تنتظر الرئيس الأمريكي جو بايدن مجموعة من القضايا الملحة التي تشكل أولويات برنامجه خلال المائة يوم الأولى من رئاسته عقب تسلمه مهام منصبه. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادر قولها إن جو بايدن يخطط للتوقيع على سلسلة من الأوامر التنفيذية فو أدائه اليمين الدستورية في 20 يناير المقبل.
وذكرت الصحيفة أن بايدن سيعاود الانضمام لاتفاقية باريس للمناخ ولمنظمة الصحة العالمية، وسيلغي الحظر المفروض على دخول مواطني عدد من البلدان الإسلامية، كما يترقب الشرق الأوسط تغييرا في سياسة الولايات المتحدة في ملفات الحريات والاعتقالات للمعارضين السياسيين والحقوقيين والصحفيين.
كما توقعت الصحيفة تغير سياسة جو بايدن تجاه الحرب في اليمن، لأنه كان من الرافضين لدخول التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن، مضيفة أن دول الشرق الأوسط تتخوف من تغير سياسة أمريكا تجاه إيران العدو اللدود للسعودية.
وقال المهندس هاني القاضي، مدير المنظمة المصرية الأمريكية للحرية والعدالة، إن الوضع في الولايات المتحدة يختلف عن الوضع في العالم الخارجي، مضيفا أن كل ما يهم الإدارة الأمريكية هي المصالح الشخصية للمواطن الأمريكي مثل الحالة الصحية والوضع الاقتصادي ويأتي في النهاية الوضع في العالم الخارجي.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "وسط البلد" على قناة "وطن"، أن الولايات المتحدة بها حزبان كبيران وكل منهما له سياساته الخاصة، فالحزب الديمقراطي يركز على نشر الديمقراطية حول العالم ثم العناية بحقوق الإنسان ومعاقبة الدول التي تنتهك حقوق الإنسان حول العالم ثم المصالح الخاصة بالولايات المتحدة مع الدول الأخرى، مضيفا أن هناك بعض الاتفاقيات التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية خاصة ما يتعلق بالكيان الصهيوني ثم بعد ذلك المصالح الخاصة التي تنمّ عن قيم ومبادئ المجتمع الأمريكي وهي حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية حول العالم.
وأوضح انه إذا نظرنا إلى وضع مثل وضع مصر على سبيل المثال سنجد أن هناك اتفاقية ترعاها الولايات المتحدة بين مصر والكيان الصهيوني وهي اتفاقية كامب ديفيد ومصر تتلقى معونات وفق الاتفاقية لها شقان؛ شق عسكري مقداره 1.3 مليار دولار والشق الآخر مدني وكان حوالي 800 مليون دولار وظل ينخفض حتى وصل إلى 200 مليون دولار.
وأشار إلى أن وصول الحزب الديمقراطي الذي يهتم بحقوق الإنسان للحكم، يتوقع أن تشهد أوضاع حقوق الإنسان والمعتقلين تحسنا، وقد ظهر ذلك واضحا في إفراج محكمة مصرية عن مئات المعتقلين مؤخرا، لكن في النهاية الكيان الصهيوني هو المفتى المدلل لأمريكا وأكبر دولة تتلقى معونات منها والقضايا المتعلقة بالاتفاقيات لن يتغير فيها شيء.
ولفت إلى أن أساسيات الحزب الديمقراطي فيما يتعلق بمراعاة حقوق الإنسان ومواجهة الحكام المستبدين والتصدي لجرائمهم جعل حكام الشرق الأوسط يتحسسون رقابهم عقب فوز بايدن بالرئاسة، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة تسليط الضوء على هذه الانتهاكات، أما القضايا الكبرى التي تمثل مصالح الولايات المتحدة مع الكيان الصهيوني لن تشهد تحسنا ملحوظا على الرغم من تصريحات بايدن الإيجابية تجاه القضية الفلسطينية.
ونوه بأن كل الديكتاتوريات الموجودة وعلى رأسهم السيسي وبن سلمان ومحمد بن زايد ما هم إلا أدوات بيد الإدارة الأمريكية، والديمقراطيون يقولون ذلك بشكل مبطن لكن ترامب قاله بشكل فج وخلال حملاته الانتخابية كان يقول إن طائرة ملك السعودية لا يمكنها الإقلاع دون موافقته وإن السعودية مثل البقرة الحلوب إذا جف ضرعها سنقطعه.
وتابع: "الإدارة الأمريكية أمام شعبها مطالبة للدفاع عن المبادئ والقيم الخاصة بها وعدد كبير من المصوتين لبايدن صوتوا لمعاقبة ترامب وانتصارا للقيم والمبادئ الأمريكية المبنية على عدم التفريق بين المواطنين على أساس الجنس والعرق والدين".