عبدالعال يطبّل ويهنئ السيسي بعودة طابا.. هل يمررها الكيان الصهيوني؟

- ‎فيتقارير

في وصلة معتادة من التطبيل الناصري الفج بعث علي عبد العال رئيس برلمان الدم، ببرقية تهنئة لجنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، بمناسبة ذكرى رفع علم مصر فوق طابا، وقال في البرقية: “إنه لمن دواعي سروري أن أنقل إليكم، باسمي واسم نواب شعب مصر خالص التهنئة بمناسبة ذكرى رفع علم مصر فوق طابا، هذا اليوم المشهود الذي غير وجه التاريخ”.

وبالغ عبد العال في قرع الطبلة ليطرب السفيه السيسي، حينما قال: “لقد رفعنا أعلام السيادة على طابا، ونرفع اليوم معكم أعلام الحياة الكريمة لكل مواطن على أرض مصر”!.

عميل صهيوني

لم يذكر عبد العال طوال رسالته اسم الكيان الذي كان يحتل “طابا”؛ لأنه وببساطة شديدة لن يسمح الكيان بذلك التجاوز مهما تكن الخدمات التي يقدمها السفيه السيسي له، لا سيما وقد فاجأ السفيه السيسي الرأي العام العربي بإقراره في تصريح مسرب من مقابلة مع قناة أمريكية بوجود تعاون عسكري صهيوني ضد ما أسماه بالإرهاب في شمال سيناء.

الحديث عن وجود تعاون عسكري صهيوني في سيناء ليس بالأمر الجديد؛ إذ سبق أن صرح بذلك التعاون مسئولون إسرائيليون، منهم: وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، الذي لم يتردد في الإشارة إلى قصف المقاتلات الإسرائيلية أهدافا في سيناء، إلا أن عصابة العسكر درجوا على نفي هذا التنسيق.

في المقابلة التي تبثها قناة (سي بي أس) الأمريكية في وقت سابق، ضمن برنامج 60 دقيقة، قال السفيه السيسي، إن عصابته تعمل سويا مع إسرائيل في شمال سيناء ضد ما وصفه بالإرهاب وأن العلاقات بين عصابة الانقلاب وإسرائيل هي الأمتن منذ بدأت، وأن العصابة والكيان يتعاونان في مجالات شتى.

تصريح السفيه السيسي يأتي بعد سلسله طويلة من التسريبات في الصحافة الغربية والصهيونية طيلة الأعوام الأربع الماضية تحدثت عن تنسيق بين الجيش المصري والإسرائيلي بشأن العمليات العسكرية الجارية في سيناء، والتي بدأت فور استيلاء الجيش على السلطة في مصر عام 2013 أبرزها ما كشفت عنه “نيويورك تايمز” قبل نحو عام من قيام الجيش الإسرائيلي بتنفيذ مئة غارة جوية في سيناء منذ بدء الحرب قبل أربع سنوات.

الإعلام الرسمي للعسكر دأب على إنكار صحة هذه التسريبات، واعتبرها مؤامرة من “أهل الشر” ضد السفيه السيسي والجيش المصري، إلا أن ناشطين من سيناء كانوا تحدثوا على منصات التواصل الاجتماعي منذ بداية الانقلاب عام 2013 عن عدوان إسرائيل المستمر على سيناء عبر القصف الجوي بالمقاتلات الحربية والمسيرة، مطالبين بفك الحظر الإعلامي التي تفرضه سلطات الانقلاب على شمال شبه الجزيرة لإظهار حقيقة ما يدور على الأرض من أحداث.

باحث في شئون سيناء، طلب عدم ذكر اسمه، قال إن ما يجري في سيناء ليس تعاونا بين العسكر وإسرائيل من أجل مكافحة الإرهاب كما زعم السفيه السيسي، فما يمكن وصفه بخلايا إرهابية موجودة في سيناء هي محدودة العدد، ولا تشكل خطرا يستدعي تدخلات وتحالفات إقليمية للقضاء عليها.

الباحث أضاف أن الذي يجري هو مشروع مشترك بين السفيه السيسي وإسرائيل تحت غطاء الإرهاب يستفيد منه الطرفان، متسائلا: ما علاقة المنطقة العازلة التي نتج عنها محو مدينة رفح التاريخية، وقرى حدودية عديدة من الوجود وتهجير سكانها في عهد السفيه السيسي، في الحرب على الإرهاب؟

الباحث السيناوي أشار إلى أن إقامة منطقة عازلة بين غزة وسيناء، كان مطلبا إسرائيليا سابقا سعت لتحقيقه في عهد المخلوع الراحل مبارك الذي بدأ في إنجاز جدار فولاذي على الحدود مع قطاع غزة إلا أن ثورة يناير 2011 عطلت المشروع.

الباحث أكد أن  قرار إنشاء المنطقة العازلة ليس هدفه محاربة الإرهاب، بل خنق الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل كامل ومطلق بعد أن كانت الأنفاق كلمة السر في كسر الحصار عن القطاع إبان عهد المخلوع الراحل مبارك.

الباحث أشار إلى أن المنطقة العازلة ليست مجرد تشديد للحصار وحسب بل بوابة ابتزاز كاملة للطرف الفلسطيني لتوقيع تنازلات قوية في إطار ما تسمى بصفقة القرن، مقابل تحسين الأوضاع الإنسانية لسكان القطاع، في المقابل يحصل السفيه السيسي على الشرعية الدولية لحكمه عبر البوابة الإسرائيلية.

الباحث السيناوي أكد أن الإعلام الرسمي للنظام الإماراتي والسيسي والسعودي لعب دورا بارز في تضخيم وتهويل ممنهج لخطر ما يسمى بالإرهاب في المنطقة تحقيقا لأهداف سياسية.

الباحث أشار إلى أن السياسات القمعية والوحشية التي انتهجتها قوى الثورة المضادة الإمارات والسعودية وعصابة العسكر في قمع الثورات العربية، أدت لإغلاق مساحات السياسة بشكل كامل، وإتاحة الفرصة المقصودة للعنف بدلا من انحصاره ليكون مبررا لسياسات التقارب مع إسرائيل والتحالف معها وإتمام صفقات مشبوهة في المنطقة، وذلك فوق أشلاء ودماء وأرض عربية ولضمان الدعم الإسرائيلي لبقائهم في الحكم.

التوسع في الإرهاب..!

وفي وقت سابق، أنكر السفيه السيسي صفقة القرن، بالرغم من أنه من الأوائل الذين كشفوا النقاب مبكرًا عن الصفقة الغامضة، وكان ذلك في أبريل 2017، في لقائه بترامب، وفي اللقاء أكد دعمه بكل ما أوتي من قوة للصفقة، وقال: “هتجدني فخامة الرئيس، وبقوة أيضًا، داعم وبشدة، كل الجهود اللي هتبذل من أجل إيجاد حل لقضية القرن.. لصفقة القرن اللي أنا متأكد إن فخامة الرئيس هيستطيع إنه يحلها”.

لم يذكر السفيه السيسي حتى الآن نوع الدعم الذي سيقدمه لإدارة ترامب لإنجاز صفقة القرن في مقابل 9 مليارات من الدولارات، ولا الثمن الذي سيدفعه لدعم الصفقة، ولكن المؤكد أنه عندما قال للشاب الذي سأله عن صفقة القرن: “صدقني، أنا بتكلم بصدق”، أنه لا يذكر الحقيقة كعادته، وأنه متورط في هذه الصفقة وسوف يقدم تنازلات، إذ لا يُعقل أن يحصل على 9 مليارات بدون تنازلات؟!

يقول أحد مشايخ سيناء: “إن تمهيد الطريق أمام الصفقة بدأ عند إعطاء الفرصة لتمدد تنظيم الدولة في سيناء، ثم السياسة الخشنة التي تعامل بها النظام مع أهالي سيناء، وبإلحاق الضرر بالمواطن، وإنهاء الوجود السكاني والزراعي في مناطق واسعة بالقرب من الحدود مع قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1948”.

وتم استكمال ذلك، عبر الضغط على كل سكان شمال سيناء بقطع إمدادات المياه والكهرباء والاتصالات، والمواد الغذائية والمحروقات، هذه الإجراءات دفعت عشرات آلاف المواطنين إلى الخروج منها اضطراريا، بحسب الشيخ السيناوي.

يقول الشيخ: “كان واضحا أن من دمر منازل المواطنين وجرّف مزارعهم لن يبني لهم ما يوفر الرفاهية، وقد تم توسيع مطار العريش ومينائها، ومد خطوط الكهرباء الجديدة باتجاه مدينتي رفح والشيخ زويد برغم تهجير غالبية سكانها. بالإضافة إلى مد خطوط مياه وبناء محطات تحلية كبيرة لمياه البحر، خصوصا في مدينة الشيخ زويد، وهو ما أكده الجزء المعلن من الشق الاقتصادي لصفقة القرن”.