بسبب غياب الرقابة الصحية.. “الكانتين المدرسي” وسيلة لنشر “كورونا “بين الطلاب والمعلمين

- ‎فيتقارير

حذر أطباء وخبراء تغذية من خطورة "الكانتين المدرسي" على تلاميذ وطلاب المدارس في ظل الموجة الرابعة لفيروس كورونا المستجد، خاصة مع وجود إهمال من القائمين على المقاصف المدرسية، بالاضافة إلى زحام الأطفال لشراء الساندويتشات أو الحلويات وأكياس الشيبسي وغيرها، وعدم وجود زائرة صحية أو إشراف طبي.

وقال الأطباء والخبراء إن "الكانتين بهذه الصورة يؤدي إلى انتشار الفيروس ونقل العدوى، سواء من زحام الأطفال أو بسبب ملامسة الساندويتشات والمعروضات، موضحين أن الفيروس يظل على الأسطح والأغلفة إلى أكثر من 4 ساعات" .

وطالبوا بإغلاق المقاصف المدرسية، حرصا على حياة التلاميذ، والاعتماد على إعداد ساندويتشات في المنازل توضع في أكياس، ويأخذها التلميذ معه في الصباح.

يشار إلى أن الكانتين المدرسي في مدارس حكومة الانقلاب، يفتقر لأي إشراف صحي أو طبي وبه مخالفات صريحة، ولا تتوافر بالمدرسة ثلاجات لحفظ الغذاء، وهو بيزنس مريح ومجرد سبوبة بجانب انعدام الاشتراطات الصحية والصناعية في كانتين معظم المدارس.

 

 سموم قاتلة

من جانبه وصف الدكتور يوسف جابر الملاح استشاري الأطفال، أطعمة ومشروبات كانتين المدرسة بأنها سموم وقتل متعمد لأجيال كاملة أو على الأقل ضياع لصحة هؤلاء المترددين، بل المدمنين لأطعمة ومغريات كانتين المدرسة.

وقال الملاح في تصريحات صحفية إن "معظم الأطعمة والمشروبات في الكانتين مليئة بالمواد الحافظة ومكسبات الطعم واللون والرائحة والنشويات والدهون والمياه الغازية، مما يزيد من معدلات إصابة التلاميذ بأنواع الحساسية المختلفة وبالأنيميا والسمنة المفرطة والسكر ونقص المناعة، بل وارتفاع ضغط الدم، علاوة على احتمالات الإصابة بالسرطانات والفشل الكلوي والكبدي وهشاشة العظام".

وأكد أن الكانتين تحول إلى مصدر للأمراض والأوبئة بدلا عن أن يكون له دور في زيادة التحصيل الدراسي والنمو الجسدي والعقلي، بل الوقاية من بعض الأمراض إذا ما قام بتقديم أغذية صحية وجذابة للتلاميذ".

وأشار الملاح إلى أن الأطعمة المتداولة داخل الكانتين قد تتعرض للتلوث، وهو ما يؤدي لأمراض تلوث الغذاء وأخطرها التهاب الكبد الوبائي أو التيفود وتسمم عام بالجسم، وقد يؤدي إلى هبوط وحدوث وفاة لبعض الحالات، علاوة على النزلات المعوية نتيجة العدوى عن طريق الأطعمة الملوثة والمكشوفة التي تتواجد دائما داخل كانتين المدرسة.

وشدد على أن حماية الأطفال صحيا مسئولية مشتركة ما بين الأسرة والمدرسة، فالأسرة مطالبة بمراعاة تنوع طعام الطفل واتزان عناصره الغذائية الضرورية للجسم، خاصة الأغذية البروتينية والغنية بالفيتامينات والفواكه الطازجة، والمدرسة مطالبة بإلزام الكانتين بالاشتراطات الصحية فيما يقدمه.

 

دور المدرسة

وطالب الدكتور أحمد خورشيد، مدير معهد تكنولوجيا الأغذية الأسبق، بضرورة عودة دور المدرسة في توجيه التلاميذ نحو التغذية السليمة من خلال المناهج المدرسية أو النشاطات التطبيقية المختلفة".

وقال خورشيد في تصريحات صحفية إن "التلاميذ في سن المدرسة من 6 إلى 18 سنة يمرون بأهم مراحل نموهم، مما يتطلب توفير الغذاء المتوازن اللازم للنمو وتوليد الطاقة".

وأضاف "على الأسرة دور في ضرورة تناول الأطفال وجبة الإفطار قبل الذهاب للمدرسة، وتحذيرهم من الوجبات السريعة والمقرمشات المحتوية على نسب عالية من الدهون والمواد الحافظة، وجميعها تتوافر في الكانتين المدرسي البعيد تماما عن كل أوجه وقطاعات الرقابة".

 

نشر العدوى

وقال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن "الأطفال من الفئات الأقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا، لكنهم قادرون على نشر العدوى للمجتمع بصور خطيرة".

وأوضح بدران في تصريحات صحفية أن منع انتقال هذا الوباء بعد عودة المدارس، يحتاج إلى تعاون أولياء الأمور مع إدارات المدارس، لتدريب الطلاب على تطبيق الإجراءات الاحترازية.

وأشار إلى أن الطلاب في هذه الفترة من انطلاق الدراسة وبالتزامن مع بدء الموجة الرابعة من فيروس كورونا، في حاجة إلى تعلم التدابير الوقائية واكتساب مهارات غسل الأيدي بالماء والصابون، وتطهيرها بالكحول، واستخدام الكمامة، والتخلي عن خلعها خلال اليوم الدراسي، وتطبيق التباعد الاجتماعي في المدارس، خاصة داخل الباصات.

ونصح بدران، بضرورة تنظيف مرافق المياه والصرف الصحي وإدارة النفايات ومتابعتها والفصول بالمدارس، وتطهير الأسطح بمحلول الكلور المخفف، إضافة إلى التطهير والتنظيف اليومي لسيارات المدرسة بمحلول الكلور، وتعقيم اللعب المشتركة، وتوفير الصابون السائل ومطهرات الأيدي والمناشف الورقية وسلات القمامة.

 

التباعد الاجتماعي

وشدد الدكتور عبد اللطيف المر، استشار الطب الوقائي والصحة العامة على ضرورة دعم التغذية المدرسية، وخدمات رعاية الطلاب وممارسة النظافة الشخصية الجيدة وغسل الأيدي بالماء والصابون قبل لمس الفم والأنف والعين أو تطهيرها بالكحول الطبي، مطالبا بالحرص على التباعد الاجتماعي قدر الإمكان حتى في سيارة المدرسة، والحد من تواجد مجموعات كبيرة من الناس سواء الطلاب أو الموظفين في مساحات ضيقة معا خاصة مع بداية ونهاية اليوم الدراسي.

وطالب المر في تصريحات صحفية، بإلغاء التجمعات والألعاب الرياضية وغيرها من الأحداث التي تخلق ظروفا مزدحمة، وتجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص الذين يعانون من التهابات الجهاز التنفسي الحادة، وتهيئة مساحة لمكاتب الطلاب بحيث تكون على بعد متر واحد على الأقل، وتوفير المعلومات للموظفين ومقدمي الرعاية والطلاب، إضافة إلى معلومات محدثة عن حالة المرض داخل المدرسة، وإعلان جهود الوقاية والمكافحة في المدرسة، والرد على أسئلة الأطفال ومخاوفهم.

وأكد على أهمية تعليم الطلاب ممارسة آداب السعال وهي الحفاظ على مسافة مترين من الآخرين عند العطس أو الكحة، وتغطية الأنف والفم عند العطس بمنديل ورقي يستخدم مرة واحدة أو بالملابس مثل الكم أو العطس داخل الجاكيت، والتخلص من المنديل المستخدم بطريقة صحية بوضعه في كيس وغلقه بإحكام ، وغسل اليدين بعد العطس ومنع الطلاب من استخدام الكمامة الدوارة لأنها تنقل العدوى.

وناشد المر أولياء الأمور، بأهمية تناول الطلاب للأغذية من داخل المنزل والانصراف عن الكانتين، وتشجيعهم على اللعب والرياضة، وتجنب التدخين في المدارس داخل الباصات المدرسية، والسماح لهم بالتعرض لأشعة الشمس نصف ساعة يوميا قبل الظهر، مما يجعل لديهم مستويات جيدة لفيتامين "د" الذي يرفع المناعة ويقي من فيروس كورونا ومضاعفاتها، بالإضافة إلى توفير الرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة، لأن بعضهم لا يتقن استخدام الكمامة وثقافة التباعد الاجتماعي.