كتب سيد توكل:
ربما لم يكن الرئيس المنتخب محمد مرسي مثاليًّا إلا أنه لم يكن جبانًا مثل قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وربما يكون قد ارتكب أخطاء إلا انه لم يكن معزولا بسياج من القمع والدم مثل ديكتاتور 30 يونيو، ورغم أنه ظل في السلطة عاما واحدا فقط بعد 60 عامًا من الحكم الاستبدادي، إلا انه وبالمقارنة بالسيسي كان دوماً وسط الناس بشحمه ولحمه، لا تحرسه آلاف الدبابات وتحوم فوق رأسه عشرات الطائرات.
وغالبًا ما يتوارى السيسي خلف الـ"فيديو كونفرانس"، تفاديًا من الاحتكاك بجماهير الشعب، ظهر ذلك عشرات المرات منها على سبيل المثال لا الحصر عندما خاطب أهالي أسيوط، ووعدهم بفناكيش قومية تغدق عليهم سمناً وعسلاً في كل محافظات الصعيد.
خيانة أهله وعشيرته!
ويظهر السيسي غالباً مرتدياً درعاً واقيا من الرصاص، ورغم ذلك يكون مختبئاً بين أفراد حراسات خاصة وتأمين من خارج مؤسسة الجيش، الذين بات لا يثق السيسي كثيرا بولائهم، ويشك في كونهم مستعدين لبيعه عند أول بادرة لانهيار الانقلاب، وحتى الشباب الذين يظهر بينهم في بعض المؤتمرات يتم اختيارهم بعناية فائقة وكحت جلودهم خشية على السيسي من أي محاولة اغتيال مدبرة.
ويرى مراقبون أن السيسي ديكتاتور خائف أشبه بلص دخل بيتا ظل خائفا ويفزع من أي حركة ويتوجس من أي صوت حتي لو كان صوت حرّ في زنزانة في أمعاء معتقل!
أولى علامات الخوف لدى ديكتاتور 30 يونيو، ظهرت في عيد العمال، حيث شارك في احتفالية أقيمت بهذه المناسبة داخل أكاديمية الشرطة في منطقة نائية على أطراف القاهرة، وقبل موعده بأربعة أيام كاملة، خوفاً من محاولة اغتيال.
إعلامه محرج!
الرعب والخوف الذي يظهر على السيسي في كل مناسبة، أحرج أذرعه الإعلامية، ما جعل الإعلامي إبراهيم عيسى يعقد مقارنة بين جبن السيسي وشجاعة الرئيس محمد مرسي، حينما احتفل بنفس المناسبة في أحد أعرق المصانع المصرية ووسط آلاف العمال ونقلها التلفزيون على الهواء مباشرة، دون أي تحفظات.
وقال عيسى: "السيسي احتفل بعيد العمال في أكاديمية الشرطة، بينما مرسي احتفل به في مصنع الحديد والصلب بين العمال، وهو أمر لا يمكن أن يستوعبه عقل، ومحدش يقولي ظروف أمنية، المفروض عيد العمال نحتفل بيه في منشأة عمالية، مش أكاديمية الشرطة!".
وأكد أن "رعب السيسي" حمل رسالة سلبية للغاية، وعكس سيطرة المخاوف الأمنية على تحركات ديكتاتور 30 يونيو، مشيرا إلى أنه لم يحتفل أحد من الرؤساء السابقين بعيد العمال من قبل داخل أكاديمية الشرطة.
وتساءل عيسى، لماذا يحتفل السيسي بعيد العمال يوم 27 أبريل أي قبل موعده بأربعة أيام؟ هذا الأمر لابد أن يعاد النظر في كل هذه الأمور غير المفهومة.
مهزوم وخائف
ويؤكد مختصون في علم النفس، أن ديكتاتور 30 يونيو جبان بطبعه، ويقول الباحث حسن علي: "الجبان هو الذي يكذب كثيراً، ويختبئ خلف أكاذيبه حتى ينسى نفسه، فيصبح خائفاً من حقيقته، وهو الذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه أمام الآخرين".
من جانبه اعتبر الدكتور أحمد غانم ،الكاتب والمحلل السياسي، إن المناسبات التي توارى فيها السيسي من الشعب، تدل على حالة الخوف الذي يعيش فيها خشية الإطاحة به.
وأضاف عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "عن يمينه جيش وعن شماله شرطة ومن حوله حرس خاص ومخابرات حربية وعامة وبين يديه جيش من الإعلاميين يسبحون بحمده ليل نهار ويغسلون أدمغة الشعب لصالحه في عشرات القنوات الفضائية ولكنه رغم ذلك تجده خائفا مذعورا يطلب حصانة تحمى رقبته".
وتابع غانم: "هناك في الشارع شاب فقير لا يملك جاهًا ولا مالاً ولا سلطانا يعرف أن نزوله للشارع معناه قتله أو اعتقاله ولكنه لا يخاف".
وأكمل: "هكذا أراد الله أن يريكم يا شباب مصر كيف يعيش الطاغية مهزوما خائفا وكيف يعيش المناضل منتصرا آمنا.. ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
وبعد استعراض علامات “الخوف” من الشعب، التي باتت تتحكم في مصير ديكتاتور 30 يونيو، هل يمكن لأيّ شخص أن يقول بأمانة إنه لا يزال يدعم الانقلاب؟