“الغنوشي” يرد على دعوات انقلاب “الإنقاذ” التونسية: الإصلاحات لا تصنعها الدبابات

- ‎فيأخبار

أكد رئيس حركة النهضة ورئيس مجلس نواب الشعب، راشد الغنوشي، الاثنين، أن تونس تحتاج إلى إصلاح ولا يمكن للإصلاحات أن تتم إلا بوحدة وطنية يصنعها الوعي التونسي وليس الدبابات، مضيفا: "لنبتعد عن فكرة الإقصاء ونضع أمامنا صورة أن تونس سفينة تحمل الجميع، تنخر عباب البحر رغم الاختلافات"، وقال: "البلاد تتسع للجميع فلتتسع الصدور لبعضنا بعضا".

وفي هذا الإطار أكد راشد الغنوشي أن "العلاقة مع رئيس الجمهورية قيس سعيد جيدة، وبعض الإشكاليات المطروحة تتعلق بكيفية تحقيق وحدة الدولة في ظل تعدد الشرعيات والسلطات" موضحًا أن "أعداء الثورة يستهدفون البرلمان باعتباره ممثلا للثورة ومشرفا على الأمور ومراقبا للحكومة".

وأعرب الغنوشي، في حوار له مساء الاثنين مع قناة نسمة التونسية، عن استبشاره بالمستقبل، وقال: "التونسيون تحيط بهم تحديات وصعوبات كبيرة وأوضاع اجتماعية قاسية، وعدة جهات أوضاعها صعبة والصعوبات في كل مكان، لكن مستقبل البلاد أمامها".

الشراكة الحزبية

وأكد رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة أن الثقة بين مكونات الائتلاف الحاكم اهتزت، وأن جلسة 3 يونيو 2020 أطلقت دعوة للتغيير من أجل التقاء أحزاب حول برنامج وتدعم بعضها، ولم ينف إمكانية "حصول تطورات".

وشدد الغنوشي في حواره على أن البلاد تحتاج للاستقرار، مبينا أنه من الممكن حصول تطورات في بنية الحكم لتلتقي الأغلبية، واصفا الوضع بغير الطبيعي. قائلا إن الوضع الطبيعي هو أن يكون الحزب الأول والثاني والثالث والرابع في الحكم. معتبرا أن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار وإمضاء وثيقة التضامن سخرية من الشعب، وأن الحكومة الحالية هي حكومة الفخفاخ وليست حكومة الرئيس كما يسوق البعض لذلك.

شعلة الثورة

وأضاف الغنوشي أن تونس حققت الاستقلال والثورة بثمن معقول، وأنجزت تحولا ديمقراطيا، وبعد 10 سنوات ما زلنا أحرارا وحافظنا على الشعلة رغم الرياح التي تضرب من كل مكان لإطفاء الشمعة التونسية، قائلا: "ينبغى أن نكون مستبشرين لأن الشعلة ستبقى وستضيء كل أرجاء تونس بالتنمية والشغل ونظام صحي جيد.. ينبغي أن نكون مستبشرين، سننجز تنمية بما يجعل حياة التونسيين مرفهة تتوفر فيها الضروريات وحتى الكماليات".

وعن تأخر مؤتمر النهضة، قال إن المؤتمر الحادي عشر لم يؤجل، فقط تأخر بسبب جائحة كورونا، وسيتم أواخر 2020.

ليبيا وما يحصل فيها

واعتبر أن ما يحدث في ليبيا "سيكون دعما كبيرا للفلاحين والمقاولين والسياح الليبيين الذي عوضوا وسيعوضون السياحة الأوربية، موجها التحية للشعبين الليبي والجزائري، وأن تونس معكم، وستكون منطلقا هي وجيرانها في انطلاقة مجددة نحو المغرب العربي".

وأوضح رئيس البرلمان التونسي أن مكالمته مع السراج كانت عملا بروتوكوليا عاديا، ولم تكن تستوجب هذا القدر من الإثارة والضجة، مشيرا إلى أن "المكالمة ليست خارجة عن السياق الرسمي التونسي، ذلك أنه أجرى اتصالا مع حكومة شرعية ومعترف بها دوليا ولها انتصارات على أرض الواقع".

وأكد أنه دعا السراج خلال المكالمة إلى الحل السلمي في ليبيا، قائلا إن هذه المكالمة يمكن أن تؤدي مصلحة مهمة لتجار وفلاحي تونس، مضيفا أن "علاقتنا بليبيا علاقة جوار وعلاقة حيوية على المستوى الأمني والاقتصادي''.

وتابع: ''ليبيا يتطلع إليها الجميع كسوق مستقبلية يستفيد منها الفلاح والعامل والمقاول ورجل الأعمال، وأولى بتونس أن يكون لها نصيب الأسد في ذلك''.

كما أكد رئيس حركة النهضة أن تونس لا يجب أن تكون محايدة إزاء مصالحها الكبرى، في إشارة إلى علاقتها بما يحصل في ليبيا حاليا، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن مصلحة تونس يجب أن تكون هي العليا.