لقاء مبهم بين السيسي وابن سلمان.. ماذا وراءه؟

- ‎فيأخبار

لقاء غير معلن عنه مسبقا، ولم تعرف عنه أية تفاصيل سوى الصورة التي نشرها قائد الانقلاب السيسي على حسابه، وأيضا على صفحة المتخدث الرسمي بسام راضي، تؤكد حجم الخلافات بين البلدين، على الرغم من استهدافها إزالة اللغط حول نفس الأمر.
حيث التقى عبدالفتاح السيسي بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بمدينة شرم الشيخ، في لقاء أعلن عنه السيسي عبر صورة ودية له مع بن ابن سلمان، مع تعليق مقتضب عن مناقشة الجانبين لتطوير العلاقات المشتركة، والتوافق حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
من جانبه، اكتفى السفير بسام راضي، بنشر صورة أخرى للقاء مع وصفه بـ«لقاء الأشقاء»، دون تحديد لأسباب الزيارة ولا مدتها ولا الملفات التي تضمنت مناقشتها، وهو نفس ما قامت به السفارة السعودية بالقاهرة التي نشرت عبر حسابها الرسمي في فيسبوك بالتزامن مع توقيت نشر حساب السيسي نفس الصورة للمنقلب السيسي والأمير مكتفية بوصف اللقاء بـ«الودي».
فيما اعتبر إعلاميون مقربون من الانقلاب العسكري أن ظهور السيسي وبن سلمان معًا حتى بدون معرفة التفاصيل وحده كافيا لإنهاء الحديث عن وجود خلافات بين الجانبين المصري والسعودي، ورسالة طمأنة للمستثمرين السعوديين في مصر.
ومن جانبه، اعتبر إعلامي المخابرات عمرو أديب في برنامج «الحكاية» الذي يقدمه عبر قناة «إم بي سي مصر» السعودية أن الظهور الإعلامي للسيسي وبن سلمان يدمر أي حديث «اتقال أو ماتقالش» عن توتر العلاقة بين البلدين، مشددًا على أنه وراء الصورة أشياء هامة كثيرة ستظهر خلال الأيام المقبلة في عدة مجالات ،عسكريا، واقتصاديا، واجتماعيا، وفنيا، ورياضيا.
وسبق لقاء ابن سلمان لقاء تركي الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية مع السيسي بقصر الاتحادية، ما أثار مزيدا من اللغط والسخرية حول تقزيم السيسي لدور مصر الإقليمي، ولقائه بموظف لدى الديوان الملكي السعودي، وهو ما عده خبراء إهانة متعمدة لمصر.
ووقعت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المملوكة للمخابرات المصرية بروتوكولات تعاون في مجالات إعلانات الطرق، وتوزيع المصنفات الفنية، والدراما مع مستثمرين سعوديين نهاية شهر مايو الماضي، بعد لقاءين جمعا السيسي برئيس هيئة الترفيه تركي آل شيخ، ووزراء ومسؤولين سعوديين آخرين منهم وزير الرياضة ورئيس اتحاد الكرة بالمملكة.
وعبر الإعلامي المقرب من السلطة أيضا محمد الباز، عن نفس وجهة النظر، معتبرا أن اللقاء يُنهي «التقولات عن وجود خلاف بين مصر والسعودية»، غير أنه أضاف بأنه سبق وسأل مسؤول مصري عن الملفات الخارجية لم يسمه، وأكد أن مصر تتمتع بعلاقة جيدة مع السعودية، ومع الإمارات أيضًا على عكس ما يتردد في الشهور الأخيرة.
وتتباين المواقف المصرية السعودية في عدة ملفات إقليمية من بينها الحرب في اليمن، ورفض مصر لمشاركة قوات التحالف التي تقودها السعودية هناك، وكذلك الموقف المصري من تأييد الرئيس السوري بشار الأسد على عكس الجانب السعودي، وغيرها، ومؤخرا كان التصالح مع قطر بين النقاط الخلافية بين البلدين قبل أن يقتنع الجانب المصري بوجهة النظر السعودية في المصالحة مع الدوحة ؛لفرض حصار إقتصادي على إيران.
بجانب ذلك، كانت الاستثمارات السعودية والإماراتية في إثيوبيا مثار انتقادات مصرية للرياض وأبو ظبي، وتخلي كلا النظامين عن دعم السيسي في ورطته في أزمة سد النهضة التي ورط فيها مصر ، بتوقيعه اتفاق المبادئ في مارس 2015..
كما عمدت السعودية لتعطيش مصر ماليا، بوقف المساعدات المالية التي دأبت خلال سنوات الانقلاب على دعم السيسي وانقلابه العسكري، وربط الدعم باشتراطات عدة منها منح السعوديين مجالات أوسع للاستحواذ على أصول مصر ومشاريعها وعقاراتها.
وعلى الرغم من حجم الخلافات الكبيرة بين السيسي والسعودية مؤخرا، تبقى هناك محاولات إماراتية لتنسيق المواقف في قضايا المنطقة العربية ، كفلسطين وليبيا والعراق وغيرها، إلا أن صعوبات الوضع المصري مع تفاقم أزمة سد النهضة توقف تلك التوجهات.