عملية تكميم.. هل تحتاج نقابة الصحفيين “سقالات شبانة”؟

- ‎فيتقارير

“نناشد الزميل محمد شبانة إعادة السقالات القديمة، والجمعية العمومية بتوعدك مش هتجرح مشاعرك تاني”، بنبرة لا تخلو من التهكم والسخرية يواجه الصحفيون بمصر عملية تكميم نقابتهم وشل دورها بعدد هائل من القواطع الحديدية “سقالات”، ويتساءل الصحفيون هل الواجهة فعلا تحتاج للتغيير وتتطلب وضع السقالات لسنوات؟
وحول “سبوبة” تجديد واجهة النقابة الأمامية يقول محمد شبانة، سكرتير عام نقابة الصحفيين، وعضو مجلس شيوخ العسكر، ومقدم البرامج الرياضية، والصحفي بالأهرام، أنها تحتاج إلى 3.5 مليون جنيه، وأشار إلى أن النقابة كانت تسعى لرصد 5 ملايين جنيه لتجديد واجهات النقابة الأربعة لكن كورونا كانت السبب بحسب زعمه، مشددا على أنه ستتم إعادة الترميم في أقرب وقت وبعد الانتهاء من الترميم سيتم رفع السقالات!

ضياء “العسكري”!
وفجرت انتخابات نقابة الصحفيين جدلا واسعا، لم تقف حدوده عند الوسط الصحفي، بل امتدت لتشمل الرأي العام، خاصة في ظل دخول عصابة الانقلاب على خط الأزمة، ودعمها للنقيب الحالي والموالي للعسكر ضياء رشوان، الذي يحاول تأجيل الانتخابات بحجة فيروس كورونا.
يقابلها على الطرف الآخر كتلة ليست بالقليلة بالجمعية العمومية، ترفض التأجيل، وتصر على إجراء الانتخابات في موعدها طبقا لقانون النقابة، متهمة النقيب الحالي بالتهرب من الانتخابات خوفا من خسارتها.
وخلال الأيام الماضية، تم فتح باب الترشح لانتخابات نقابة الصحفيين، التي تشمل مقعد النقيب ونصف المجلس، ولكن تجري محاولات “مستميتة” من النقيب والسلطة الداعمة له لتأجيل الانتخابات؛ خوفا من إطاحة الجمعية العمومية به.
من جهته يقول المرشح لعضوية المجلس ياسر سليم، أن ما يجرى يعكس قلقا وذعرا كبيرا من جانب النقيب الحالي وبقية أعضاء المجلس الذين انتهت عضويتهم، لأسباب كثيرة، منها أن “هؤلاء لم يقدموا شيئا يذكر في دورتهم السابقة، وبذلك هم يقاتلون باستماتة للتأجيل والمد لهم سنتين أخريين، والسبب الآخر تخوفهم من محاسبة الجمعية العمومية لهم، وكشف أدائهم، الهزيل واستبدالهم بآخرين، لذا هم يحاولون بكل الطرق تأجيل الانتخابات، سواء بحجة كورونا أو بدفع آخرين برفع دعاوى قضائية”.
مضيفا “قبل قرار عقد الانتخابات بنادي المعلمين بالجزيرة”: “لا نريد أي مزايدة من أي أحد بشأن الخوف على صحة الزملاء بسبب كورونا، فنحن جميعا كمرشحين وأعضاء جمعية عمومية نضع هذا في المقام الأول، وتحقيقه يمكن بأكثر من طريقة ليس من بينها تأجيل الانتخابات، بمعنى أنه يمكن إجراء الانتخابات في موعدها بطرق آمنة، من قبيل التصويت الإلكتروني، أو إقامة سرادق أمام مبنى النقابة، أو نقلها لنادي الصحفيين، وهذه كلها حلول متاحة، ولكن رغبة النقيب وباقي الأعضاء المنتهية مدتهم تلاقت مع رغبة السلطة في التأجيل”.

سقوط السقالات
ويحلم الصحفيون بمصر بعودة الحريات الإعلامية، وسقوط “سقالات” نقابة الصحفيين التي اعتبروها رمزا على مرحلة حصار النقابة والمهنة والعاملين فيها.
يقول الصحفي كمال مبروك :”لما استغربنا من علاقة “السقالات” قال إن هذه السقالات تم نصبها في مدخل النقابة بعد أشهر معدودة من تولي ترامب رئاسة أميركا قبل نحو 4 سنوات، وتوالي دعمه السيسي حد وصفه بالدكتاتور المفضل”.
ولطالما كان مدخل مقر نقابة الصحفيين الواقع بقلب القاهرة والسلم المؤدي إليه مقرا للاحتجاجات والتعبير عن الرأي، ولذلك طاله ما طال حرية التعبير عن الرأي في مصر خلال الأعوام الأخيرة حيث تمددت السقالات في مساحات أكبر سواء على السلم أو في بهو النقابة لتحول دون وجود أي مكان للاحتجاج أو حتى التجمع.
وارتبط تمدد السقالات في مساحات أكبر بالبهو والسلم عكسيا مع انحسار دور النقابة في الشأنين المهني والعام، وكلما تقلص دور النقابة، احتلت السقالات مساحات أكبر، حتى باتت من معالم نقابة الصحفيين، وكثيرا ما أقدم المارة على التقاط صور “السيلفي” معها ونشرها على منصات التواصل مصحوبة بعبارات ساخرة، وتساؤلات عن مغزى استمرار وجودها لسنوات.
وبعد هزيمة تيار الاستقلال النقابي بسقوط أحد رموزه وهو نقيب الصحفيين الأسبق يحيى قلاش في انتخابات عام 2017، برزت السقالات فجأة داخل النقابة أثناء عقد اجتماع دفاعا عن الصحفيين السجناء، وقام الصحفيون ومعهم أعضاء بمجلس النقابة بتعليق اللافتات على السقالات احتجاجا.
وقبل ذلك فوجئ الصحفيون بالسقالات تحتل حتى السلم المؤدي لداخل النقابة بدعوى القيام بتجديد الواجهة وطلائها، وهو ما لم يحدث حيث بقيت الواجهة كما هي منذ ذلك الحين.
وظلت السقالات جاثمة على مدخل النقابة طوال فترة النقيب السابق عبد المحسن سلامة، ثم تواصلت مع النقيب الحالي ضياء رشوان، بل إنها تتزايد لتزيد غضب الصحفيين وإن قال بعضهم إنهم غير متفاجئين من ذلك خاصة أن رشوان من المقربين جدا للعسكر وهو يتولى أيضا رئاسة الهيئة العامة للاستعلامات أحد الأجهزة الإعلامية الرئيسية في مصر.