بسبب ارتفاع الأسعار ..تدوير زيت الطعام يهدد بنشر السرطانات بين المصريين في زمن الانقلاب

- ‎فيتقارير

 

مع الارتفاعات الجنونية في أسعار زيت الطعام لجأ المصريون خاصة الغلابة والفقراء – حيث يعييش أكثر من 60 مليون مصري تحت خط الفقر وفق بيانات البنك الدولي – إلى تدوير الزيوت وإعادة استخدامها ، ما يهدد بتسمم عدد كبير من المواطنين وإصابتهم بأمراض سرطانية خطيرة .  

ويقوم الباعة الجائلون بجمع زيوت الطعام المستعملة في الشوارع مقابل 10 جنيهات للكيلو ثم يعاد تدويرها وتباع تحت مسميات و ماركات ملفقة في ظل غياب حكومة الانقلاب وانشغال ميليشيات الأمن بمطاردة وملاحقة المعارضين لنظام الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي .

كانت وزارة التموين بحكومة الانقلاب قد زعمت أنه لا صحة لتداول عبوات زيت مستعملة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي في الأسواق.

وقالت تموين الانقلاب في بيان لها إن "جميع المنتجات الغذائية المتداولة بالأسواق بما فيها الزيت آمنة وسليمة وصالحة للاستهلاك، ومُطابقة لكافة المعايير والمواصفات القياسية بحسب البيان" .

كما زعمت أن المنتجات الغذائية تخضع لعمليات فحص ورقابة دورية أثناء مراحل الإنتاج والتوزيع والعرض المختلفة، من خلال سحب عينات منها وفحصها بالمعامل المعتمدة؛ للتأكد من مدى الالتزام بالاشتراطات الصحية الخاصة بالمواد الخام المستخدمة سواء المحلية أو المستوردة، مع اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حال رصد أي مخالفة وفق تعبيرها.

 

المعدلات العالمية

 

حول أسباب لجوء المصريين لتدوير زيوت الطعام أرجع زكريا الشافعي، رئيس شعبة الزيوت باتحاد الصناعات، هذه الظاهرة إلى ارتفاع أسعار زيوت الطهي، طوال الشهور الماضية منذ جائحة كورونا التي ألزمت بعض البلدان المنتجة بالإغلاق والتأثر سلبا بتلك الظروف، مشيرا إلى أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا والأوضاع العالمية وارتفاع سعر البترول والشحن العالمي أدت إلى ارتفاعات جديدة في الأسعار .

وأكد «الشافعي» في تصريحات صحفية أن الإنتاج المصري من المحاصيل الزيتية لا يفِي سوى بـ3% من استهلاك الزيوت النباتية، ويتم استيراد الكمية الباقية من الخارج، مشيرا إلى أن الفرد في مصر يستهلك حوالي 20 كيلو، وهو معدل يقل عن المعدلات العالمية، حيث يصل متوسط استهلاك الفرد إلى 25 كيلو سنويا عالميا.

 

زيادة الطلب

 

وكشف أحمد صقر، نائب رئيس غرفة الإسكندرية التجارية  أن أسعار الزيوت قفزت رغم وجود مخزون بسبب زيادة الطلب، حيث ارتفعت أسعار زيوت الطعام بزيادة تتراوح بين 26% و 42% وهناك مواصلة للارتفاع عالميا.

وأشار صقر في تصريحات صحفية إلى أن هذه الارتفاعات جاءت عقب رفع أسعار الزيوت التموينية بنسب 26% بسبب تكلفة الشحن والأسعار العالمية والبلاستيك والكرتون، مؤكدا أن جميع أنواع الزيوت بلا استثناء ارتفعت.

 

كارثة صحية

 

وحول الآثار الصحية لتدوير الزيوت حذر الدكتور أحمد دياب استشاري التغذية العلاجية، من أن إعادة استخدام زيت القلي مرة أخرى بعد تسخينه من العادات الصحية الخطيرة، مشيرا إلى أن عملية تسخين الزيت لدرجة حرارة أكثر من 100 درجة يؤدي إلى تكسير جزيئات الزيت وحدوث أكسدة للمواد الغذائية الموجودة به.

وكشف دياب في تصريحات صحفية أنه ينتج عن إعادة تسخين الزيت مواد ضارة، ومواد أخرى هيدروكربونية، لها تأثيرات مرضية خطيرة على جميع أجزاء الجسم، مؤكدا أن لها تأثيرا سلبيا على المخ منها ضعف الذاكرة والإصابة بالزهايمر.

وقال إنه "يؤثر على الكبد وينتج عنه مشاكل في الكلى ويسبب ارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية الضارة، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الدراسات تبين أن إعادة استخدام الزيت بعد تعريضه لدرجات حرارة عالية يؤدي إلي الإصابة ببعض أنواع السرطان، لأن زيت الطهي المعاد تسخينه يؤدي إلى إطلاق مواد سامة بالإضافة إلى زيادة الجذور الحرة في الجسم.

وأضاف دياب، أن هناك دراسة إجرت تجربة على الفئران التي قسمت إلى مجموعتين، مجموعة تناولت زيت الصويا ومجموعة أخرى تناولت الزيت المعاد تسخينه مرة بعد أخرى، واستمرت التجربة 16 أسبوعا، وجاءت النتائج بأن الأورام قد نمت بمقدار أربعة أضعاف عند الفئران التي تناولت الزيت المعاد تسخينه مقارنة بالفئران التي تناولت زيت الصويا.

وحذر من عملية تسخين الزيت أكثر من مرة ومحاولة تنقيته بأي صورة من الصور مثل ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي من وصفات لإعادة تنقية الزيت، ووصفها بكارثة صحية ويجب عدم تجربة هذه الوصفات لأنها على المدى البعيد تتسبب في أمراض خطيرة أبرزها السرطان.

وأكد دياب، أن هذه الوصفات تخلص الزيت من الشوائب الموجودة به لكن لا تمنع الإصابة بالأمراض التي تنتج عن إعادة تسخينه عدة مرات، مما يسبب الالتهابات ومجموعة متنوعة من الأمراض المزمنة.

 

ارتفاع الاسعار

 

وكشف محمد رستم أمين عام الشعبة العامة للمستوردين أن اللجوء إلى إعادة تدوير الزيوت تزايد بسبب ارتفاع أسعار الزيوت، مؤكدا أن الأزمة الاقتصادية التي تضرب العالم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وراء تحريك أسعار كل السلع خاصة الغذائية.

وأضاف "رستم" في تصريحات صحفية، العالم يستورد أكثر من 60% من أوكرانيا وبسبب الحرب الروسية تأثرت صادراتها لدول العالم .

ولفت إلى أن المعروض من الزيوت عالميا قل نتيجة الحالة الاقتصادية في العالم ، وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير.