استمرار مهازل الثانوية.. انتحار طالبة وتسرب “الأحياء” وصعوبة “الإستاتيكا” وصفحات الغش تتحدى

- ‎فيأخبار

تواصلت أعمال الغش والتسريبات في امتحانات الثانوية العامة في تحدٍ واضح لوزارة تعليم الانقلاب التي فشلت في تسيير الامتحانات، ولم تنجح في مواجهة الغش كما تعهد بذلك طارق شوقي وزير تعليم الانقلاب قبل بدء الامتحانات؛ بل سادت حالة من الفوضى والارتباك والتخبط في اللجان بمختلف محافظات الجمهورية؛ ما تسبب في إثارة القلق لدى الطلاب وأولياء الأمور خوفا على مستقبلهم في ظل تخبط تعليم الانقلاب وعدم قدرتها السيطرة على أعمال الامتحانات. 

وبسبب صعوبة امتحان مادة الأحياء للقسم العلمي انتحرت طالبة من طوخ بمحافظة القليوبية، لتنضم إلى زميلتها ابنة قرية بلمشط بمحافظة المنوفية قبل أداء الامتحان في مادة الفيزياء بدقائق.

كانت صفحات الغش الإلكتروني، قد نشرت أسئلة امتحان مادة الأحياء لطلاب الثانوية العامة الشعبة العلمية بعد بدء لجنة الامتحان بدقائق، وزعم فريق مكافحة الغش بغرفة عمليات تعليم الانقلاب أنه "يتتبع الأسئلة المتداولة للتأكد من صحتها، وقال إنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد الطالب والملاحظ حال ثبوت صحة الأسئلة المنشورة بحسب تعبير الفريق".

كما زعم مصدر بتعليم الانقلاب أن "الوزارة لديها أدوات كثيرة للكشف عن هُوية أي طالب يصور وينشر أجزاء من ورقة أسئلة البوكليت، والوصول إليه خلال دقائق معدودة".

وأشار المصدر إلى أن "كل ورقة في البوكليت عليها رقم كود سري خاص بها، ومطبوع عليها، وإذا صور الطالب أي جزئية ونشرها، تتوصل إليه فورا".

وتابع أن "فريق مكافحة الغش يُبلّغ رئيس اللجنة باسم ورقم جلوس الطالب؛ لضبطه في الحال، وتحريز وسيلة الغش التي بحوزته، واتخاذ الإجراءات القانونية ضده وفق تعبير المصدر".

 

طلاب العلمي

وينتهي طلاب الثانوية العامة الشعبة العلمية، غدا الإثنين، من امتحان مادتي التفاضل والتكامل، والجيولوجيا للعام الدراسي 2021، وشكا طلاب شعبة الرياضيات من صعوبة وعدم كفاية الوقت المخصص للإجابة في امتحان مادة الرياضيات التطبيقية "الإستاتيكا" مؤكدين أن الوزير الانقلابي طارق شوقي يتعمد عدم كفاية الوقت للإجابة على كل الأسئلة؛ لتنفيذ  خطته في خفض معدل المجاميع. 

يشار إلى عدد طلاب الشعبة الرياضية يبلغ  100 ألف و435 طالبا وطالبة، وعقدت امتحانات الثانوية العامة 2021، كأول ثانوية بنظام البابل شيت، وأدى قرابة 649 ألف طالب وطالبة في الشعبتين العلمية والأدبية الامتحانات، كما يشارك قرابة 133 ألف عضو في الامتحانات ما بين ملاحظ ومراقب ومقدر درجات، وبدأت الامتحانات السبت 10 يوليو وتستمر حتى 2 أغسطس المقبل وتُعلن النتيجة بعد آخر امتحان بعشرة أيام على أقصى تقدير.

وانتهى طلاب الشعبة الأدبية من امتحاناتهم، حيث أدى الطلاب يوم 29 يوليو آخر امتحان في مادة اللغة الأجنبية الأولى، بينما يستمر طلاب الشعبة العلمية في امتحانات الثانوية العامة حتى غدا الاثنين 2 أغسطس، حيث يؤدي طلاب شعبة علمي رياضيات امتحان التفاضل والتكامل.

 

مقصرناش معاكم!

في المقابل نشر أدمن جروب تخصص في الغش وتسريب امتحانات الثانوية العامة 2021، رسالة لطلاب الثانوية قائلا فيها: "مقصرناش معاكم ولا هنقصر، وأي امتحان هنوصل إليه وبمجرد دخولكم اللجان هيكون الامتحان كله اتحل".

يأتى ذلك في إطار تحدي صفحات الغش الإلكتروني لوزارة تعليم الانقلاب، حيث اتخذت الصفحات من تطبيق تليجرام وسيلة لتسريب الامتحانات على عكس السنوات السابقة التي بدأت تتنامى ظاهرة الغش الإلكتروني من خلال موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، ثم ظلت سنوات تستخدم صفحات الفيس بوك؛ لكشف فشل تعليم الانقلاب من خلال تداول أسئلة الامتحانات عقب بدء اللجان وأيضا قبلها بساعات، ثم بدأت تعتمد على تطبيق «الواتس آب» لتسريب الامتحانات.

 

فوضى أخلاقية

من جانبه أكد الدكتور تامر شوقي أستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، أن "الغش الإلكتروني  انتشر خلال الأعوام الثلاثة الماضية ولا نزال نعاني منه حتى الآن". ووصف شوقي في تصريحات صحفية "ظاهرة الغش بأنها فوضى أخلاقية أصابت مجتمعنا ليس الأبناء فحسب؛ بل والملاحظين المشاركين في محاولات الغش وتسهيله، متسائلا أين ذهب الامتثال لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "من غشنا فليس منا"؟ وأين ذهب ضمير الآباء الذين يشجعون أبنائهم على الغش، أو الملاحظ أو رئيس اللجنة الذي يسهل أو يساعد الطالب على ارتكاب ذلك الخطأ؟".

وأشار إلى أن "بعض الطلاب يعتمدون إعتمادا كليا على الغش، ويقومون بحيل إبداعية ماكرة لطرق الغش، فمنهم من يقوم بتهكير التابلت وتوصيل الواي فاي بين هاتفه والتابلت، أو استخدام شرائح إلكترونية أخرى، والساعات وغيرها؛ لتحقيق هدفهم وهو الغش وتسريب الامتحانات".

وشدد شوقي "علي دور أولياء أمور الطلاب في الإعداد النفسي لأبنائهم وغرس الضوابط والقيم التي تحارب الغش وتُجرّمه بداخلهم موضحا  أن النجاح في الثانوية العامة عبارة عن نجاح للأسرة بالكامل والنجاح في توفير سبل الراحة للطالب، بالإضافة إلى الجلوس معه لحل أي أزمة نفسية يعاني منها".