قطع الأكسجين عن مصابي كورونا بالمستشفيات.. إهمال طبي أم تعمد أمني؟

- ‎فيتقارير

وسط غضب شعبي عارم، وانهيار كبير في أبسط الخدمات الحكومية المقدمة للمواطن، يقع عشرات الأبرياء قتلى كل يوم بالمستشفيات العامة التي تفشل حكومة الانقلاب في إدارتها، بخلاف المئات الذين يموتون كل يوم في بيوتهم لعدم وجود أماكن لهم بالمستشفيات بعد التفشي الواسع للموجة الثانية من جائحة كورونا. كل هؤلاء هم ضحايا التقصير الحكومي والعجز عن القيام بأبسط المهام في مواجة  تفشي الجائحة.
وخلال الأيام الماضية وقع العديد من الضحايا جراء تعطل أجهزة الأكسجين الخاصة بالتنفس الصناعي في مستشفيي زفتى العام بمحافظة الغربية، والحسينية بمحافظة الشرقية؛ وهو الأمر الذي حاولت حكومة الانقلاب التكتم عليه، باحثة عن كبش فداء لتقديمه للمحاكمة وتحميله المسئولية عن الجريمة.
وتترد أنباء أن تعطيل أجهزة التنفس الصناعي إنما جاء بناء على توصية من جهات أمنية لتفادي كثرة مشاهد طرد وإغلاق بوابات المستشفيات أمام مرضى كورونا الذين لا يجدون مكانا بالمستشفيات العامة التي تديرها الحكومة. حيث ترى أجنحة داخل أجهزة السيسي الأمنية أن وفاة بعض المرضى جراء تعطل أجهزة التنفس الصناعي قد لا يظهر عجز الدولة، كما تظهره طردهم أو منع دخولهم أمام بوابات المستشفيات.
وكان أربعة مواطنين من المصابين بعدوى كورونا قد لقوا حتفهم مؤخرا في مستشفى الحسينية العام بمحافظة الشرقية، نتيجة انقطاع الأكسجين بغرفة العناية المركزة بالمستشفى؛ الأمر الذي أدى إلى حالة من الذعر والغضب بين الأهالي والطاقم الطبي بالمستشفى.
وأظهر مقطع فيديو وجود عدد من المرضى في غرفة العناية المركزة، في ظل حالة توتر وفزع تملأ المكان، بينما يتنقل المصور بالكاميرا بين أسرة المرضى وهو يصرخ: «كل الناس ماتوا، كل ما هو في العناية مات». كما ظهرت ممرضة في الفيديو انتشرت صورتها على نطاق واسع على شبكات التواصل، وكانت تجلس “القرفصاء” في زاوية الغرفة، وعلامات الرعب والحزن والعجز بادية عليها، وهي ترى أمامها تدهور أوضاع المرضى، دون أن تكون قادرة على فعل شيء لهم. ورغم ذلك ، خرجت وزارة الصحة لتنفي الأمر سريعا، مؤكدة أن الوفيات كان سببها مضاعفات صحية.
لكن وكيل وزارة الصحة بالشرقية، هشام مسعود، أكد الواقعة مؤكدا أن 4 مرضى توفوا فعلاً وهم من المصابين بفيروس كورونا. وأوضح مسعود «أنه لا صحة لوجود نقص في الأوكسجين، خاصة أنه يوجد تنك الأكسجين بالمستشفى متصل بشبكة تغذي جميع الأقسام داخل المستشفى، وفي حالة النقص في الأسطوانات يتم تفعيل تلك الشبكة»، على حد قوله.
وأثار مقطع الفيديو من مستشفى الحسينية انتقادات وغضباً واسعين على مواقع التواصل، فيما تصدر هاشتاج (#العناية_المركزة) قائمة الأعلى تداولا على موقع تويتر، وسط اتهامات لوزارة الصحة بحكومة الانقلاب بالتقصير في توفير احتياجات المستشفيات أثناء جائحة كورونا.
يشار إلى أنه بفضل ضعف الإمكانات الصحية في مصر ومخالفة موازنة الصحة بمصر لأقل من 2% من الموازنة العامة للدولة، تحتل مصر المركز الـ11 عالميا من حيث وفيات كورونا، على الرغم من تدني الأرقام الحكومية عن معدلات الإصابة والوفيات اليومية. وبلغت نسبة الوفيات في مصر 5.5%، بعد كل من سوريا ‎ 6.2 % وبوليفيا ‎ 5.7 %.
كما تحتل مصر المركز 128 في نسبة التعافي، حيث بلغت نسبة التعافي 81.2%، بالمقارنة مع كل الدول والمناطق على مستوى العالم، التي ظهرت بها حالات إصابة حتى الآن، وتليها زيمبابوي 81.1%، وتأتي ماكاو وفانواتو وجزر مارشال وساموا وكاليدونيا الجديدة بنسبه تعافي 100%.
وحسب صحف محلية يسبق مصر كل من الصين 5.3% وتشاد 4.9 % وتأتى اليمن في المرتبة الأولى بنسبة 29.1%، تليها إم إس زاندام 22.2%، والصحراء الغربية 10.0% والمكسيك 8.8%، وذلك بالمقارنة مع كل الدول والمناطق على مستوى العالم.
وتحتل مصر المركز 147 من حيث إجمالي الإصابات الرسمية بها لكل مليون نسمة (1337 / 1مليون) وذلك بالمقارنة مع كل الدول والمناطق على مستوى العالم التي ظهرت بها حالات إصابة حتى الآن، كما جاءت مصر في المركز 64 في عدد المصابين بالفيروس، من بين 215 منطقة و دولة حول العالم. ويخشى كثيرون من أهالي المرضى بكورونا تكرار ما حصل بمستشفيي زفتى والحسينية مع أقاربهم المصابين؛ الأمر الذي يمثل رسالة حكومية لكل المواطنين بعدم الاعتماد على المستشفيات العامة لفشل الحكومة في إدارتها والبحث عن وسائل بديلة لمعالجة أقاربهم المصابين.