“هدنة إنسانية في ليبيا”.. مبادرة معسولة لإنقاذ أمير الخراب حفتر من السقوط

- ‎فيتقارير

وجّه وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، دعوة مشتركة لهدنة إنسانية في ليبيا واستئناف محادثات السلام. يأتي ذلك بعد تحقيق حكومة الوفاق الشرعية في طرابلس مكاسب ميدانية كاسحة، فيما يعد ذلك نفاقًا دوليًا بامتياز مع تقهقر مليشيات حفتر، علمًا أن أمير الخراب رفض كل دعوة لهدنة إنسانية خلال هجومه على طرابلس.

وبعد سيطرتها على مدن الساحل الغربي، شنت قوات حكومة الوفاق هجومًا كاسحًا عبر 7 محاور، وتتقدم ببعض المناطق في مدينة ترهونة الاستراتيجية، والتي تعتبر قاعدة الارتكاز الأساسية لقوات حفتر في هجومه على طرابلس.

وأعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، الاثنين، عن تنفيذ 3 ضربات جوية استهدفت تمركزات لمليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بترهونة. ساد بعدها هدوء حذر بمحاور القتال، في الوقت ذاته حمَّلَ مسئول أوروبي حفتر مسئولية الصراع.

هدوء حذر

أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، الاثنين، عن تنفيذ 3 ضربات جوية استهدفت تمركزات لمليشيات خليفة حفتر بترهونة على بعد 80 كلم جنوب شرقي العاصمة طرابلس، ساد بعدها هدوء حذر بمحاور القتال. في الوقت ذاته حمَّلَ رئيس البعثة الأوروبية لدول ​المغرب العربي، أندريا كوزولينو، حفتر مسئولية ما يحدث بليبيا بسبب هجومه على العاصمة​ طرابلس.

وحمّل أندريا كوزولينو، رئيس البعثة الأوروبية لدول المغرب العربي، اللواء المتقاعد خليفة حفتر مسئولية ما يحدث في ليبيا؛ بسبب هجومه على العاصمة طرابلس.

وقال إن ما يحدث بليبيا تقع مسئوليته بشكل كبير على اللواء حفتر، الذي حاول الهجوم على طرابلس. وتشن مليشيات حفتر، منذ 4 أبريل 2019، هجومًا فاشلاً للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.

ويواصل حفتر هذا الهجوم رغم إعلانه في 21 مارس الماضي الموافقة على هدنة إنسانية دعت إليها الأمم المتحدة لتركز الحكومة جهودها على مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد.

وأضاف كوزولينو أن الاتحاد الأوروبي ينظر بإيجابية لما فعلته تركيا مع حكومة الوفاق، وقال إن حضور أنقرة في ليبيا أمر مهم، معربا عن أمله بأن يدفع عملية السلام هناك.

وتدعم أنقرة الحكومة الليبية في مجالات عديدة، تنفيذًا لاتفاقيتين وقعهما الطرفان، في نوفمبر الماضي، تتعلق إحداهما بالتعاون الأمني والعسكري، والأخرى بتحديد مناطق النفوذ البحري.

ورغم إعلان مليشيا حفتر، في 21 مارس الماضي، الموافقة على هدنة للتركيز على جهود مكافحة كورونا، إلا أنها تواصل هجوما بدأته 4 أبريل 2019، للسيطرة على طرابلس، مقر حكومة “الوفاق الوطني” المعترف بها دوليا، وردا على الانتهاكات المستمرة، أطلقت الحكومة في 26 مارس، عملية “عاصفة السلام” العسكرية ضد مليشيا حفتر، ما كبد الأخير هزائم ساحقة.

دعا بيان مشترك صادر عن ممثل السياسة العليا للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، ووزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، إلى هدنة إنسانية في ليبيا مع بداية شهر رمضان المبارك.

وجاء في بيان المسئولين الأوروبيين الذي نشر على الموقع الإلكتروني لوفد الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا، السبت: “في بداية شهر رمضان المبارك، نريد ضم أصواتنا لأصوات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وممثله الخاص بالنيابة في ليبيا، ستيفاني توركو ويليامز، في دعوتهما لهدنة إنسانية في ليبيا”.

وأضاف البيان أن تطورات الصراع في ليبيا خلال الأسابيع الماضية زادت من المخاوف، لا سيما بشأن وضع السكان الذين يعانون منذ فترة طويلة.

وتابع: “ندعو جميع الأطراف الليبية الفاعلة لأن يكون شهر رمضان المبارك مصدر إلهام لهم، ولأن يستأنفوا المحادثات فيما بينهم من أجل وقف حقيقي لإطلاق النار على أساس مسودة اتفاقية اللجنة العسكرية التي تم وضعها في 23 فبراير الماضي”.

ودعا البيان أيضا الأطراف الفاعلة في ليبيا للنظر إلى حل سياسي للصراع، وتوحيد الجهود لمواجهة عدو مشترك وهو جائحة كورونا بما يصب في مصلحة البلاد ككل، واختتم البيان بتوجيه تهنئة لجميع الليبيين بمناسبة شهر رمضان.

الإرهاب يلتقط أنفاسه

من جهته يقول الدكتور محمد الصغير، المستشار السابق لوزارة الأوقاف في حكومة الدكتور هشام قنديل: “المجتمع الدولي يكشف عن وجهه في دعم إجرام حفتر بحق شعب ليبيا، حيث بدأت المطالبة بالهدنة مع بوادر هزيمته! ما الصفة التي تتعامل بها أوروبا مع هذه المليشيات المسلحة؟ وماذا تعني الهدنة إلا فرصة للإرهاب ليلتقط أنفاسه ريثما يصل إليه الدعم من دول محور الشر؟!.

يقول الكاتب والناشط السياسي إبراهيم قصودة: “بعدما تقدم الجيش الليبي لتحرير كامل الساحل الغربي وتقدمه في آخر معقل ﻟلعصابات الإرهابية في الغرب الليبي #ترهونه، يخرج علينا الاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيطاليا وألمانيا يدعمون فيها دعوة الأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية بمناسبة شهر رمضان؛ من أجل إعطاء الوقت ليجمع #حفتر قواته من جديد”.

مضيفا: “نرجو من الإخوة المغردين الذين اختاروا أن يقفوا مع الحق ومع الشعب الليبي في قضيته العادلة ضد العصابات الإرهابية التي تجد دعمًا من محور الشر وفرنسا الاستعمارية، وأن يغردوا على هاشتاج #لا_هدنه_مع_الارهاب، حيث يحاول أعداء #ليبيا إنقاذ مجرم الحرب #حفتر من الانهيار بهدنة يستجمع فيها أنفاسه”.

وختم بالقول: “الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يريدون أن يعلموننا ديننا الإسلامي وهدنة رمضانية.. الرسول صلى الله عليه وسلم قاتل المعتدين الظالمين في رمضان، ورد كيدهم إلى نحورهم، لو كانت الأمور لصالح مجرم الحرب #حفتر لما طالبوا بهدنة رمضانية بل طالبوا بحسم المعركة #لا_هدنه_مع_الارهاب”.

ويقول الناشط المدني عماد فتحي: “بيان أوروبي مشترك يدعو إلى هدنة إنسانية في ليبيا. محاولة فاشلة كالتي قبلها من فرنسا لإنقاذ حفتر بعد الهزائم والخسائر التي تلقاها، وقياداتنا عازمة على اقتلاع الورم الانقلابي حتى تحرير كافة التراب الليبي”.

ويقول المغرد الشهير جنرال الخليج: “لم تقف الحكومات الأوروبية بجانبها عندما كان #حفتر يقصف #طرابلس، اليوم مع قرب انهزام #حفتر بدأوا يصرخون ويجتمعون لطلب هدنة إنسانية بشأن #كورونا و#رمضان، كل ذلك حتى يطيلوا أمد النزاع العسكري في ليبيا. ألم تكن غزوة بدر في رمضان؟!”.

ويقول الناشط أحمد عبد العزيز: “لا تعطوا الفرصة للمستبد حفتر ولا تنصتوا لدعوات التهدئة فتندموا بعدها، هي هدنة لتجميع وأخذ مزيد من الدعم من قبل المستبدين، بالله عليكم لا تعطوهم الفرصة لالتقاط أنفسهم فيعودون أكثر بطشا وظلما، ما أعاد أي تفاوض أرضا من الظالمين.. وفلسطين ليست عليكم بعيدة”.