حتى لاننسى.. وثائق بريطانية تكذب السيسي وتفضح صفقة تيران وصنافير

- ‎فيأخبار

أفرجت بريطانيا عن وثائق حول حرب 67 وموقف الحكومة البريطانية وقتذاك، وأكدت كل الوثائق تبعية مضيق تيران لمصر واعتراف العالم كله بحق مصر الكامل عليها ولم يأت أي ذكر للسعودية.
وأكدت المستشارة هايدي فاروق، والتي كانت مسئولة في مكتب مدير المخابرات العامة الأسبق عمر سليمان، والذي كلفت منه بالتحقق من ملف تيران وصنافير خلال الفترة من 2006 إلى 2010، أن وثائق أمريكية كانت تحمل صفه سرية تؤكد مصرية جزيرتي تيران وصنافير.

"الجزر دي مصرية"
وأكدت "هايدي" أنه من واقع مهامها في إطار تكليفها، توصلوا إلى 7 صناديق من المستندات، من خلال الأرشيف البريطاني والأمريكي، قائلة: "كل الوثائق تثبت مصرية تيران وصنافير"، وأوضحت أن كل الوثائق بالأرشيف البريطاني والأمريكي تؤكد أنها مصرية، وتتبع سيناء ولا تتبع الحجاز.
وأضافت أنها اطلعت على الأرشيف البريطاني، ومنها وثيقة بتاريخ 4 أكتوبر 1934، متضمنة مصرية الجزيرتين، وإن الجغرافي محمد محيي الدين الحفني، أعد خريطة لسيناء إداريا وتضاريسيا، بعنوان المدخل الشرقي لمصر، وكانت تيران وصنافير بنفس لون شبه جريرة سيناء، والجمعية المصرية للقانون الدولي أعدت مذكرة تحدثت عن مصرية تيران وصنافير.
وأضافت: "الهيئة العامة المصرية للمساحة أعدت في 1918 بحثا بشأن مصرية تيران وصنافير وأيضا في 1967 تم تكرار هذا الأمر"، مشيرة إلى الأرشيف الأمريكي، والذي أكد مصرية الجزيرتين.
وقالت فاروق: "تم ترجمة 75 وثيقة من الأرشيف الأمريكي عبارة عن مراسلات بين الملك السعودي فيصل والإدارة الأمريكية أثبتت مصرية تيران وصنافير".
من جهتها تساءلت الكاتبة أهداف سويف عن الدوافع التي قادت السفاح عبد الفتاح السيسي إلى الإصرار على التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية، وأكدت أن إعطاء الجزر للسعودية يمنحها مبررا لعلاقاتها النامية مع إسرائيل.
وقالت "سويف" في مقال بصحيفة نيويرك تايمز إن حماسة السفاح السيسي في التنازل عن الجزيرتين ورط حكومة الانقلاب في تعديات من شأنها تدمير أي هيبة باقية لمؤسسات الدولة من قضاء وبرلمان، وإعلام وحتى الدستور.
وتساءلت إن كانت قضية الجزيرتين مرتبطة بصراع إرادات يضطر السفاح السيسي أن يكسبه ليعلم الجميع أنه يفعل ما يريد وليست هناك قوة تستطيع أن تمنعه، أم أن حكومة الانقلاب متورطة في صفقة لا تستطيع العدول عنها ولا تستطيع الإفصاح بمكوناتها الحقيقية؟

كارثة سد النهضة
وأكدت "سويف" أن إعطاء الجزر للسعودية يجعل المملكة طرفا في اتفاقات كامب ديفد ويعطيها مبررا لعلاقاتها النامية مع كيان العدو الصهيوني، وأشارت إلى أنه رغم أن اتفاق كامب ديفد يشترط أن تكون مضايق تيران مفتوحة أمام كل السفن، فإن هذا الشرط يسري فقط في أحوال السلم وفي ظروف "المرور البريء"، وما دامت المضايق تحت السيطرة المصرية فإن مصر تستطيع إغلاقها في حالة الحرب أو لو اشتمت نوايا سيئة للسفن المارة.
غير أنه وبعد التنازل عن الجزر للسعودية تصبح مياه مضيق تيران دولية وليس لمصر أي حكم عليها في السلم أو في الحرب، وقالت إن أزمة التنازل عن الجزيرتين تتزامن مع وضع قاتم في البلاد؛ فالأغلبية الكبيرة من المصريين يعيشون إحساسا بالتهديد في حياتهم ومستقبلهم وأرزاقهم منذ عقود، لكنهم الآن يشعرون بتهديد وجودي.
وبينت أن حصة مصر من مياه النيل يهددها سد يوشك جيرانها في الجنوب على إتمامه، وتربة الوادي مجهدة، وموارد البلاد مستهلكة، وكثير من المواطنين مرضى، وهواء المدن ملوث، يضاف ذلك كله إلى سنوات وسنوات من حكم العسكر القمعي الدموي .
واعتبرت أن المجتمع المصري منقسم وعدائي بشكل لم يعرفه من قبل، وبات لا يرحب بالنازحين واللاجئين، وطاردا حتى لأولاده الذين يقذفون بأنفسهم هربا في الصحاري والبحار، وذلك نتيجة عقود من حكم العسكر الفاسد والمُفسِد.
ورأت أن ثورة يناير ٢٠١١ كانت استجابة ورد فعل لهذا التهديد الوجودي، ولهذا خرج إليها الملايين من الشباب والكبار، والأغنياء والفقراء، وذوي المرجعية السياسية الدينية، وذوي المرجعية السياسية المدنية، وغيرهم، بهدف إنقاذ البلاد وإنقاذ أنفسهم.
وأكدت أن الثورة المضادة التي بدأت منذ تنحي المخلوع الراحل حسني مبارك في فبراير ٢٠١١، فشلت تماماً في مواجهة هموم وشواغل المصريين، وكان تركيزها على التمكن من السلطة والاستفراد بها، والقضاء على كل ما تتصور أنه يمكن أن يهددها.