مع اختفاء الشاي والبن والسجائر.. حكومة الانقلاب تتعمد “عكننة مزاج المصريين “

- ‎فيتقارير

تصاعدت أزمة نقص الشاي والبن والسجائر في الأسواق المصرية بصورة غير مسبوقة، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها بنسبة تقترب من الـ 50% ويبدو أن نظام الانقلاب يتعمد "عكننة مزاج المصريين " حتى لا يثوروا ضده أو يحاولوا إسقاطه والتخلص من عصابة العسكر .

تأتي الأزمة بسبب قرارات حكومة الانقلاب بوقف الاستيراد وتعنت الجمارك في الإفراج عن شحنات البضائع المستوردة ، بالإضافة إلى نقص الدولار بسبب تراجع الاحتياطي الأجنبي إلى أقل من 33 مليار دولار ، وهو ما يهدد بتوقف المصانع والشركات عن العمل ونقص السلع والمنتجات وارتفاع أسعارها في الأسواق.

ورغم مزاعم حكومة الانقلاب بأنه لا توجد أزمة وأن السلع متوفرة في الأسواق ، إلا أن شركة شاي العروسة وعددا من الشركات الآخرى كشفت أكاذيب الانقلاب ، حيث أكدت الشركات أن مشروب الشاي والبن يواجه أزمات عديدة بسبب نقص في المنتج وتراجع المخزون ليكفي شهرا واحدا فقط.

 

شاي العروسة

من جانبها تقدمت الشركة المنتجة لـ"شاي العروسة" بشكوى رسمية إلى مجلس وزراء الانقلاب ووزير تموين الانقلاب علي المصيلحي؛ لتدبير الدولار اللازم لعمليات استيراد الشاي لمواجهة الاستهلاك المحلي.

وطالبت الشركة البنوك العاملة في القطاع المصرفي، على رأسها بنوك الأهلي والإسكندرية وقطر الوطني والتجاري الدولي، بتوفير الدولار لضمان عمليات استيراد الشاي .

وأكدت أنها تستورد 60% من احتياجات السوق المحلي من الشاي، الذي يعد سلعة تموينية استراتيجية للمواطن خاصة أن الشاي لا يزرع في مصر.

واستغاثت شركة شاي العروسة بمسؤولي الانقلاب بضرورة تدبير العملة الأجنبية في البنوك لتتمكن من استلام مستندات الشحن والتخليص الخاصة باستيراد نحو 6 آلاف طن من الشاي، موجودة في الموانىء المصرية منذ أكثر من شهر و80% من المستندات الخاصة بشحنة الـ 6 آلاف طن من الشاي موجودة بالبنك الأهلي المصري.

 

غرامات تأخير

وحذرت من استمرار الأزمة وتداعياتها، والتي من بينها نقص شديد في سلعة الشاي في السوق المصري، خاصة أن مخزون الشاي لا يكفي لمدة شهر واحد فقط .

كما حذرت الشركة من أن التأخر في إنهاء الإجراءات، قد يؤدي إلى تعرض الكميات الموجودة في الموانىء المصرية للتلف، خلافا لغرامات التأخير التي يتم دفعها بالعملة الأجنبية لشركات الشحن؛ الأمر الذي يزيد من تكاليف السلع، ومن ثم قد يتعرض المستهلك لزيادة في أسعار الشاي حال استمرار الأزمة.

وأشارت إلى أن التأخر في توفير الدولار قد يؤدي إلى نقص حاد في سلعة الشاي، والتي لها أولوية في تدبير العملة، مثل سلعة القمح مشددة على أن استمرار الأزمة قد يعرض مصانع شاي العروسة للتوقف، وتعرض العاملين البالغ عددهم 5 آلاف مهندس وكيميائي وإداري لعدم صرف رواتبهم، ومن ثم تعثر الشركة في سداد التزاماتها تجاه القروض وفوائدها للبنوك العاملة في السوق المصري.

 

أزمة الدولار

وأكد جلال عمران، رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرف التجارية، أن خام الشاي مستورد بالكامل ومرتبط بالدولار، مشيرا إلى أن شركة العروسة تستحوذ على أكثر من 80% من سوق الشاي في مصر ومن أهم المستوردين لخام الشاي من الدول المنتجة.

وقال "عمران" في تصريحات صحفية أن السبب الرئيسي الذي جعل شركة شاي العروسة تتقدم بشكاوى إلى مجلس وزراء الانقلاب، وعدد من البنوك العاملة في القطاع المصرفي، سببها الرئيسي أزمة الدولار، مشيرا إلى أن الارتفاع الذي شهدته منتجات الشاي تم على مراحل منذ بداية العام 2022.

وأضاف "عمران" أن عبوة شاي العروسة 40 جراما سجلت 4.5 حنيه، أما العبوة 100 جرام سجلت 11 جنيها، وسجلت العبوة 250 جرام 27 جنيها، وسجل شاي العروسة خرز، عبوة 100 جرام، بسعر 15 جنيها، وسجلت العبوة 250 جراما بسعر 35 جنيها.

وأكد أن شاي العروسة فتلة، عبوة 10 جرام 6 جنيهات، بينما سجلت العبوة 25 جراما 12 جنيها، وسجل شاي العروسة فتلة مميزة عبوة 100 جرام 44 جنيها، وسجل شاي أخضر العروسة 25 فتلة سعر 11 جنيها، وسجل شاي أخضر 100 فتلة 38 جنيها.

 

البن

شهدت أسعار البن ارتفاعات كبيرة، متأثرة بتراجع المعروض، وشح المخزون في مخازن المستوردين، حيث تعتمد مصر بشكل كامل على الواردات.

وتستورد مصر البن من البرازيل وبولندا ودول أخرى، وتعتمد بنسبة 100% على الاستيراد لتلبية الاحتياج المحلي والذي يصل إلى 70 ألف طن سنويا.

حول هذه الأزمة قال حسن فوزي، رئيس شعبة البن بالغرف التجارية  "لدينا نقص في مخزون البن في مصر نتيجة حصول صقيع في البرازيل ، مما أدى إلى إتلاف أكثر من 25% من المحصول وأدى ذلك إلى زيادة في الأسعار".

وكشف فوزي في تصريحات صحفية أن الأزمة التي تواجهنا الآن هي نقص المخزون بسبب عدم سرعة تدبير الاستيراد ، لافتا إلى أن مصر نستورد القهوة من البرازيل وكولومبيا وأندونيسيا وفيتنام والهند وإثيوبيا، مؤكدا أن السبب الرئيسي في نقص المخزون هو قلة الدورة وحركة النقل العالمي .

وأوضح أن زراعة البن تحتاج إلي درجة حرارة مرتفعة وأيضا درجة رطوبة مرتفعة ولذلك نستورد البن من الخارج وتطالب الشعبة دائما أن يكون البن سلعة أساسية . 

وأكد" فوزي" أن لدينا نقصا في المنتج مما أدي إلى ارتفاع أسعاره بجانب الأزمات العالمية التي تواجهنا ونحتاج إلى سرعة التدبير في العملات حتي يتم خروج البضائع من الموانئ وتغطية العجز الموجود في الأسواق.

 

 السجائر

تشهد الأسواق المصرية حاليا اختفاء بعض أنواع السجائر وهو ما تسبب في ارتفاع الأسعار.

في هذا السياق، قال إبراهيم إمبابي، رئيس شعبة الدخان والمعسل باتحاد الصناعات، إن "بعض التجار قاموا بتخزين السجائر بهدف بيعها بسعر أعلى يزيد عن السعر الحقيقي بـ 5 أو 10 جنيهات وتحقيق الأرباح من خلال تعطيش السوق".

وأضاف «إمبابي»  في تصريحات صحفية  "بالفعل حدث اختفاء لبعض أنواع السجائر نتيجة تخزين التجار ، لكن جاءت الزيادة التي تم إقرارها بقيمة 2 جنيه بداية الشهر الجارى؛ لتهدأ الأوضاع في السوق".

وأشار إلى أن تخزين السجائر جاء في الوقت الذي يعاني فيه السوق من نقص المواد الخام نتيجة إجراءات فتح الاعتمادات المستندية ونقص الدولار.

وأوضح «إمبابي»  أن مصر تمتلك مخزونا جيدا من السجائر، ولن يحدث اختفاء بشكل كامل للسجائر لكن بعض التجار يثيرون شائعات حتى يتكالب المواطن على السلع ثم ترتفع الأسعار، مؤكدا أن الأسعار ارتفعت بالفعل نتيجة زيادة سعر الدولار الجمركي والشحن البحري.