ما علاقة «سيناء» بالقتال الدائر بين الوفاق والإرهابي حفتر؟

- ‎فيتقارير

تشهد سيناء مزيدا من إرهاب العسكر الذي يرتكبه جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، للتغطية على عودة جثث أفراد جيش مصر من ليبيا، بينما تقوم منذ فجر أمس قوات حكومة طرابلس بهجوم واسع على قواعد لمليشيات الإرهابي حفتر، والتي تأوي ضباطا مصريين، ولا يستبعد مراقبون هذه المرة أن تكون العمليات الإجرامية للسيسي في القاهرة أو محافظات الدلتا.

العمليات التي تتم بمحيط طرابلس ومناطق أخرى من ليبيا تنفذها حكومة معترف بها دوليا ضد مليشيات تلاحقها الجنائية الدولية، ودعم تركيا للعمليات يأتي في إطار اتفاق شرعي بين الدولتين، وهو ما ألجم داعمي حفتر، السيسي والسعودية والإمارات، وحيّد الأطراف الأوروبية التي تدعم الانقلابات العسكرية في دول الربيع العربي.

أسلحة وذخائر مصرية

ويثير انخراط مصر في الأزمة الليبية ودعمها لحفتر تساؤلات كثيرة، خاصة أن هذا الدعم مستمر منذ أن شن حفتر عملية الكرامة 2014، وهجومه الحالي على العاصمة الليبية حيث تصدت له قوات حكومة الوفاق وكبدته خسائر في جنوب طرابلس.

تورُّط السفيه السيسي والإمارات ثابت بالأدلة، بعد أن أعلنت حكومة الوفاق عن ضبط أسلحة وذخائر متطورة عقب سيطرتها على مدن الساحل الغربي بعد معارك مع قوات حفتر، وهذا انتهاك للقرار الدولي بحظر إرسال الأسلحة إلى ليبيا، وتدعم القاهرة "حفتر" بمدرعات مصرية الصنع وبالأسلحة والذخيرة.

كما شارك السفيه السيسي في شن غارات جوية معلنة على مدينة درنة الليبية، في مايو 2017، في حين تتهم أطراف ليبية الحكومة المصرية بشن غارات غير معلنة لدعم قوات حفتر.

وكان تقرير للأمم المتحدة نشر، في 9 ديسمبر، اتهم شركات ودولا بخرق حظر التسليح المفروض على ليبيا منذ عام 2011، من خلال تسليم أسلحة ومقاتلين، من بينها مصر، ولا يقتصر دعم السفيه السيسي لمعسكر حفتر بالسلاح فقط، وإنما يشمل الدعم السياسي والإعلامي.

وتبرر سلطات الانقلاب بمصر تدخلها في ليبيا بمقتضيات الأمن القومي، لكنّ محللين يرون أن الأسباب الحقيقية فى دعم الانقلابي حفتر، هو الطمع في ثروات ليبيا النفطية، حيث يسعى السفيه السيسي إلى إيصال نظام حفتر إلى حكم ليبيا مقابل منح مصر توريدات الطاقة، إضافة إلى أطماع السفيه السيسي في مشاريع التنمية والبنية التحتية وتغطية السوق الليبية بالعمال المصريين.

ويندد مسئولون سياسيون وعسكريون في حكومة الوفاق الوطني في ليبيا بالدعم العسكري الذي يقوم به السفيه السيسي لقوات حفتر في هجومه على العاصمة طرابلس المستمر، وأظهرت صور نشرتها وحدة إعلامية تابعة لقوات حفتر مدرعات مصرية الصنع تستخدمها قوات حفتر في الحرب على العاصمة.

في المحصلة، فإن تكثيف الإمارات والسفيه السيسي دعمهما لحفتر يهدف إلى وقف حالة الانهيار العسكري التي تعاني منها قواته، لكن بالمقابل يمكن أن تؤدي الخسائر المتواصلة لقوات حفتر إلى تراجع الدعم متعدد الأشكال الذي تقدمه الدولتان، كما أن الانتصارات التي تحققها حكومة الوفاق الوطني ستعزز موقفها التفاوضي لفرض التسوية السياسية في أي جهود دولية متوقعة، بعد التغييرات التي أحدثتها التطورات العسكرية الأخيرة التي خلقت واقعا جديدا في ميزان القوى العسكرية على الأرض لصالح حكومة فائز السراج.

واقعة مدبرة

وشكك ناشطون في "مسرحية" تصفية شرطة حكومة الانقلاب ما وصفتها بـ"خلية إرهابية" مكونة من 7 أفراد في حي الأميرية بالقاهرة، في 14 أبريل ، بعدما قالت إنه جرت اشتباكات أسفرت عن مقتل ضابط في الأمن الوطني برتبة مقدم.

وطالب هؤلاء عبر مشاركتهم في وسم الأميرية، بنشر صور وأسماء الخلية التي قالت وزارة الداخلية: إنها "تعتنق الفكر التكفيري وكانت تعتزم تنفيذ عمليات إرهابية بالتزامن مع أعياد الطائفة المسيحية".

وربط الناشطون بين الواقعة والهزيمة التي لحقت بمليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا، مشيرين إلى أن الواقعة مدبرة للتغطية على مقتل ضباط مصريين شاركوا ضمن صفوف حفتر، حيث تمكنت قوات الحكومة الشرعية من استعادة مدن خاضعة لسيطرته واغتنمت مستودعات ذخائر وأسلحة مصرية.

وقبل الإعلان عن هذا الحدث في مصر، أي في 13 أبريل 2020، سيطرت قوات الوفاق الوطني في ليبيا ضمن عملية "عاصفة السلام" على 8 مدن أبرزها صبراته وصرمان وعلى كامل الساحل الغربي حتى الحدود التونسية.

وتوقع ناشطون أن تتكرر مثل هذه الأحداث مرة أخرى في مناطق متفرقة من البلاد، إذ أكد محمود رفعت، الخبير القانوني، أن عملية الأميرية التي تم بها قتل مدنيين عزل ستتكرر؛ لأن عدد الجثث العائدة من ليبيا يزيد على التوقعات.

وأجمع ناشطون على أن واقعة الأميرية مسرحية أو مسلسل وفيلم أخرجه ونفذه العسكر بعد هزيمتهم في ليبيا، رافضين تلفيق الواقعة لجماعة الإخوان المسلمين المعتقلين داخل سجون العسكر.