رغم تفريطه لهم في النيل.. إثيوبيا: السيسى خان رئيسه وانقلب على الديمقراطية بمصر

- ‎فيتقارير

تواصل إثيوبيا التلاعب بنظام الانقلاب العسكري بقيادة عبدالفتاح السيسي فيما يتصل بأزمة سد النهضة ورفضها التوفيع على اتفاق ملزم لإدارة السد وتشغيله ما يهدد الحقوق التاريخية لدولتي المصب، مصر والسودان، في مياه النيل.
وبدأت أديس ابابا تهاجم نظام السيسي وتفتح النار عليه وتتهمه بأنه نظام انقلاب دموي قضى على أول تجربة ديمقراطية وليدة في البلاد بانقلابه فى 3 يوليو 2013 على أول رئيس مدنى منتخب في التاريخ المصري، محمد مرسي ولذلك يرفضه المصريون. 
وكشف دينا مفتي المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية أن نظام السيسي حول إثيوبيا إلى خطر قائم هربا من مشاكله الداخلية ورفض انقلابه الدموي من المصريين. 
وقال مفتي، في تصريحات صحفية، إن هناك أجندة تفوق سد النهضة أزمات وقنابل موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، لذلك حولوا إثيوبيا إلى خطر قائم زاعمين أنها ستتسبب في عطش وجوع المصريين ما يعكس عمق الأزمة الداخلية لنظام السيسي.
وأشار إلى النزاع الحدودي بين السودان وإثيوبيا، محذرا من أن هناك قوى لها مصلحة في العداء بين إثيوبيا والسودان، ودول مجاورة تعمل من الخلف، وهذه القوى مهتمة بزعزعة استقرار المنطقة.
وشدد "مفتي" على أن هؤلاء ليسوا مهتمين بالإضرار بمصالح إثيوبيا فقط، بل بمصالح المنطقة عامة. 

كانت جنوب إفريقيا التي تترأس الاتحاد الإفريقي دعت إثيوبيا ومصر والسودان إلى اجتماع ثلاثي جديد حول سد النهضة يعقد الأحد المقبل.
وهذا الاجتماع سيكون الأول بعد انسحاب السودان من المفاوضات قبل شهر كامل ومطالبته بتغيير منهجية التفاوض.
يشار إلى أن رئاسة الاتحاد الإفريقي سوف تنتقل خلال العام 2021 إلى دولة الكونغو الديمقراطية.

بحيرة إثيوبية

من جانبه وصف الدكتور هاني رسلان مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية بأنها تجاوزت كل الحدود.
وقال رسلان، في تصريحات صحفية: "النظام الإثيوبي مستبد ويقوم بإبادة جماعية؛ إثيوبيا ليست دولة ولكنها كيان مصطنع. مشيرا إلى أن التصريحات الإثيوبية تعكس نوعا من الفصام؛ يتحدثون وكأنهم دولة عظمي فيما لا يجد الشعب الإثيوبي قوت يومه".
وتابع: "المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية أكد أن بلاده سوف تقوم بالملء الثاني لخزان سد النهضة في الوقت الذي تراه مناسبا ومثل هذه التصريحات تنهي أي أمل في التسوية السياسية التفاوضية الخاصة بالسد".
ولفت رسلان إلى أن تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية ليست شخصية، مؤكدا أنه جزء لا يتجزأ من الحكومة الإثيوبية.
واختتم: "إثيوبيا أفصحت عن إستراتيجيتها في المنطقة وهي تحويل النيل الأزرق إلى بحيرة إثيوبية وتغيير الجغرافيا السياسية في المنطقة".

الاتحاد الإفريقي

فى المقابل قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية جامعة القاهرة، إن الدعوة الجديدة للمفاوضات تأتى فى ظل فشل الاتحاد الإفريقي في تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث، خاصة في ظل حالة التعنت الإثيوبى المستمر.
وكشف "شراقي" في تصريحات صحفية أن أولى جولات التفاوض تحت رعاية الاتحاد بدأت فى يونيو الماضي بقمة رئاسية مصغرة، بينما توقفت اجتماعات اللجان الفنية والقانونية منذ أغسطس الماضى، وفشلت جميع اللقاءات فى إحداث توافق حول المسودة المدمجة لمقترحات الاتفاقات المقدمة من الدول الثلاث وبمشاركة ممثلي الولايات المتحدة والبنك الدولي كمراقبين.
وأكد أنه رغم الدعوة لمفاوضات جديدة؛ لا توجد أية فاعلية للاتحاد الإفريقي؛ ما أدى وسيؤدى الى فشله من جديد، موضحا أن ما ساعد على ذلك هو عدم فاعلية الاتحاد الإفريقى، والذى لا يملك من المقومات التي تمكنه من حل القضايا الإفريقية، وإلا كنا استفدنا منه ونحن نرأسه العام الماضي.
وأوضح "شراقي" أن المصريين يريدون الوصول الى اتفاق عادل بشتى الطرق دون نتيجة ملموسة، أو وجود خطوة تدفع إلى الأمام بالنسبة للمفاوضات مشيرا إلى قيام إثيوبيا بالملء الأول الأحادى دون توافق، رغم عدم بدء تعلية الممر الأوسط الذى تتدفق المياه أعلاه منذ يوليو الماضى للآن كما أعلنت انها ستبدأ الملء الثانى لخزان السد خلال شهر يوليو المقبل دون اعتبار لمصر والسودان. 

حلقة مفرغة

وأكد الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين أن المفاوضات مع اثيوبيا لن تحقق شيئا، محذرا من أن اديس أبابا تستهدف إضاعة الوقت واستكمال وتشغيل سد النهضة وفرض الأمر الواقع.
وقال الصادق فى تصريحات صحفية إن دولتى المصب مصر والسودان تواجهان بتعنت إثيوبى، ولذلك ندور في حلقة مفرغة ولن تقدم المفاوضات الجديدة حلا  أو الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم ونهائي.
وأعرب عن أسفه الشديد لأن كل الأمور تؤكد فشل الاتحاد الإفريقي في مهمته وعجزه عن إحداث تقدم أو تغيير للواقع المعاش على الأرض معتبرا أن المفاوضات ليست أكثر من مجرد استهلاك للوقت والجهود دون تحقيق توافق أو التوصل إلى حل لأزمة السد.