بعد إعلان الصحة العالمية حالة الطوارئ. الانقلاب يكرر سيناريو كورونا مع جدرى القرود

- ‎فيتقارير

 

بعد إعلان منظمة الصحة العالمية جدري القرود حالة طوارئ عامة سادت حالة من القلق والتوتر بين المصريين خوفا من الوباء الجديد فى ظل انهيار المنظومة الصحية فى زمن الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي وانتهاج صحة الانقلاب نفس السيناريو الذى تعاملت به مع جائحة فيروس كورونا المستجد حيث كانت تنفى بصفة مستمرة دخول الفيروس الى مصر وتؤكد أته لا توجد اصابات وأن الوباء لن يدخل مصر لأنها بلد الأمن والأمان حتى فضحت منظمة الصحة العالمية هذا السيناريو الانقلابى الفاشل  .

كانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت حالة الطوارئ بشأن مرض جدري القرود، مطلقة أعلى مستوى من التأهب، في محاولة لتقليل من تفشي المرض الذي أصاب حتى الآن نحو 17 ألف شخص في 74 بلدًا.

وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية،: قررت إعلان حالة طوارئ صحية ذات بعد دولي لمواجهة جدري القرود، موضحًا أن الخطر في العالم معتدل نسبيًا باستثناء أوربا .

وشدد على ضرورة السيطرة على مرض جدري القرود باستخدام كل الوسائل الممكنة.

 

صحة الانقلاب

 

فى المقابل زعم حسام عبدالغفار المتحدث باسم وزارة صحة الانقلاب أنه لم يتم رصد أي حالات مؤكدة في مصر حتى اليوم .

وقال «عبدالغفار» فى تصريحات صحفية إن وزارة صحة الانقلاب رفعت مستوى الترصد والاشتباه في جميع المنافذ البرية والبحرية وأماكن الحجر الصحي مع إصدار دليل إرشادي للأطباء في جميع المحافظات لبيان كيفية تشخيص وعلاج أي حالات يثبت إصابتها وفق تعبيره.

كما زعم أن صحة الانقلاب وفرت الكواشف الخاصة بالفحوصات المعملية والعلاج منذ بداية إعلان منظمة الصحة العالمية عن ظهور حالات مؤكدة في أوروبا بهدف التأكد من الاكتشاف المبكر لأي حالات وسرعة عزلها وعلاجها ومنع الانتشار الوبائي للمرض داخل مصر بحسب تعبيره .

وأشار «عبدالغفار» إلى إن إعلان منظمة الصحة العالمية، عن تفشي فيروس جدري القردة الذي انتشر في دول عديدة من أنحاء العالم حالة طوارئ للصحة العامة سيمكن المنظمة من اتخاذ تدابير إضافية لمحاولة كبح انتشار الفيروس.

وأوضح أن هذا الإعلان يمنح منظمة الصحة العالمية القدرة على التوصية بكيفية استجابة الدول ويمكنها أيضا من حشد التنسيق العالمي من أجل استجابة أكثر توحيدًا، وقد يتضمن جزء من هذا الجهد ضمان توزيع أكثر عدالة للقاحات والعلاجات وفق تعبيره .

 

العالم في خطر

 

حول هذا الوباء وخطورته على المصريين قالت الدكتورة نهلة عبدالوهاب، استشاري المناعة والتغذية، ورئيس قسم البكتيريا بمستشفى جامعة القاهرة، إن إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ بشأن مرض جدري القرود، يعني أن العالم قد يكون في خطر، موضحة أن القصد من فرض حالة الطوارئ  تصنيف الدول التي تشهد ارتفاعًا في عدد الإصابات وعزلها وفرض قيود عليها .

وأضافت د. نهلة : هذا الإعلان معناه أن منظمة الصحة العالمية ستبدأ تراقب حركة السفر في الدخول بالنسبة للحالات المرتفعة في درجة حرارتها والناس اللي عندها أي إصابات ويصنفوا الدول بحيث نقلل الإصابة.

وأشارت إلى أنه لم يتم تسجيل أية إصابات في مصر بمرض جدري القرود حتى هذه اللحظة، مؤكدة أن سبب ارتفاع أعداد الإصابات بجدري القرود في الأيام الأخيرة يرجع بنسبة كبيرة إلى مشكلة التغير المناخي الملحوظ بكل دول العالم، كما أنه من السهل معرفة المريض من خلال ظهور العلامات الجلدية عليه.

 

التكوين الجيني

 

وقال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، إن ارتفاع حالات الإصابة  بفيروس جدري القردة شيء يدعو للقلق، بما يجعل الفيروس يأخذ منحنى آخر، متوقعا أن يكون هناك اختلاف في التكوين الجيني للفيروس، لأن الموجات السابقة من الفيروس لم تصب سوى 300 حالة أو أكثر قليلًا .

وأضاف عنان في تصريحات صحفية أنه من المفترض أن انتقال فيروس جدري القردة صعب لأن معامل انتشاره قليل لا يزيد عن واحد بخلاف فيروس أوميكرون، على سبيل المثال: لو شخص أصيب بفيروس جدري القردة يعدي واحد بس، لكن في حالة إصابة الشخص بفيروس مثل أوميكرون بيعدي 12 شخصا .

وحذر من  أن وصول عدد الإصابات لـ 16 آلف حالة ينذر بحالة تفشي غريبة لافتا الى أن ممارسة الجنس الشرجي ساهم في انتشار الفيروس خاصة في أوروبا، ولذلك جرى تسجيل إصابات عديدة بين الشواذ جنسيًا

وأشار عنان الى أنه يمكن للفيروس أن ينتقل عن طريق التماس اللصيق للجلد بين شخص وآخر، بالإضافة إلى انتقال العدوى عن طريق الرذاذ كبير الحجم في الجهاز التنفسي،.

 

ضعف المناعة

 

وقال الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، إنه بالرغم من إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ بعد زيادة حالات الإصابة بفيروس جدري القردة، إلا أنه لا يمكن اعتباره حتى الآن وباء خطيرا كفيروس كورونا، لأنه فيروس غير مميت وما زالت حالات الوفيات حتى الآن ضئيلة ونادرة.

وأوضح الحداد في تصريحات صحفية أن ضعف المناعة بشكل عام، خاصة لدى أصحاب الأمراض المزمنة، يكون سببًا رئيسيًا في حدوث مضاعفات خطيرة لمصابي فيروس جدري القرود، مثل حدوث الطفح الجلدي على الوجه والأعضاء التناسلية، ما يؤدي في النهاية إلى الوفاة، وهي حالات نادرة لا تستدعي القلق .

وأضاف : الشخص في الغالب يتعافى من الفيروس لوحده، لأنه فيروس ليس سريع الانتشار، وليس سريع العدوى.

وطالب الحداد بإتباع الإجراءات الاحترازية المعروفة، والاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة المكان وعدم ملامسة الشخص الذي تظهر عليه الأعرض، حتى نكون في حالة من الأمان موضحا أن الفيروس ينتقل فقط من خلال التلامس الطويل مع شخص مصاب، حتى فكرة العدوى الاستنشاقية من خلال الرذاذ نادرة الحدوث .

وأكد أن إعلان حالة الطوارئ كان أمرا متوقعا بعد زيادة الإصابات؛ لأن العالم مازال منشغلًا بفيروس كورونا وحده.