شامل لشن أي هجوم استباقي درءًا لأي عدوان محتمل.

مواقف الأطراف المعنية بقصف التحالف الدولي على مواقع الحشد الشعبي في العراق تقود إلى التساؤل بشأن تأثيراته المحتملة على العلاقة بين كل هذه الأطراف.

يلقي القذف الأمريكي الذي استهدف مواقع في العراق وصفتها واشنطن بأنها تضم فصائل مسلحة موالية لإيران، بظلاله في اتجاهات مختلفة.

وجد القصف استنكارا عراقيا واسعا، وحذرت القيادة العسكرية العراقية من أنه يقوض توجهات الخارجين عن القانون، واعتبر التبريرات الأمريكية ذريعة واهية وتقود إلى التصعيد.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية، إن العراق سيخاطب الأمم المتحدة ومجلس الأمن. رئيس البرلمان وصف القصف بأنه انتهاك للسيادة، ودعا رئيس الوزراء إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحفظ سيادة العراق واحترام مؤسساته.

في المقابل قال قائد القيادة الوسطى الأمريكية الجنرال كينيث ماكينزي: إن الضربات استهدفت وحدات ومنشآت تخزين أسلحة استخدمت في هجمات ضد قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وهي مسئولة عن هجوم يوم الأربعاء الصاروخي الذي تعرضت له تلك القوات في معسكر التاجي شمالي بغداد، وأسفر عن مصرع 3 من أفرادها وإصابة 12 آخرين.

وأظهرت صور نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية مواقع تابعة لكتائب حزب الله العراقي قبل استهدافها، ثم نشرت صورا توضيحية تظهر حالتها بعد القصف، وقد ظهرت في الصور مواقع لمخازن أسلحة في كل من جرف النصر والمسيب والنجف والإسكندرية.

الثابت أن الإدانة الواسعة التي واجهها القصف الأمريكي داخل العراق أعادت طرح مختلف الأسئلة المتعلقة بطبيعة العلاقات بين البلدين على الصعيد العسكري، وطبيعة التنسيق، ومصير الاتفاق بين العراق والتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، والدعم الأمريكي المطلوب للسلطات العراقية بموجب ذلك الاتفاق، في وقت أكدت فيه واشنطن البدء في نقل معدات من منظومة باتريوت إلى العراق، وأن جزء من مكوناتها سيكون جاهزا خلال أيام.