نسيهم المسلمون وتجاهلهم العالم.. “الروهينجا” يواجهون الموت داخل ميانمار وخارجها

- ‎فيعربي ودولي

يواجه مسلمو الروهينجا الموت داخل بلادهم "ميانمار" أو خارجها بالنسبة للاجئين الذين فروا من الموت والاضطهاد والتنكيل على يد سلطات بورما العنصرية. ويبحث اللاجئون الروهينجا عن مكان آمن في العالم كله دون جدوى فهم يواجهون كوارث ومآسى فى البلاد التى لجأوا اليها، بعدج أن اضطروا إلى الهروب من بلادهم. 

من تلك البلاد بنجلاديش المجاورة لبلدهم ميانمار التي تستضيف أكثر من 1.1 مليون من لاجئي الروهينجا، يعيشون حاليا في خيام مؤقتة مكتظة في منطقة "كوكس بازار" جنوب البلاد، حيث أعدت الحكومة النبغالية مشروعا لتوطين اللاجئين الروهينجا فى جزيرة نائية تسمى "بهاسان شار"، أي "الجزيرة العائمة"، وتم بالفعل نقل أكثر من 10 آلاف من اللاجئين إلى هذه الجزيرة وهو ما أثار موجة من الانتقادات الدولية ضد سلطات بنجلاديش لأسباب تتعلق بالأمن والسلامة في الجزيرة، على خلفية تحذيرات من أنها معرضة للكوارث الطبيعية وغير قابلة للسكن.

إعادة التوطين

يشار الى أن بنجلاديش كانت قد طورت مشروع إعادة التوطين بإنفاق أكثر من 350 مليون دولار من مواردها المحلية على 13 ألف فدان من الأراضي، وبناء 120 ملجأ متعدد الطوابق ضد الأعاصير، وألف و400 منزل كبير على ارتفاع 4 أقدام فوق الأرض، إضافة إلى كتل خرسانية في الجزيرة، من أجل إعادة توطين 100 ألف روهينجي فروا من الاضطهاد في وطنهم ميانمار. وتزعم سلطات بنجلاديش أن الجزيرة آمنة ومحمية، وأن مسلمي الروهينجا سيتمتعون بحياة أفضل هناك مع وجود فرص كسب العيش.

سجن في جزيرة

من جانبها حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" من الوضع الإنساني في الجزيرة، ودعت بنجلاديش إلى وقف عمليات النقل، كما وصفت المنظمة الجزيرة بأنها أول "سجن في جزيرة" بالعالم للاجئين مضطهدين.

وأكدت "منظمة العفو الدولية" ان أكثر من 750 ألف لاجئ من الروهينجا، معظمهم من النساء والأطفال، عبروا إلى بنجلاديش بعد أن شنت قوات ميانمار حملة قمع وحشية ضد الأقلية المسلمة في أغسطس 2017، ليصل عدد المضطهدين في بنجلاديش إلى أكثر من 1.2 مليون.

كما أعرب رؤساء 5 بعثات دبلوماسية، تمثل أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي واليابان وكندا، عن قلقهم بشأن مشروع "بهاسان شار" لإعادة تأهيل الروهينجا في اجتماع مع وزير الداخلية البنغالي، أسد الزمان خان كمال، في العاصمة البنغالية دكا.

دراسة شاملة

من جانبه انتقد "سي آر أبرار" الباحث بقسم العلاقات الدولية في جامعة "دكا" وخبير شؤون اللاجئين عمليات نقل الروهينجا التي تقوم بها بنجلاديش إلى الجزيرة رغم مطالبة الأمم المتحدة بإجراء دراسة شاملة.

وطالب أبرار، فى تصريحات صحفية، سلطات بنجلاديش لإجراء تقييم مستقل وفق المعايير الدولية على الفور بشأن الأوضاع في الجزيرة من أجل سلامة الروهينجا. مشيرا إلى أن الروهينجا الذين تم نقلهم إلى الجزيرة يطالبون بالحصول على سبل لكسب العيش كما وعدتهم بنجلاديش قبل نقلهم لكن ذلك لم يتحقق. 

دفاع بنغالي 

في المقابل قال أبو الكلام عبد المؤمن، وزير الخارجية البنغالي إن بلاده مستعدة للقيام بزيارة للدبلوماسيين الأجانب إلى جزيرة "بهاسان شار" النائية، حيث بدأت الدولة الواقعة في جنوب آسيا بنقل 100 ألف من مسلمي الروهينجا المضطهدين من مخيمات اللاجئين في البر الرئيسي للاطلاع على أوضاعهم.

وأكد "عبد المؤمن"، في تصريحات صحفية، أن بلاده ليس لديها ما تخافه، وسيذهب الروهينجا إلى "بهاسان شار" رغم حملات الهجوم والانتقاد من قبل بعض الجماعات التي تعمل من أجل مصالحها. وأن الروهينجا الذين نقلوا إلى الجزيرة سعداء للغاية بوجودهم هناك" وفق تعبيره. 

ودعا المجتمع الدولي إلى عدم الالتفات إلى أي دعاية سلبية، والمساعدة في توفير الخدمات للمضطهدين في الجزيرة. وقال: بمجرد توقيع وكالة الأمم المتحدة على الشروط المرجعية (Tor) الخاصة بها، من أجل خدمة الروهينجا، سنرحب بهم لبدء خدماتهم وعملياتهم في "بهاسان شار".

وأكد عبد المؤمن أن "العديد من المنظمات غير الحكومية تعمل حاليا في بهاسان شار، بينما قدم عدد قليل من الدول المساعدة إلى مسلمى الروهينجا المضطهدين هناك، وأشار إلى أن عملية النقل ستنقذ حياة الروهينجا، وأن مبادرة بنجلاديش ستكون مثالا يحتذى به أمام العالم" وفقا لتصريحاته.