ورقة: 8 مكاسب حققها الصهاينة بدعم انقلاب 03 يوليو

- ‎فيتقارير

قالت ورقة إن الاحتلال الصهيوني حقق عدة مكاسب هائلة أهمها التخلص من كابوس التهديد الذي صنعته لهم ثورة يناير. وأضافت الورقة التي جاءت بعنوان "‫الدور الإسرائيلي في انقلاب 03 يوليو .. حدوده ومداه"، أن ذلك المكسب بين 7 مكاسب أخرى.
وأوضحت أن ثورة يناير كانت تعني "مشاركة الشعب في صنع القرار السياسي المصري؛ وهو ما يعني استقلال القرار الوطني الذي بات مرهونا بأمزجة ومصالح القوى الدولية والإقليمية وعلى رأسها ضمان أمن “إسرائيل” ومصالح الأمريكان والأوروبيين".
وقاالت إن "مصر الديمقراطية أكبر تهديد للوجود الصهيوني، وعندما تكون هذه الديمقراطية بنكهة إسلامية فإن ذلك أشد خطورة على الاحتلال؛ ولهذه الأسباب فإن إسرائيل تفضل أن يكون على رأس مصر والدول  العربية حكومة عسكرية أو ملكية مستبدة تكرس الطغيان وتهمش دور الشعوب في صناعة القرار".
واستندت الورقة إلى رأي شادي حميد، الزميل البارز في معهد “بروكينجز”، إنه لدى الصهاينة ولع "بالحكام المستبدين والديكتاتوريين بدلًا من الديمقراطيات"، وأن "والوصف الأدق لإسرائيل هو أنها الداعم الرئيسي للديكتاتورية في المنطقة"  وأن "نسف المسار الديمقراطي في مصر والمنطقة كليا وإلى الأبد هو أهم أهداف الصهاينة".

عودة حكم العسكر

وقالت الورقة إن أبرز ثاني المكاسب؛ "عودة مصر تحت الحكم  العسكري من جديد". مضيفة أن قادة الاحتلال راهنوا "على جنرالات الجيش  المصري من أجل إخراج إسرائيل من هذه الورطة الكبرى، مؤكدين أن مصلحة “إسرائيل” تقتضي  أن يكون نظام الحكم في مصر عسكريا تحت وصاية الجيش".
واستشهدت بما نقلته "يديعوت أحرنوت" عن محافل أمنية كبيرة قولها إن "الأمن القومي” الإسرائيلي بات يتوقف على تعاون قادة الجيش المصري".

سحق الإخوان
وأضافت الورقة أن المكسب الثالث كان "تهميش الإسلام، والحد من تعاظم الهوية الإسلامية من خلال سحق الحركات الإسلامية المنظمة ذات الحاضنة الشعبية الكبيرة مثل الإخوان المسلمين، والحركات الأخرى، والتي تمثل مركز المناعة داخل المجتمع المصري ضد المخططات الإسرائيلية والغربية المتصادمة مع الأمن القومي المصري والعربي".
وأضافت أن السيسي عمل "على تدمير الهوية الإسلامية داخل المجتمع المصري بالتدريج؛ وذلك ليكون متصالحا مع مفاهيم التطبيع والقبول بالتعايش مع الاحتلال تحت لافتة “السلام”؛ وذلك بعد أن تمكن جنرالات العسكر من تغيير العقيدة القتالية للجيش ليكون العدو هو من يرفض دمج “إسرائيل” في التركيبة الإقليمية برعاية أمريكية خالصة".
وأوضحت أن ذلك الأمر رصده  "مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي"  في دراسة له في 28 يناير 2019م، أعدها الباحثان عوفر فنتور وأساف شيلوح، بعنوان «هوية مصر في عهد السيسي: السمات المميزة للإنسان المصري الجديد»، يشيدان فيه بهذه الخطوات غير المسبوقة؛ حيث تناولت الدراسة مظاهر ومآلات الحملة الواسعة التي يشنها نظام السيسي من أجل إعادة صياغة الهوية الوطنية لمصر؛ من خلال السعي أولا  لتقليص مركّبها الإسلامي والعربي، وثانيا احتواء سماتها الثورية، وثالثا العمل على بناء جيل مصري جديد يكون أكثر استعداداً للاصطفاف حول الأجندة التي يفرضها النظام، إلى جانب أنها ترمي رابعا إلى تحسين صورة النظام في الخارج".

إضعاف المقاومة

وأضافت أن المكسب الرابع للصهاينة كان "..إضعاف شوكة المقاومة وفرض المزيد من الحصار عليها، عبر تطوير نظام السيسي علاقاته بالاحتلال والانتقال من دائرة التعاون الأمني والاستخباري  إلى تطوير نسق من التكامل الميداني في مواجهة ما يوصف بأنه تهديدات مشتركة".
وقالت إن "التعاون الأمني والتنسيق المخابراتي بين مصر والصهاينة أكثر صور التطبيع تأثيرا؛ وهو ما اعترف به السيسي في مقابلته مع برنامج “60 دقيقة” على قناة ” سي بي أس” الأمريكية.

توريط العسكر
ومن جانب آخر، أشارت الورقة إلى أن مكسب الصهاينة "هو المزيد من توريط الجيش في مستنقع السياسة الآسن؛ وبالانقلاب على المسار الديمقراطي وثورة يناير تحول الجيش إلى حزب سياسي وليس جيشا وطنيا وفق المعايير المعترف بها دوليا للجيوش".
واسترشدت بتصريحات الجنرال الصهيونى "رؤفين بيدهتسور" في أعقاب الانقلاب قائلا: "إن تورط الجيش المصرى فى السياسة على هذا النحو سيضمن استمرار تفوقنا النوعى والكاسح على العرب لسنين طويلة".
ونقلت عن "دان حالوتس" رئيس أركان جيش الاحتلال الأسبق من حوار له مع إذاعة الجيش "أهم نتيجة لخطوات السيسى الأخيرة(الانقلاب) هى إضعاف الجيش المصرى على المدى البعيد".

العقدية القتالية
واعتبرت الورقة أن تغيير العقيدة القتالية للجيش هو "أكثر المكاسب الإستراتيجية للكيان الصهيوني تغيير العقيدة القتالية للجيش المصري، والتي ظلت منذ إقامة دولة للاحتلال في 15 مايو 1948م ترى في (إسرائيل) العدو؛ وسعت الولايات المتحدة الأمريكية منذ اتفاقية كامب ديفيد 1979م إلى إجراء تحولات ضخمة على بنية المؤسسة العسكرية المصرية وعقيدتها القتالية؛ وفي ديسمبر 2010، نشر موقع ويكليكس وثائق دبلوماسية أميركية، أشارت إلى: “أن الولايات المتحدة منزعجة من استمرار الجيش المصري اعتباره إسرائيل (العدو الأساسي)، رغم توقيع اتفاقية سلام معها منذ أكثر من 3 عقود”.
وخلصت الورقة إلى أن "هذه العقيدة تزعزت في أعقاب نجاح انقلاب 30 يونيو، وتحولت إسرائيل إلى حليف حميم، وتحت لافتة الحرب على «الإرهاب»؛ بات الإسلاميون وحركات المقاومة الفلسطينية وكل من يرفض المشروع الصهيوني في المنطقة هم العدو لهذا النظام الانقلابي".

استسلام للتطبيع
ورأت الورقة أن سابع المكاسب ؛ "ضمان الاستسلام المصري أمام المشروع الصهيوني وإذعانها للسياسات والإملاءات الأمريكية بهذا الشأن، والتحكم في قرراتها العليا بشأن جميع القضايا المحلية والإقليمية".
وأضافت أن ذلك ل"تبقى مصر بجيشها ومقدراتها أسيرة للموقف الأمريكي الغربي"، واستعرضت موقف السيسي من "القرار الأميركي بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس المحتلة، وما تلاه من مذابح إسرائيلية للفلسطينيين على حدود قطاع غزة".
قائلاً إن “مصر لا تستطيع أن تفعل شيئاً، لأنها صغيرة، وضعيفة، وبلا تأثير”.
واستعرضت تنازل السيسي عن جزيرتي “تيران وصنافير” للجانب السعودي، وهو ما يحول مضيق “تيران” من ممر مائي مصري خالص من حقها التحكم فيه إلى ممر مائي دولي وهو ما يتيح لأول مرة للكيان الصهيوني مرورا آمنا عبر البحر الأحمر ويحرم مصر من موقع عسكري شديد الأهمية من الناحيتين العسكرية والاستراتيجية.

ضمان الشراكة
ولفتت الورقة إلى أن ثامن المكاسب تمثل في "تعزيز الموقف الإسرائيلي إقليميا واقتصاديا؛ فانقلاب السيسي يضمن استمرار الشراكة الإستراتيجية التي أرساها نظام مبارك على مدار عقود مع إسرائيل. الأمر الذي يوفر مليارات الدولارات لإسرائيل كانت ستنفقها على النواحي العسكرية والأمنية".
وذكرت بمكالب الصهاينة الدعم المالي لمواجهة آثار الثورات، ومن ذلك "إيهود براك، قال "إن تأمين النفقات الأمنية الناجمة عن تفجر الثورة المصرية يستدعي أن تقدم الولايات المتحدة لإسرائيل عشرين مليار دولار إضافية لموازنة الأمن".
ورأت الورقة أن "كل هذه النفقات وفرها انقلاب السيسي على إسرائيل لتعزيز موقفها وتعزيز قدرتها على استمرار احتلال بلادنا وإهانة مقدساتنا".

خلاصة الورقة
وخلصت الورقة إلى أن "هذه الأسباب كان الدور الإسرائيلي في وأد الثورة المصرية والانقلاب عليها محوريا؛ لم تقف  تل ابيب موقف المتفرج الذي يراقب الأحداث في بلاد النيل عن  بعد؛ بل كانت تملك الأدوات التي مكنتها من قيادة مشروع الانقلاب على الثورة والديمقراطية وسحق الإسلاميين بوصفهم التيار الشعبي المنظم الذي حمل مشروع الثورة وبرهنت التجربة أنهم المؤمنون حقا بالديمقراطية المدافعين عنها والباذلين الغالي والنفيس من أجل حماية مؤسسات الدولة المنتخبة بإرادة الشعب الحرة في الوقت الذي تحالف فيه معظم العلمانيين مع الجنرالات مباركين انقلابهم ومذابحهم ومبررين استبدادهم وطغيانهم.
 

https://politicalstreet.org/5216/