في الذكرى الثامنة للمجزرة.. “فض رابعة” مذبحة تتكرر واختيار مشوه ومشانق معلقة

- ‎فيتقارير

عام جديد وتتجدد الذكرى، ولكن مع السنة الثامنة لمجزرتي "رابعة" و"النهضة" تجددت بشكل أكثر دموية بمحاكمات مسيسة قرر فيها سفاح المجزرة الديكتاتور السيسي، أن يعلق ١٢ شخصا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين ورافضي الانقلاب على أعواد المشانق أحدهم لم يدخل ميدان رابعة العدوية، و4 آخرين أُلقي عليهم القبض قبل الفض بشهر، وأحد الصادر بحقهم الأحكام (البلتاجي) ابنته قُتلت أثناء الفض في دراما مصرية مبكية، و(د.أسامة ياسين) و(د.صفوت حجازي) كانا إلى جوار البلتاجي أبرز القادة الميدانين لثورة الشعب في يناير 2011، في وقت تستمر فيه راية القضاء منكسة للعام الثامن أيضا، بتنفيذ سلسلة إعدامات خلال العام الفائت، لكل رافض للانقلاب ومتعاطف مع ضحايا فض رابعة العدوية، والذين لم يُفتح تحقيق إلى الآن بحقهم، بتواطؤ "دول الديموقراطية" بدعمها السيسي وانقلابه وتتغاضى عن جرائمه.

مواجهة الاختيار
هذا العام ظهرت سلسلة "الموسوعة المرئية لمذبحة رابعة العدوية"، وتتضمن ثلاثة آلف صورة ومقطع فيديو، ألف منها تُعرض لأول مرة. عوضا عن البث الحي الذي وثق فظائع مجزرة "رابعة"، بحق المناهضين لانقلاب عام 2013، ودعمهما مقاطع فيديو وصور ووثائقيات ومنصات توثيق للمذبحة، حاول الانقلاب عبثا أن ينتج مسلسل "الاختيار 2"، المدعوم من نظام الانقلاب الذي عمل على تشويه الحقائق بشأن أحداث فض رابعة العدوية ونهضة مصر.
الموسوعة التي كشف عنها اليوتيوبر عبدالله الشريف تضمنت مشاهد قاسية جدا لفظاعات ارتكبت بحق المدنيين العزّل، فيما وثق في القسم الثاني شهداء مجزرة رابعة، وثالثا المصابون، فيما خصص الرابع لإثبات عمليات "الإبادة"، بما في ذلك حرق وتجريف الجثث والقتل العشوائي.


 

تنديد حقوقي 

من جديد العام الثامن ظهور الحقوقي بهي الدين حسن، في حوار مع "عربي 21" قبل أيام في أغسطس 2021،  ليعلن أن "مجزرة فض اعتصام رابعة، التي ستحل ذكراها الثامنة بعد أيام، دخلت التاريخ الإنساني؛ فلها مكانة خاصة بين كل المجازر التي شهدتها الدولة المصرية؛ نظرا لعدد الضحايا المهول، والذي بلغ نحو 1000 مصري مدني قُتل غِيلة في هذا اليوم خلال ساعات محدودة، وبشكل مخطط ومُتعمد".
ويضيف "كانت وستظل مذبحة رابعة وصمة عار في تاريخ مصر، وآمل في ذكراها السنوية أن يُكرّس أكبر عدد من المصريين داخل بيوتهم دقيقة صمت للتفكير في مغزى حدوث هذه المذبحة الأبشع في تاريخنا. هي دقيقة للتأمل والحداد، ليس فقط على الضحايا، بل على الدولة المصرية والنظام القضائي الذي بات منهارا".
وأضاف أن  "مصر أشبه بقطار سكة حديد خرج عن القضبان وسائقه الوحيد يتصرف على هواه، و السيسي يتدثر بالجيش دائما لأنه "مرعوب" من كابوس اندلاع انتفاضة شعبية جديدة ضده".

اعتذار للشهداء 

وفي مايو 2021، قدم الفنان عمرو واكد، اعتذاره لشهداء مجزرتي رابعة والنهضة، وقال في تغريدة على حسابه على "تويتر": "أعتذر وبشدة لكل ضحايا رابعة والنهضة الأبرياء عن كلامي".
وعن تصريحات سابقة له في مقابلة تلفزيونية يبرر فيها المجزرة التي راح ضحيتها آلاف المصريين، يؤكد "واكد" في تغريدته "كنت عبيط ومصدق كلامهم بأن العنف كان سببه ضرب النار على الجيش".
ويقول "واكد"  "بعد ما قرأت تقرير لجنة تقصي الحقائق بتاعهم (سلطة الانقلاب) الذي ورد فيه أن عدد السلاح المجرزة كان حوالي ١٥ قطعة أرى أن قتلهم لقرابة الألف مواطن يجعل هذه أسوأ مذبحة للأبرياء في تاريخ مصر".
ويردف "سيظل كلامي في هذا الفيديو (المقابلة التي برر فيها المذبحة) عار عليّ ما تبقى لي من العمر".
ويعرب عن أمله بالمسامحة يقول "أتمنى أن يسامحني الضحايا وأهاليهم وأن ربي يقبل توبتي".

الثورة مستمرة
يرى المراقبون أن "العام الثامن كالأعوام التي سبقته، الثورة مستمرة، من خلال احتجاجات بدول عدة رفضا لأحكام إعدام 12 مواطنا في قضية "فض رابعة"، ومطالبات من منظمات حقوقية وإسلامية بإلغاء الأحكام، فضلا عن إحياء متوقع بذكرى الفض الدموية في عواصم العالم التي كانت لعنة على مصر بالغلاء والكرب وضيق الحال".
مهند المصري يقول عبر @mohanedelmasry8 "بمناسبة ذكرى #مذبحة_رابعة، بقالي أكثر من 8 سنوات موقفي ثابت متغيرش ضد الانقلاب ومع الشرعية وأنا مش إخوان. في حين أرى فريق أنصار الانقلاب  ما بين صدمات وصراعات وتكذيب وتسريب. والله إن توفيق الله للوقوف مع الحق لنعمة كبيرة أرجو من الله أن يديم تلك النعمة".
ويضيف شاهبندر تويتر عبر @dralmasry100 "ما يمكن وما لا يمكن تخيله من الأفعال القذرة والطغيان فعلها العميل. مذبحة رابعة وأخواتها.. ترشح بدون برنامج.. تزوير انتخابات.. تعديل دستور.. تيران وصنافير.. اعتقالات.. مذابح الألتراس.. حدود بحرية.. هدم منازل.. ديون.. بيع النيل.. الرغيف.. ولم يتحرك الشعب، الذي هاج أيام الإخوان وصوته ملأ كل مكان.. أين انتم؟!".
ويعلق نور شمس @NOOR85shams "مع أن المصيبة فادحة وأرواح ناس ولكن هناك استخفافا واستهانة بهذا الدم، سمعت بأذني عندما أُصبت بقدمي في مذبحة رابعة،  يستاهل علشان يقف قدام جيش بلاده،  وللأسف من أقرب الناس إلىّ. والله بعزته وجلاله وقوته لن يسامح في هذا الدم الطاهر، و كل الذي يحدث في مصر ثمن سكوت الشعب على الدم".
ويرجح الكاتب والصحفي حسام الغمري عبر @HossamAlGhamry أن يثور الشعب فقال "السيسي اختبر رد فعل الشعب مرارا وتكرارا ، بداية من مذبحة الحرس حيث قتل المصلين أثناء السجود والركوع ، وتدرج في المذابح وصولا إلى رابعة، ثم بدأ نوعية جديدة من الاختبارات بدأها بجهاز الكفتة، ثم إعلان نتيجة حمدين صباحي، ثالثا بعد الأصوات الباطلة مرورا بوهم قناة السويس الجديدة ثم التفريط في الجزيرتين الإستراتيجيتين ، وتوقيع إعلان المباديء، والتوسع في القروض .. .. إلخ إلخ إلخ ".
ويضيف أن "خلاصة السيسي راقب الشعب الذي لم ينتفض لإنقاذ نيله، فهل يتحرك بسبب رفع أسعار الخبز؟".
ويوضح "نعم سيتحرك الشعب، وستكون حركته هذه المرة كالطوفان الهادر، كي يحدث هذا غدا ، أو خلال عشر سنوات، الأمر يتوقف على شرارة قد تأتي فجأة من الذي بات أغبى من يستصغر الشرر".