“البحرية المصرية” بين إنقاذ اليخت الإسرائيلي وقتل صيادي عائلة زعزوع الفلسطينية

- ‎فيأخبار

في تباين منقطع النظير، يكشف الوجه القبيح للحالة التي وصل إليها جيش السيسي، الذي تبدلت عقيدته القتالية، وانقلبت مفاهيمه مع انقلاب 3 يوليو العسكري، جاء الإعلان، أمس، من قبل السفارة الصهيونية بالقاهرة عن عظيم شكرها للبحرية المصرية، التي أنقذت يختا إسرائيليا، على متنه عدد من الإسرائيليين في البحر المتوسط بعد أن أطلق استغاثة لإنقاذه بعد نفاد الوقود به، إلى هذا والأمر مستساغ في ظل القواعد الإنسانية وقوانين البحار.

وجاء الإعلان عن هذا التعامل الإنساني مع الصهاينة متناقضا تماما مع منطق الاستعلاء والوحشية في تعامل نفس البحرية مع قارب صيد فلسطيني كان يُقل ثلاثة أشقاء فلسطينيين في 25 سبتمبر 2020،  تم استهدافه في عرض بحر غزة، دون سابق إنذار، حتى وإن تجاوز الحدود البحرية، كان يمكن التعامل معه بطريقة أخرى غير القتل والاستهداف المباشر، وكان الأولى بهم أن تقدم لهم السلطات المساعدة أو الإرشاد أو حتى الاعتقال لحين التحقق من هويتهم وأهدافهم، فقارب الصيد حتى وإن كان معاديا فقدراته محدودة ويمكن التعامل معه باحترافية عسكرية رادعة دون القتل، ولكن عقلية جيش ما بعد 3 يوليو 2013، تحولت من معاداة الصهاينة إلى معاداة كل ما هو عروبي وإسلامي وصار كل الفلسطينيين إرهابيين، بينما الصهاينة أصدقاء حميمين للسيسي ونظامه.

وتمكنت البحرية المصرية، الخميس، من إنقاذ يخت إسرائيلي على متنه 3 إسرائيليين، في البحر المتوسط، بعد نفاد وقوده.

وقالت الصفحة الرسمية للسفارة الإسرائيلية في القاهرة، عبر "تويتر"، إن "اليخت الإسرائيلي أطلق استغاثة عاجلة للمساعدة وهو في البحر المتوسط، قادما من مدينة إيلات على البحر الأحمر، في طريقه إلى تركيا".

وأضافت أن "دورية مصرية استجابت لنداء الاستغاثة، مقدمة الشكر للجانب المصري، باستعادة المثل القائل " الصديق وقت الضيق".

وأعربت السفارة الإسرائيلية عن "شكرها وسعادتها بكرم مصر وجدعنة المصريين، ومدى ما لمسوه بأنفسهم من جدعنة، خاصة بعد الاستجابة الفورية لاستغاثة اليخت الإسرائيلي".

بمقابل ذلك،  وفي 25 سبتمبر 2020، أطلقت زوارق مصرية النار ، تجاه قارب صيد فلسطيني بعد اجتيازه الحدود البحرية بمدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل اثنين واعتقال الثالث.

وقال نزار عياش نقيب الصيادين آنذاك إن "إطلاق نار كثيف صوب قارب فلسطيني حصل جنوب القطاع؛ ما أدى إلى وقوع من فيه بين شهيد وجريح ومعتقل".

وأكد لوكالة "معا" الفلسطينية، أن نقابة الصيادين تنتظر رواية رسمية من وزارة الداخلية في قطاع غزة بعد إجراء الاتصالات مع الجانب المصري.

وقال زكريا بكر منسق اتحاد الصيادين في غزة، إن "زورقا مصريا في منطقة رفح المصرية أطلق النار على ثلاثة أشقاء من عائلة زعزوع وهم: محمود، وياسر، وحسن محمد إبراهيم زعزوع وجميعهم من المحافظة الوسطى".

وأضاف أن "الأشقاء الثلاثة دخلوا البحر الساعة السابعة صباحا يوم الخميس، وأطلقت عليهم النار الساعة الواحدة من صباح الجمعة، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم واعتقال الثالث".

وعلى أية حال، فإن الواقعتين تكشف إلى أي مدى وصل جيش السيسي في عدائه للفلسطينيين، في مقابل تقاربه الشديد مع الصهاينة، وهو ما يمثل خصما من الأمن القومي المصري، إذ باتت مصر على رغم تضحيات أبنائها سابقا من أجل القضية الفلسطينية، خصما للفلسطينيين أو وسيطا غير محايد يعمل لصالح الصهاينة.

وهو ما تجلى في حرب غزة الأخيرة حيث تدخلت بقوة مخابرات مصر لوقف إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية، التي وصلت لعمق تل أبيب وهددت الكيان الصهيوني في مقتل، بل عملت إدارة السيسي بالتوافق مع أمريكا وإسرائيل لعدم استفادة حماس وحركات المقاومة الفلسطينية من انتصارها الأخيرة ضد الصهاينة، واتجهت لتقوية جبهة محمود عباس المتخاذلة ضد حماس ومشروع المقاومة الفلسطينية، كما تمارس إدارة السيسي ضغوطا عديدة على حماس في وساطتها بصفقة تبادل الأسرى بين الحركة وإسرائيل، وهو ما يعبر عن حقيقة نظام السيسي المتصهين.