خطوة تثير القلق في المملكة.. الولايات المتحدة تسحب دفاعاتها الصاروخية من السعودية

- ‎فيعربي ودولي

نشر موقع "تي آر تي" وورلد تقريرا سلط خلاله الضوء على سحب الولايات المتحدة الأمريكية نظام الدفاع الصاروخي من المملكة العربية السعودية خلال الأيام الماضية، وتداعيات هذا الإجراء ودلالاته.

وبحسب التقرير الذي ترجمته "بوابة الحرية والعدالة" أزالت الولايات المتحدة نظام الدفاع الصاروخي الأكثر تطورا وبطاريات "باتريوت" من المملكة العربية السعودية في الأسابيع الأخيرة، رغم تعرض المملكة لهجمات جوية متواصلة من الحوثيين في اليمن، كما كشفت صور للأقمار الصناعية حللتها وكالة "أسوشيتد برس".

جاءت إعادة نشر الدفاعات من قاعدة الأمير سلطان الجوية خارج الرياض في الوقت الذي شاهد فيه حلفاء أمريكا في الخليج توتر الانسحاب الفوضوي للقوات الأمريكية من أفغانستان بما في ذلك الإجلاء في آخر لحظة من مطار كابول الدولي المحاصر.

 

قلق سعودي

وفي الوقت الذي لا يزال فيه عشرات الآلاف من القوات الأمريكية موجودين في شبه الجزيرة العربية كثقل موازن لإيران، فإن دول الخليج العربية تشعر بالقلق إزاء خطط الولايات المتحدة المستقبلية حيث إن جيشها يرى تهديدا متناميا في آسيا يتطلب تلك الدفاعات الصاروخية.

ولا تزال التوترات مرتفعة حيث يبدو أن المفاوضات توقفت في فيينا بشأن اتفاق إيران النووي المنهار مع القوى العالمية، ما يزيد من خطر المواجهات المستقبلية في المنطقة.

يذكر أن قاعدة الأمير سلطان الجوية، التي تبعد حوالى 115 كيلومترا جنوب شرق الرياض، تضم عدة آلاف من الجنود الأمريكيين منذ هجوم عام 2019 بالصواريخ والطائرات بدون طيار على إنتاج النفط في المملكة.

ورغم أن المتمردين الحوثيين في اليمن أعلنوا مسؤوليتهم عن تلك الهجمة، إلا أنه يبدو أن إيران هي التي نفذت تلك الهجمة، وفقا لما ذكره الخبراء والحطام الذي خلفته.

ونفت طهران شن الهجوم، إلا أن التجربة التي أجريت في يناير شهدت استخدام القوات شبه العسكرية الإيرانية طائرات بدون طيار مماثلة.

وعلى الجانب الجنوبي الغربي مباشرة من مدرج القاعدة الجوية، شاهدت منطقة مساحتها كيلومتر مربع (ثالث ميل مربع) تم بناؤها من جدار ترابي محطة لبطاريات صواريخ باتريوت تابعة للقوات الأمريكية، فضلا عن وحدة دفاع متقدمة في منطقة عالية الارتفاع في المطار، وفقا لصور للأقمار الصناعية من شركة بلانت لابس Inc.

ويمكن لصاروخ ثاد أن يدمر القذائف التسيارية على ارتفاع أعلى من مستوى صواريخ باتريوت.

وأظهرت صورة للأقمار الصناعية في أواخر أغسطس بعض البطاريات التي أزيلت من المنطقة، على الرغم من أنه لا يزال بالإمكان رؤية النشاط والمركبات هناك.

وأظهرت صورة عالية الدقة التقطتها أقمار مختبر الكواكب يوم الجمعة، منصات البطاريات في الموقع فارغة من دون أي نشاط مرئي.

 

البنتاجون يؤكد

واعترف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" جون كيربي بنقل بعض معدات الدفاع الجوي"، مضيفا أن الولايات المتحدة تحافظ على التزام "واسع وعميق" تجاه حلفائها في الشرق الأوسط.

وقال "كيربي": تستمر وزارة الدفاع في الحفاظ على عشرات الآلاف من القوات وتمركز قوي للقوات في الشرق الأوسط بما يمثل بعضا من أكثر قدراتنا الجوية والبحرية تطورا وذلك لدعم المصالح الوطنية الأمريكية وشراكاتنا الإقليمية.

وفي تصريح لوكالة أسوشييتد برس، وصفت وزارة الدفاع السعودية علاقة المملكة بالولايات المتحدة بأنها "قوية، وقديمة وتاريخية" حتى مع اعترافها بانسحاب أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية، وقالت إن الجيش السعودي "قادر على الدفاع عن أرضه وبحاره ومجاله الجوي، وحماية شعبه".

وقال البيان إن إعادة نشر بعض القدرات الدفاعية للولايات المتحدة الأمريكية الصديقة من المنطقة يتم من خلال التفاهم المشترك وإعادة تنظيم إستراتيجيات الدفاع.

ورغم هذه التأكيدات، ربط الأمير السعودي تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السابق في المملكة الذي غالبا ما تتلاءم ملاحظاته العلنية مع أفكار الأسرة الحاكمة في آل سعود، نشر صواريخ "باتريوت" بعلاقة أمريكا بالرياض مباشرة.

وفي مقابلة بثت هذا الأسبوع مع قناة "سي إن بي سي" قال الأمير: "أعتقد أننا في حاجة إلى أن نطمئن إلى الالتزام الأمريكي". ويبدو ذلك، على سبيل المثال، وكأنه لا يسحب صواريخ باتريوت من المملكة العربية السعودية في وقت كانت فيه المملكة العربية السعودية ضحية لهجمات بالصواريخ وهجمات الطائرات بدون طيار – ليس فقط من اليمن، ولكن من إيران.

وتحتفظ السعودية ببطاريات صواريخ باتريوت الخاصة بها ، وتقوم عادة بإطلاق صاروخين على هدف قادم، وقد أصبح هذا الاقتراح مكلفا في خضم الحملة الحوثية، حيث يكلف كل صاروخ باتريوت أكثر من 3 ملايين دولار.

وتدعي المملكة أيضا أنها عترضت تقريبا كل صاروخ أو طائرة بدون طيار تم إطلاقها ضد المملكة، وهو معدل نجاح مرتفع للغاية كان موضع تساؤل من قبل الخبراء.

 

https://www.trtworld.com/middle-east/us-pulls-missile-defences-in-saudi-arabia-despite-attacks-from-yemen-49882