حكومة طبرق تستنجد بـ(إسرائيل).. والسيسي يطرح صفقة تقتضي إبعاد حفتر

- ‎فيتقارير

أمام الهزائم المدوية التي تتعرض لها مليشيات اللواء الليبي خليفة حفتر أمام قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، والمدعومة من تركيا، استنجد عبد السلام البدري، نائب رئيس حكومة طبرق التابعة للواء خليفة حفتر وغير المعترف بها دوليا، بالاحتلال الإسرائيلي، وأبدى أمله في التعاون مع (إسرائيل) في مواجهة حكومة "الوفاق".

في ذات السياق كشفت مصادر مطلعة بالأزمة، عن أن رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي طرح صفقة جديدة تقتضي إبعاد "حفتر" مقابل توقف العملية العسكرية التي تشنها حاليا حكومة الوفاق عند حدود ترهونة وعدم التوغل شرقا.

وفي مقابلة مع صحيفة "مكور ريشون" الإسرائيلية، قال البدري: "لم نكن يوما ولن نكون أعداءً، ونحن نأمل أن تدعمونا، الظروف هي التي فرّقت بيننا لغاية الآن"، مضيفا: "نحن نؤيد مبدأ حلّ الدولتين، وحاليا لدينا مصلحة مشتركة: (الرئيس التركي) رجب طيب أردوغان إرهابي، نحن وإياكم نقف في نفس الجهة. سيكون غبيا من طرفنا تجاهل ذلك".

ودعا الاحتلال إلى الانضمام لمبادرة سياسية جديدة بالتعاون مع اليونان وقبرص ومصر ولبنان، للتوقيع على اتفاق بحري جديد، مقابل الاتفاق الذي وقعته تركيا مع حكومة "الوفاق" الليبية المعترف بها دوليا.

إبعاد حفتر

وحول صفقة السيسي فقد كشفت مصادر مطلعة عن أنها طرحت على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصورا لوقف إطلاق النار في ليبيا، يتضمن إخراج اللواء حفتر من المشهد، والبدء الفوري في مفاوضات سياسية، مقابل وقف حكومة الوفاق المعترف بها دوليا وتركيا للعملية العسكرية في ليبيا، وعدم تحريك قوات "الوفاق" لما بعد خطّ مدينة ترهونة.

وبحسب صحيفة العربي الجديد، فإن الولايات المتحدة أبدت ترحيبا بهذه المبادرة لكنها بدت غير متحمسة في إلزام تركيا بوقف إطلاق النار، مرجعة ذلك إلى الخشية من استمرار الوجود الروسي في شرق ليبيا.

ورهنت واشنطن موافقتها على إلزام تركيا بوقف العملية العسكرية في سرت بعدة شروط، منها إخلاء قاعدة الجفرة من المقاتلين والطائرات الروسية، وتقديم ضمانات كافية لمليشيات شرق ليبيا بقيادة حفتر بعدم وقف إنتاج البترول مجددا، وعدم المساس بالآبار النفطية خلال أي صدامات.

وأكدت تقارير عربية أن القاهرة وأبو ظبي باتا مقتنعتين بضرورة خروج حفتر من المشهد الليبي بعد هزائمه المدوية وتقدمتا باقتراح بذلك وافقت عليه كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

وكان المبعوث الأمريكي الأسبق إلى ليبيا جوناثان وينر، قد ذكر الأسبوع الماضي، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، أن حفتر سيبقى تحت مراقبة دقيقة في القاهرة، ولن يعود إلى ليبيا في الفترة الحالية.

وأضاف وينر أنه "من المتوقع أن يبقى حفتر على الأقل لعدة أسابيع في العاصمة المصرية حتى يتم تحديد مكان آخر لتقاعده"، وذلك نقلا عن مسئولين كبار في الحكومة المصرية. وأكد الرئيس التركي، في حوار تلفزيوني، أنّ "حفتر سيكون خارج المعادلة في ليبيا في أي لحظة وفقاً للتطورات الحالية"، وذلك في أعقاب اتصال جرى بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تناول الأوضاع في ليبيا، وأثنى خلاله الرئيس الأمريكي على ما قامت به تركيا في ليبيا، بحسب أردوغان.​

طائرات السيسي تواصل العدوان

وحول تطورات الوضع الميداني، شنت طائرات السيسي عدوانا على تمركزات لحكومة الوفاق في محيط سرت، مساء الأربعاء الماضي، بهدف تدمير وتعطيل إقامة منظومات دفاع جوي تركية كان من شأنها تغيير الوضع على الأرض في سرت خلال الأيام المقبلة، مؤكدة أن الضربة جاءت لمنح مجال للاتصالات الجارية لوقف إطلاق النار.

وبحسب محللين عسكريين، فإن نجاح حكومة الوفاق في نصب أنظمة دفاع جوي في محيط سرت من شأنه تعزيز انتصارات حكومة الوفاق، والسيطرة على سرت بالسيطرة على سمائها، ومنع طائرات حفتر وتحالف الثورات المضادة من التحليق بعد ذلك.

في ظل هذه الأجواء يراهن نظام السيسي على التوصل لصيغة وسط  في ظلّ خشية الولايات المتحدة أيضا من وصول الرئيس التركي رجب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين لتفاهمات تتقاطع مع المصالح الأمريكية، سواءً في ليبيا أو سوريا، لذلك تتحرك بحذر شديد في الأزمة الليبية.

إلى ذلك كشفت صحيفة “يني شفق” التركية، عن أن أنقرة تنوي إنشاء قاعدتين عسكريتين دائمتين في ليبيا. ونقلت الصحيفة عن “مصادر إقليمية” أن “التعاون العسكري بين ليبيا وتركيا سيرتقي إلى مستويات أعلى” بعد الزيارة التي قام بها إلى أنقرة  رئيس حكومة “الوفاق” الليبية فايز السراج، حيث التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وذكرت “يني شفق” أن “الجهود التركية ترمي إلى أن تكون قاعدة الوطية الجوية العسكرية متاحة لبناء تركيا قاعدة جوية فيها”. وأن أنقرة “ستتخذ خطوات مماثلة في ميناء مدينة مصراتة لتُبنى فيه قاعدة بحرية مع تحصين قاعدة الوطية بالطائرات المسيرة والأنظمة الجوية”.

وتابعت الصحيفة: “بالتزامن مع الاستفزازات اليونانية في شرق المتوسط والتوتر المتزايد هناك، يتطلب وجود قوات بحرية تركية في المياه الإقليمية الليبية وبناء على ذلك يعتقد تحويل ميناء مصراتة إلى قاعدة بحرية تركية دائمة”.

وكانت تركيا قد رفضت مبادرة السيسي لوقف إطلاق النار، وقالت خارجيتها إن مسعى القاهرة لإيقاف إطلاق النار جاء لإنقاذ حفتر، وقد "مات في مهده". وتساءل وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو في تصريحات له عن سبب توجه حفتر الآن إلى مصر وإدلائه ببيان مشترك، مضيفاً أن الدعوة لوقف إطلاق النار هي خالصة لإنقاذ حفتر بعد فشله في انتزاع طرابلس "ولا يمكننا تصديقها".

وتابع أن "حفتر تجنب توقيع اتفاقيات التسوية في موسكو وبرلين، بل على العكس زاد من عدوانيته ولم يقترب من التسوية رغم كل هذا الجهد". وأكد الوزير التركي أن أي تسوي يجب أن تكون تحت مظلة الأمم المتحدة وتحظى بموافقة جميع الأطراف.