دلالات التصعيد الصهيونى ضد الفلسطينيين بالقدس.. ولماذا وقفت واشنطن موقف المتفرج؟

- ‎فيعربي ودولي

توالت ردود الفعل المحلية والإقليمية والدولية منددة باقتحام قوات الاحتلال الصهيوني للمسجد الأقصى والتي أوقعت أكثر من 200 جريح وسط غضب فلسطيني متصاعد ردا على خطر الترحيل الذي تهدد به السلطات الصهيونية سكان حي الشيخ جراح، ضمن مساع أوسع لتهويد القدس الشرقية.

ما الخلفيات والأهداف التي تحكم مضي (إسرائيل) في اقتحام المسجد الأقصى وتهديد حي الشيخ جراح بالمصادرة والتهويد؟ وهل ارتقت ردود الفعل الإقليمية والدولية خاصة الأمريكية والعربية منها لخطورة الأوضاع وما يمكن أن تتطور إليه في حال استمر القمع الإسرائيلي؟

تستمر الأجواء في المسجد الأقصى وحوله متوترة في ظل نشر قوات الاحتلال مزيدا من التعزيزات العسكرية في القدس والبلدة القديمة في مواجهة الفلسطينيين الذين ضربوا مثالا رائعا في التصدي للعبث الصهيوني والدفاع عن الأقصى وحي الشيخ جراح. 

توتر يبقى قائما بالنظر إلى استمرار أسبابه سواء ما تعلق منها باقتحام باحات الأقصى أو ما يتهدد سكان حي الشيخ جراح من ترحيل بسبب سياسات حكومة بنيامين نتنياهو التي لوحت بخطوات لم تكشف عن بعضها .

قلق دولي

وفي ردود الدولية قالت الخارجية الأمريكية إن واشنطن قلقة للغاية من التوترات المتصاعدة في القدس بما في ذلك منطقة الحرم الشريف وحي الشيخ جراح .

وأضافت الخارجية أنها تشعر بقلق بالغ إزاء احتمال إجلاء عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح وحي سلوان .

الخارجية الروسية بدورها أعربت عن قلقها إزاء التدهور الحاد للوضع في القدس الشرقية، وأدانت الخارجية بشدة في بيان لها الهجمات التي طالت المدنيين ودعت جميع الأطراف إلى الامتناع عن اي خطوات من شأنها تصعيد حدة العنف، كما شددت على موقف موسكو المبدئي والثابت والمنعكس في قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة والذي ينص على أن مصادرة الأراضي والممتلكات الموجودة عليها وكذلك إنشاء إسرائيل للمستوطنات في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس الشرقية لا يحمل أي قوة قانونية.

أما الاتحاد الأوروبي فقد طالب سلطات الاحتلال الصهيوني بخفض مستوى التصعيد في القدس واحترام الأماكن الدينية بالمدينة كما حذر من إمكانية زيادة التوتر على الأرض بعد طرد سلطات الاحتلال العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح وأماكن أخرى في القدس الشرقية واصفا هذه الممارسات بغير القانونية بموجب القانون الدولي .

السفير مارتن إندريك المبعوث الأمريكي السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط، إن الإدارة الأمريكية تشعر بقلق بالغ بسبب توتر الأوضاع في القدس وهي تخشى من أن يكون هناك تصعيد في الموقف خاصة مع تهديد حركة حماس بإطلاق الصواريخ تجاه الأراضي المحتلة تضامنا مع أهالي القدس.

أمريكا تطالب بالتهدئة

وأضاف انرديك في حواره مع برنامج "ما وراء الخبر" على قناة "الجزيرة"، أن هناك مطالبات أمريكية ودولية للتهدئة وتحذير الطرفين من مغبة التصعيد، مضيفا أن الأسبوعين الماضيين شهدا توترا عقب منع شرطة الاحتلال المصلين من أداء الصلاة داخل المسجد الأقصى، وقرار سلطات الاحتلال بإخلاء نحو 200 فلسطيني من منازلهم ما دفع الفلسطينيين للتجمع والاعتصام وقد ردت الشرطة (الإسرائيلية) بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز.

وأوضح أنه طالما ظلت قضية الإخلاءات على الطاولة ستبقى الأوضاع متأججة وسيظل التوتر قائما من جانب قوات الاحتلال وردود الفعل الفلسطينية عليها، مضيفا أن الرئيس جو بايدن سيفضل عدم التعامل مع القضية برمتها فهو لديه ما يكفي من القضايا المهمة بداية من جائحة كورونا مرورا بالاقتصاد والتغيرات المناخية والتحديات في أسيا والعلاقات المتوتر مع الصين.  

بدوره قال معين الطاهر الكاتب والباحث الفلسطيني، إن التصعيد في القدس ما زال في بدايته، مضيفا أن هناك مشكلتان الأولى تتعلق بإخلاء العائلات من حي الشيخ جراح وهي استمرار لانتهاكات الاحتلال في مصادرة أراضي الفلسطينيين منذ عام 1948 .

مزاعم صهيونية

وأضاف أن حجج الاحتلال بأن البيوت في حي الشيخ جراح تعود ليهود منذ قبل عام 1948 حجة لا تستقيم، مضيفا أن اللاجئين الذين أقاموا في الشيخ جراح وفي مخيمات اللجوء لهم أراضيهم وبيوتهم في فلسطين المحتلة، متسائلا: هناك الآن أكثر من 3 ملايين من اللاجئين الفلسطينيين في الضفة والقطاع إضافة إلى المطرودين فهل تسمح سلطات الاحتلال بنفس المنطق بإعادتهم إلى بيوتهم؟

وأوضح أن تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الأخير ذكر أن سلطات الاحتلال تسعى إلى الحفاظ على أكبر كمية من الأرض مقابل أقل عدد ممكن من السكان الفلسطينيين، مؤكدا أن الاستيطان كان العقبة الرئيسة في عملية السلام طوال الأعوام الماضية.

وأشار إلى أن الموقف الأمريكي من قضية الاستيطان دائما كان مبهما، ففي نهاية عهد أوباما امتنعت أمريكا للمرة الأولى عن التصويت ومررت قرارا في مجلس الأمن بإدانة الاستيطان، متسائلا: هل كانت واشنطن عاجزة عن إيقاف الاستيطان الذي وصل إلى أكثر من 800 ألف مستوطن، حسب تقرير منظمة "بتسليم" اليهودية، وهو مال قضى على حل الدولتين.