احتجاجات فلسطينية عنيفة وقصف صهيوني على غزة والمقاومة جاهزة للرد و”هنية”: سيف القدس لن يغمد

- ‎فيعربي ودولي

قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إن معركة سيف القدس أوقفت الجميع أمام محطة غير مسبوقة وشكلت منعطفا تاريخيا في مسار الصراع مع العدو الصهيوني، لافتا إلى أن حريق المسجد الأقصى كان بداية حرائق كثيرة في القدس وفلسطين، وأن خيار المقاومة إستراتيجي ولا مفاوضات ولا مساومة ولا اعتراف بالكيان المحتل.

وشدد هنية، في تصريحات صحفية أمس، على أن القدس والمقاومة طريق الوحدة، موضحا كيف التف الشعب الفلسطيني كله حول القدس والمقاومة في أحداث "سيف القدس".

كما أكد هنية أن محاولات شيطنة المقاومة وضرب الوجدان العربي الإسلامي بشأن القضية الفلسطينية وكل المليارات التي صرفت فشلت أمام معركة "سيف القدس"، موضحا أن التطبيع والتحالفات الأمنية والمفاوضات مع الاحتلال ليست خيارات الشعوب ولا تعبر عن ضمير الأمة.

ومن جهته أكد المتحدث باسم حركة "حماس" فوزي برهوم أن الاحتلال كعادته يحاول قصف مواقع المقاومة للتغطية على فشله وخيبته أمام صمود وثبات جماهير الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.

وأوضح برهم أن الاحتلال أساء تقدير الموقف وتجاهل رسالة الشعب وفصائل المقاومة وبادر بإطلاق الرصاص الحي والمباشر على المتظاهرين والصحفيين والأطفال وأصاب العشرات منهم، مشددا على أن غزة انتصرت بكل ثبات من جديد للأقصى والمقدسات بصمودها.

وفي سياق متصل أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة إصابة 41 مواطنا بجراح يوم السبت خلال فعاليات مسيرات العودة بينهم 22 طفلا، ومن بين الإصابات حالتان وضعهما حرج للغاية، و35 إصابة متوسطة، كما أن من بين الإصابات 27 إصابة في الأطراف السفلية وإصابتان بالأطراف العلوية وإصابتان في البطن والظهر و4 إصابات في الرأس والرقبة.

وقال ادهم أبوسلمية، المحلل السياسي الفلسطيني، إن غزة اختارت ذكرى حريق الأقصى المبارك لتعبر عن موقفها إزاء مختلف الملفات منذ معركة "سيف القدس"، واختارت لذلك عنوانا واضحا هو أن "سيف القدس" لم يغمد، وأن فصول المعركة مع الاحتلال الصهيوني ما زالت متواصلة في ظل استمرار الحصار والعدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومماطلة الاحتلال في ملف عملية إعادة الإعمار وإدخال مستحقات قطاع غزة من المنحة القطرية وغيرها.

وأضاف أبوسلمية، في حواره مع تليفزيون وطن، أن التصعيد الذي حدث مؤخرا أثبت عدة أمور؛ أولها أن غزة لا تريد الحرب ولكنها لا تخشاها ودللت على ذلك من خلال قيام أحد الشباب الفلسطيني بإطلاق النار بشكل مباشر على أحد قناصة الاحتلال الذي كان يقنص الأطفال والمدنيين في قطاع غزة من مسافة الصفر لتقول غزة إن الحديد لا يفله إلا الحديد وأن معركة "سيف القدس" ما زالت قائمة، وأن إرادة الناس الراغبة في الحياة الكريمة ما زالت متواصلة وأن الاحتلال لن ينعم بالأمن أو الاستقرار ما لم يرفع يده الثقيلة عن قطاع غزة وتحديدا ملف الحصار المؤرق إنسانيا لأهالي القطاع.

وأوضح أن الرسالة الأكبر ربما تكون أن تقديرات الأجهزة العسكرية للاحتلال الصهيوني بأن غزة لن تستطيع أن ترفع رأسا لمدة 5 سنوات قادمة أثبتت خطأها وسقطت سقوطا مدويا عندما انطلقت صواريخ المقاومة ليؤكد الفلسطينيون لحكومة الاحتلال أن المعادلات على الأرض وأن قواعد الاشتباك لم تتغير وأن الفلسطيني هو وحده من يصنع قواعد الاشتباك وأن على الاحتلال أن يفهم هذه الرسالة بشكل جيد.

وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية تدير معادلة كلية، فهي لا تقوم بفعل ورد فعل أو لا تدرس خياراتها بشكل جيد، وحتى في معركة "سيف القدس" منذ بداية شهر رمضان وحتى يوم 28 رمضان كانت تدير معركة إعلامية وسياسية وأمنية استمرت 27 يوما قبل أن تدخل في المواجهة التي كسرت فيها أنف الاحتلال الصهيوني، ولن يتجرأ الاحتلال على حي الشيخ جراح ولن يتم تهجير سكانه ولن تكون هناك اقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى المبارك ولن يستطيع الاحتلال أن يفرض معادلاته فهذه هي العناوين العريضة التي رفعتها المقاومة الفلسطينية.

ولفت أبو سلمية إلى أن الاحتلال وصلته رسالة أن تشديد الحصار على قطاع غزة يعني استمرار عمل المقاومة وأن غزة لن تسلم ولن ترفع الراية البيضاء وأنها تمتلك أدوات المواجهة الخشنة والعسكرية والناعمة، مضيفا أن الأدوات التي تستخدمها المقاومة واستخدمتها خلال الفترة الماضية سواء البالونات الحارقة ومسيرات العودة وما أعقبها من المقاومة للاحتلال وإطلاق بعض الصواريخ صوب الأراضي المحتلة كانت في إطار الضغط على الاحتلال الصهيوني لتحسين ظروف المعيشة في قطاع غزة.