شاهد| خبراء: السيسي يعلق فشله في أزمة كورونا على شماعة الإخوان والمواطنين

- ‎فيتقارير

“كان المشهد شديد الاستثنائية، المكان منطقة ريفية تحكمها تقاليد اجتماعية راسخة وعادات متوارثة عن الأجداد، من هذه العادات بالطبع حرمة الموت، وكيف أن الوفاة خطب جلل تتضاءل أمامه أية أحداث أو حسابات”، يقول الباحث في العلاقات الدولية سامح راشد فى مقاله بالأمس عن واقعة شبرا البهو.

ويزداد الموقف حساسية وحصانة وقدسية حين يتعلق بوفاة سيدة أو طفل أو شيخ كبير، فيكون تكريمه ومراعاة حرمته أولى وأكثر وجوبية، فيما يرتبط أى تقاعس أو تقصير فى ذلك بنواقص معيبة وصفات مخزية كالخسة والنذالة.

التفسير المباشر من وجهة نظر الكاتب لتخلي هؤلاء عن الآدمية وإسقاط القيم الأخلاقية الموروثة فى رفضهم لدفن الطبيبة كان يمكن تفهمه فى إطار الجهل، لعل بقية المشهد تنصف هذا التفسير، حيث تدخلت الشرطة وفر معظم الرافضين وتوقيف عدد منهم، فلو كانت المسألة حياة أو موت لما هرب هؤلاء من الشرطة، لكن المسألة لا تعدو نوعًا من ترتيب الأولويات، فيصِل الأمر من مواجهة مع شرطة فى بلادنا، إنما النجاة للنفس أولى ولتدفن السيدة المصابة بالفيروس.

ليس هذا سوى حصاد لسنوات بل لعقود من تسطيح العقول من حكمتها، وتسطيح الثقافة من قيمها، وتفريغ القلوب من إنسانيتها حتى خرفت نفوس بشر كثيرين فسارت خاوية وخربة .

حين يشكو عمال النظافة مخاوفهم من العمل لأيام بدون كمامات، بينما يرسل الزعيم الطائرات محملة بأطنان منها ضمن مساعدات سخية للغرب المسكين فيتحدث الإعلام عن مضرب الأمثال فى أخلاق الدولة، هذه الأخلاق التي وصمت مئات المصريين العالقين فى بلاد الله بالإخوان والإرهابيين خشية إخراج الزعيم وإحراجه من تركهم لأيام وأسابيع بعدما تقطعت بهم السبل جراء توقف رحلات الطيران.

هذه الأخلاق التي تبرأت ليلا من فعل أصحاب القرية وعلت أصواتها لحرمة الموت وتعزيز قيم الإنسانية لكل مصري فى هذا المصاب، ثم أصبحت على حقيقتها شماتة وتشفيا فى محنة زميل بعد إصابته بالفيروس.

هذه الأخلاق التي لا تزال على سخريتها من عقول المصريين ليعلنوا إغلاق هذه الفضائية وأخواتها بالخارج، تماما كما أعلنوا عن لقاح مصري خالص لهذا الوباء من قبل، وكما بالغوا من قبل أيضا في تأكيد تحسن الوضع في الصين وإيطاليا بعد زيارة وزيرتنا ومنحهما بعض من هذا اللقاح الخاص.

وطالب ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر، جون جابور، الحكومة المصرية باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمواجهة تفشى فيروس كورونا، وتحمل مسئوليتها فى حماية الأطقم الطبية.

وفى مؤتمر صحفي عقدته المنظمة، ظهر اليوم، شدد جابور على ضرورة تكثيف عمليات الكشف عن الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس، مشيرا إلى أن نحو 30% من الوفيات فى مصر توفى قبل وصولهم إلى مستشفى العزل، وأن هذه النسبة تظل تحت الدراسة بالتنسيق مع وزارة الصحة المصرية لمعرفة أسباب ارتفاع معدل الوفيات .

إشارات تجاهلتها كالعادة وسائل الإعلام فى مصر، لتتحدث عن سرديات الإشادة بجهود الدولة دون الوقوف على حقيقة الأزمة من قلة عدد المستهدفين باختبار الفيروس، وارتفاع نسبة الوفيات قبل وصولها إلى مستشفيات العزل نتيجة لذلك، فضلا عن ارتفاع معدلات الإصابة بين الأطقم الطبية بنسبة وصلت إلى 13% من حجم المصابين.

الدكتورة منى عمران، عضو مركز العلاقات المصرية الأمريكية، اعتبرت أن الانتقادات الواسعة التي تم توجيهها لمنظمة الصحة العالمية عقب إشادتها بتعامل الانقلاب مع فيروس كورونا أتت أكلها، وبدأت المنظمة انتقاد طريقة إدارة سلطات الانقلاب لأزمة كورونا.

وأضافت منى عمران أن الأطباء في مصر عددهم غير كاف لمواجهة وباء شرس بهذا الحجم، مضيفة أن عدد الأطباء في مصر لا يتجاوز 100 ألف طبيب، بالإضافة إلى نقص المعدات والمستلزمات الطبية وأدوات الحد من تفشي العدوى، مضيفة أن معدل عدد أسرة الرعاية المركزة في العالم يبلغ سريرا لكل 7 آلاف مواطن، وفي مصر يوجد سرير لكل 800 ألف مواطن.

وأوضحت أن مصر تملك موارد كبيرة ويمكنها إجراء التحليل لكل الحالات المشتبه بها، لكن سوء الإدارة والفساد يبددان تلك الموارد في بناء القصور للسيسي وحاشيته وبناء السجون للمعارضين وتوزيع الهدايا والمساعدات للدول الأخرى، على الرغم من وجود عجز في المستشفيات والوحدات الصحية.

https://www.youtube.com/watch?v=3HpERzRfUr8

بدوره رأى الكاتب الصحفي قطب العربي، مدير المرصد العربي لحرية الإعلام، أن إعلام الانقلاب يحاول صناعة قصة نجاح وهمية للنظام في مواجهة أزمة كورونا، والترويج أن النظام مسيطر وقادر على تحجيمها، ويسعى إلى توظيف الأزمة سياسيا وصناعة مجد شخصي للانقلاب.

وقال إن الانقلاب حاول في بداية الأزمة التعتيم على حقيقة أعداد الإصابات، لكن وسائل الإعلام الخارجية كشفت الكارثة وأجبرت النظام على الاعتراف بوقوع حالات إصابات ووفيات، والآن تحاول الأذرع الإعلامية الترويج أن النظام نجح في تطويق الوباء ومحاصرته.

وأضاف العربي أن الانقلاب يحاول استحضار الإخوان إلى المشهد في أزمة كورونا لتحقيق مكاسب سياسية، كما حدث في واقعة رفض الأهالي دفن طبيبة توفيت بكورونا في الدقهلية، ونسي النظام أن الوباء لا يفرق بين مؤيد ومعارض وبين مسلم ومسيحي، وهو ما يكشف حقارة النظام.