“بلومبيرج”: ابن زايد وراء اعتقال صفوان ثابت ونجله طمعا في حصة من “جهينة”

- ‎فيأخبار

مع اقتراب شطب شركة جهينة من البورصة المصرية أعلنت الشركة القابضة الإماراتية إحدى شركات الصندوق السيادي في أبوظبي الذي يرأسه محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، اعتزامها شراء حصة في "جهينة" عملاقة صناعة الألبان في العالم العربي، المملوكة لرجل الأعمال المعتقل صفوان ثابت ونجله سيف الدين ثابت.
وقالت وكالة وكالة "بلومبيرج" إن الشركة القابضة أبوظبي “ADQ” تعتزم الاستحواذ على حصة في شركة جهينة للصناعات الغذائية، وذلك في إطار سعي صندوق الثروة السيادي في أبوظبي إلى المزيد من الصفقات في مصر.

ويدرس الصندوق الحكومي استثمارا محتملا في أكبر منتج للألبان والعصائر في مصر، وأن المداولات حول الصفقة في مراحلها الأولى.

ويعد صندوق القابضة من بين المستثمرين الأكثر نشاطا في الشرق الأوسط، ويتطلع للتوسع خارج الإمارات للحصول على صفقات، حيث شكّلت مصر إحدى مناطق تركيزه، وتجلى ذلك من خلال التزام “القابضة” باستثمار 10 مليارات دولار إلى جانب صندوق الثروة السيادي المصري.

وفي العام الماضي، وافقت “القابضة” على الشراكة مع مجموعة "لولو إنترناشيونال" التي تدير إحدى أكبر سلاسل الـ”هايبرماركت” في الشرق الأوسط، عبر استثمار مليار دولار لدعم توسع نشاط تجارة السلع الاستهلاكية في مصر.

وفي مارس الماضي اشترت شركة أدوية آمون المصرية من شركة “بوش هيلث” (Bausch Health) مقابل 740 مليون دولار.

اعتقال رجل أعمال ناجح
وفي ديسمبر الماضي، ألقت السلطات الأمنية القبض على رئيس مجلس إدارة الشركة صفوان ثابت، بتهمة تمويل الإرهاب والانتماء لجماعة إرهابية، إلى جانب وزير القوى العاملة السابق خالد الأزهري، ورجل الأعمال سيد السويركي، مالك سلسلة "التوحيد والنور".
وقالت مصادر عن كواليس مراحل المساومات الجارية بين رجل الأعمال صفوان ثابت رئيس مجلس إدارة مجموعة "جهينة" للمنتجات الغذائية ومالك أكبر حصة من الألبان في السوق المصري، وجهات سيادية والتي وصلت إلى طريق مسدود في أعقاب إلقاء السلطات الأمنية القبض على سيف الدين، نجل "صفوان" حين رفض الأخير العرض المقدّم إليه من الجهة السيادية. 

وفي البداية كانت المفاوضات تسير بين الطرفين حول دفع صفوان ثابت مبلغا محددا، قدّره مسئولون في أحد الأجهزة السيادية بـ150 مليون جنيه لصالح إحدى الجهات، بشكل غير رسمي، وهو العرض الذي رفضه صفوان ثابت قبل أن يتم إلقاء القبض عليه، لتبدأ مرحلة جديدة من المساومات سعى خلالها ثابت لتخفيض المبلغ، إلى نحو 50 مليون جنيه، قبل أن يتسبّب طول فترة التفاوض في غضب مسئولين رفيعي المستوى، بحسب "العربي الجديد".

وسيط للإمارات
وسبق خطوة محمد بن زايد تقدّم منثلي الانقلاب بتصور جديد يقضي بانتقال ملكية 40 % من المجموعة إلى أحد أجهزة الدولة، عبر التنازل عنه بصيغة البيع لإحدى الشركات المدنية المملوكة لهذا الجهاز، وهو الأمر الذي رفضه صفوان ثابت جملة وتفصيلا، قبل أن يعود الوسطاء مجددا بتخفيض النسبة لتصل إلى 20 %، وهو ما رفضه ثابت أيضا متمسكا بآخر ما توصل إليه قبل ذلك بدفع 50 مليون جنيه فقط.

وأمام تمسكه ورفضه صدرت التعليمات من الأجهزة السيادية بالقبض على ابنه "سيف الدين" نكاية في والده.

واشارت مصادر أن اعتقال صفون ثابت من أفكار قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، لتمويل مشروعاته التي يحاول بها تحسين صورته بعد فشل قوانين عوائد قيم التصالح في مخالفات البناء التي كانت مقدرة بأرقام كبيرة في بادئ الحملة.
وأضافت المصادر أن المسئولين عن التفاوض مارسوا تلك المفاوضات مع رجال الأعمال بالضغط تارة، والمنح تارة أخرى، واستجاب عدد كبير من رجال الأعمال بدفع مبالغ مالية كبيرة، وبعضهم تنازل عن حصص من الشركات والاستثمارات التي يمتلكها تجنبا للتنكيل بهم وأسرهم من جانب سلطات الانقلاب.

وفي مطلع فبراير، قررت نيابة أمن الدولة حبس سيف الدين ثابت، ثم تجديد حبسه على ذمة التحقيق، بتهمة "المشاركة في تمويل الإرهاب ودعم كيانات إرهابية"!
 

تراجع الأسهم
وتراجعت أسهم "جهينة" 29% في تعاملات البورصة المصرية هذا العام، ما منح الشركة قيمة سوقية تبلغ 4 مليارات جنيه، وفقًا لبلومبيرج. وتضرر سعر سهم “جهينة” منذ أواخر 2020، بعد أن تم التحفظ على صفوان ثابت وابنه، وأعلنت "جهينة" تعين الشيخ محمد الدغيم "السعودي" رئيسا لمجلس الإدارة، ممثلا عن شركة فرعون للاستثمار المحدودة التي تستحوذ على 50.7% من أسهم الشركة، وذلك عقب احتجاز "صفوان". 

وأبقت الشركة صفوان ثابت كعضو مجلس إدارة رغم احتجازه، وظل نجله سيف الدين نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب التنفيذي لشركة جهينة للصناعات الغذائية.
وكان محمد الدغيم رئيس مجلس الإدارة الجديد يتقلد منصب عضو مجلس الإدارة غير التنفيذي بالشركة منذ عام 1983، وهو عضو في مجلس الأعمال المصري السعودي وعضو الغرفة التجارية بمحافظة الدوادمي بالسعودية.

ووفقا لموقع جهينة الإلكتروني ساهم الدغيم في تطوير منظومة العمل بالأجهزة الحكومية والوزارات السعودية من خلال توليه العديد من المناصب الإدارية والإشرافية في عدد من الوزارات الهامة ومنها وزارة المالية بالدمام، ووزارة النقل ووزارة الشئون الإسلامية والأوقاف بالرياض. كما اكتسب الدغيم خبرة مميزة أثناء عمله بوزارة المياه والكهرباء في الرياض حيث تدرج بين عدة مناصب أبرزها المراقب المالي والمدير المالي ومدير الموازنة.

وتأسست “جهينة” عام 1983 على يد صفوان ثابت، وتصنع الشركة أكثر من 200 منتج، وتوظف أكثر من 4000 شخص، وفقا لموقعها على الإنترنت.