قال صلاح عبد المقصود، وزير الإعلام فى حكومة الدكتور هشام قنديل: إن الرئيس الشهيد محمد مرسى كان أيقونة للثورة، وكان يقول إن الحكام أُجراء عند شعوبهم، مضيفا أن الرئيس مرسى عاش لقضية شعبه وكرامته وحريته، ولم يأخذ شيئًا من وظيفته كرئيس للجمهورية، وأمضى عامه الوحيد فى السلطة لم يتقاض أجرًا ولم يسكن القصر.
جاء ذلك في كلمته خلال المؤتمر الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الرئيس محمد مرسي، تحت عنوان “الرئيس الشهيد أيقونة الحرية”، بحضور 100 شخصية من 40 دولة حول العالم.
وأضاف “عبد المقصود” أن الرئيس الشهيد رفض أن يسكن في القصر، وقال: “وماذا بعد القصر؟ سأعود إلى بيتي فدعوني في بيتي أفضل”، وعندما أخذ قرارًا من مجلس الوزراء بترميمات في إحدى الفيلات التابعة لرئاسة الجمهورية والقريبة من قصر الاتحادية واسمها فيلا السلام، اعتمدنا 300 ألف جنيه لإصلاحات هذه الفيلا حتى يقيم فيها الرئيس وأسرته كى يكون قريبا من المكتب ومن القصر، ولكن رفض أيضا أن يجلس في الفيلا، وقال إن بيتي قريب من القصر، ولا أعطل الطرق، وأصل إليه في وقت قصير، أنا لا أريد أن أجلس في مكان ملك للشعب أنا أجلس في بيتي الذي أدفع له أجرته”.
وأوضح وزير الإعلام السابق أن الرئيس مرسى لم يتقاض راتبًا خلال هذا العام، ورحلات زوجته وأولاده كان يدفعها من ماله الخاص، وعاش هذا الرجل بسيرة عمر بن الخطاب كفردٍ من الشعب.
وأشار إلى أن الرئيس مرسى عندما مرضت أخته عالجها فى مستشفى حكومية، ولم يعرف أطباء المستشفى أنها شقيقة الرئيس إلا عندما قام الرئيس بزيارتها، وعندما طلب منه أن تعالج على نفقة الدولة رفض ذلك، وقال أختي كبقية المصريين تعالج كما يعالج المصريون.
رجل المبادئ
بدوره نعى ماهر صلاح، رئيس منظمة الخارج فى حركة المقاومة الإسلامية حماس، الرئيس الشهيد محمد مرسي في الذكرى السنوية الأولى لرحيله، مضيفا أن الرئيس مرسى كان رجل المبادئ والقيم والتضحيات والثبات.
وأضاف صلاح أن الرئيس الشهيد أحب فلسطين وغزة وأحبته فلسطين وغزة، وعشق القدس والأقصى فأحبه أهل القدس ورفعوا صوره فوق قباب المسجد الأقصى، وصلوا عليه صلاة الغائب، ووقف مع الحق الفلسطيني ضد المشروع الصهيوني طوال حياته.
وأوضح أن الرئيس مرسي عندما كان نائبا فى مجلس الشعب المصري وعضوا مؤسسا فى اللجنة المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني، ويوم كان رئيسا لحزب الحرية العدالة استضاف قادة فلسطينيين، وصرح حين ذاك بأن القضية الفلسطينية تسكن عقل ووجدان كل مصرى، وهى ليست فقط جزءًا من العقيدة والتاريخ بل هى حجر الزاوية في الأمن القومي المصري.
وأشار إلى أنه عندما انتخب رئيسا لمصر وعد حين أداء يمينه أن يتخذ من الإجراءات والتدابير ما يخفف العبء عن الفلسطينيين فى قطاع غزة، ثم من على منبر الأمم المتحدة فى نيويورك صرح قائلا: إن القضية الفلسطينية هي أولى القضايا التى يجب على المجتمع الدولي والعالم كله أن يتخذ كل جهد لحلها على أسس العدالة والكرامة.
ولفت إلى أنه حين جاء العدوان الصهيوني على غزة باغتيال الشهيد أحمد الجعبرى واشتعلت حرب عام 2012، كان للرئيس مرسى مواقف مشهودة إذ أرسل رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل على رأس وفد مصري شعبي ورسمي في أول يوم للحرب إلى غزة، وأعلن فتح المعابر بشكل دائم، واستضاف قادة المقاومة فى القاهرة وزعماءها العرب والمسلمين، وقاد حراكا دبلوماسيا وسياسيا أدى فى النهاية إلى وقف الحرب وأطلق عبارته المشهورة “لن نترك غزها وحدها”، وصرح تصريحًا قويًا مخاطبًا الاحتلال المعتدى أن “أوقفوا عدوانكم فإن غضبتنا لن تستطيعوا أن تقفوا أمامها أبدا.. إنها غضبة شعب وقيادة”، وفى النهاية اضطرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينون إلى أن تعلن من القاهرة وقف إطلاق النار والتهدئة بكل شروط المقاومة.
واختتم قائلا: “إنه الرجل الذي لم يفارق حب فلسطين قلبه فى أحلك الظروف، حينما قضى أيامه الأخيرة فى السجن، فأعلن بصوت جلي من وراء قضبان قفص المحكمة “لبيك يا غزة لبيك يا غزة” هذه مواقف مشهودة لن ينساها أهل فلسطين وغزة والقدس والأقصى، وهذه هى سيرة مصر وشعبها مع فلسطين إذ كانت دائما مع الحق الفلسطيني وتنصر أهلها وتقدم التضحيات بالرجال والدماء، وهذه هى مكانة فلسطين الحقيقية فى قلب كل حر وشريف أكان عربيا أو مسلما”.
كان بداية النهضة
من جانبها قالت الدكتورة مها عزام، رئيس المجلس الثوري المصري، إن النظام الانقلابي فى مصر برئاسة عبد الفتاح السيسى قتل منذ عام أول رئيس منتخب لجمهورية مصر العربية وقام بجريمة ضد أسرة الرئيس وضد الشعب المصرى كله وهذه الجريمة لابد أن يحاسب عليها.
وأضافت مها عزام أن الشعب المصري انتخب رئيسه بإرادة حرة فى أول انتخابات حرة، ومحاولة قتل الرئيس كانت محاولة لقتل المسار الديمقراطي فى مصر للانفتاح السياسي لاسترداد حقوق المصريين لمحاربة الفساد.
وأشارت إلى أن الرئيس الشهيد كان يمثل بداية نهضة مصر، ولذلك قام نظام الانقلاب العسكري بقتله ولا بد من استرداد هذا المسار واسترداد حرية وحقوق المصريين، وهذا واجب كل مصري والأخذ بحق الرئيس؛ لأن قتل الرئيس ليست جريمة فقط فى حق أسرته، ولكن جريمة فى حق الشعب المصري.
وأوضحت أن الرئيس الشهيد ليس ذكرى فقط ولكنه رمز للحرية، وسوف يكتب التاريخ أنه رجل صمد ووقف ضد العسكر والظلم هو وإخوانه وراء القضبان، وأنه ضحى بحياته، وطالبت بالاستمرار والتواصل لتحرير مصر من النظام الانقلابي الفاشى الذي قام بقتل المصريين وما زال يعذب المصريين ويسرق مواردهم.