شاهد| أسباب تراجع المجلس الانتقالي عن إعلانه الإدارة الذاتية جنوبي اليمن

- ‎فيعربي ودولي

أعلن المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا في اليمن عن تراجعه، مساء الجمعة، عن إعلانه الإدارة الذاتية وفرض حالة الطوارئ في مناطق سيطرته .

وأكد المجلس أن الخطوة التي جاءت بعد اشتباكات بين قواته وقوات الحكومة الشرعية في سوقطرى، هي استجابة لدعوة التحالف السعودي الإماراتي يوم الاثنين الماضي.

ما مدى وجاهة تبرير المجلس الانتقالي تراجعه عن قراره السابق في ضوء تأخر استجابته لدعوة التحالف كل هذه المدة؟ وإلى أي حد يمكن أن تنعكس هذه الخطوة على محاولات المجلس المدعوم إماراتيا تقويض سلطة الشرعية في جنوب اليمن؟

بعد 4 أيام من دعوة التحالف السعودي الإماراتي ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي للتراجع عن إعلانه الحكم الذاتي وعن فرض حالة الطوارئ في مناطق سيطرته، أعلن المجلس الذي تدعمه الإمارات عن ترحيبه بتلك الدعوة وقبوله الوضع في المحافظات الجنوبية إلى ما كان عليه قبل إعلانه حالة الطوارئ والغدارة الذاتية يوم السبت الماضي.

وأكد المجلس أهمية تنفيذ اتفاق الرياض وضرورة احترام التسلسل الوارد فيه، خصوصًا ما يتعلق بتنفيذ الجانب السياسي والاقتصادي، ودعا على لسان المتحدث باسمه إلى ضرورة معالجة أضرار السيول في العاصمة المؤقتة عدن ومواجهة فيروس كورونا، مشيرا إلى ضرورة احترام ما سماها تطلعات شعب الجنوب وحقه في تقرير مصيره السياسي وأهمية الاستجابة للاحتياجات الأساسية للمواطنين.

قرار المجلس الانتقالي الذي تدعمه الإمارات تزامن مع اتفاق للتهدئة في سوقطرى، ووضْع حدّ للاشتباكات بين قوات الحكومة الشرعية وقوات تابعة للمجلس حاولت السيطرة على مدينة حديبو، وهي المركز الإداري لمحافظة سقطرى والاشتباكات التي استبقتها السلطات المحلية في سقطرى بالتحذير مما سمته مخططا إماراتيا لاقتحام حديبو والسيطرة على مؤسساتها الحكومية، وعقب التحذير تحركت قوات موالية للإمارات في الجزيرة وطالبت قائد القوات السعودية هناك بإزالة نقاط التفتيش حول مدينة سقطرى وإقالة محافظها، وحملت القائد السعودي العسكري المسئولية عما وصفته بالتصرفات التي تقلق السكينة.

وقال ياسر اليماني، القيادي في المؤتمر الشعبي العام في اليمن، إن تراجع المجلس الانتقالي الجنوبي عن إعلانه الإدارة الذاتية وفرض حالة الطوارئ الذي أصدره، السبت الماضي، كان متوقعا .

وأضاف اليماني، في مداخلة هاتفية لبرنامج "ما وراء الخبر" على قناة الجزيرة، أن الشعب اليمني في الجنوب لن يقبل بأن يتولى "هؤلاء المرتزقة والشرذمة" إدارة مدن ومحافظات الجنوب عوضا عن الحكومة الشرعية.

وأوضح أن محافظات الجنوب لا تعتبر أعضاء المجلس الانتقالي ممثلين لهم، وكلها رفضت الامتثال لإعلان المجلس الانتقالي، لأنه انتهاك لسيادة اليمن، ويسعى لتحقيق أهداف أبو ظبي من السيطرة على موانئ اليمن ومقدراته.

بدوره أرجع عمر عياصرة، المحلل السياسي، تراجع المجلس الانتقالي الجنوبي إلى عدة عوامل، منها إدراك السعودية التام- بعد أحداث سقطرى- أن اليمنيين لن يقبلوا أبدا بهذا السيناريو، وكذلك رفض الجنوبيين التام لسيطرة المجلس الانتقالي على إدارة مناطقه.

وأضاف عياصرة أنه على الرغم من وجود رغبة لدى العديد من الجنوبيين في الانفصال عن الشمال، لكن الكثيرين منهم يرفضون أن يكون المجلس الانتقالي ممثلا لهم.