كيلو الفراخ البيضاء بـ 80 جنيها.. أزمة الأعلاف تشعل أسعار الدواجن وتغلق آلاف المزارع

- ‎فيأخبار

تصاعدت أزمة الأعلاف وارتفاع أسعارها الجنوني في الأسواق المحلية بسبب رفض حكومة الانقلاب الإفراج عن الشحنات المحتجزة بالموانئ منذ شهر فبراير الماضي ما أدى إلى إغلاق الآلاف من مزارع الدواجن وخروج المربين من السوق ، وبالتالي ارتفاع الأسعار حيث يؤكد بعض المربين أن كيلو الفراخ البيضاء سيصل إلى 80 جنيها خلال أيام .

وقال الخبراء إن "أزمة الأعلاف أصبحت تمثل تهديدا للأمن الغذائي مطالبين نظام الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي بتوفير العملة الصعبة والإفراج عن الشحنات الموجودة بالموانئ حتى يتمكن مربو الدواجن من الاستمرار في الإنتاج وبالتالي تتراجع الأسعار" .

وأكدوا أن أصحاب مزارع الدواجن يتعرضون لخسائر كبيرة نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف حيث وصل سعر طن الصويا إلى أكثر من 25 ألف جنيه رغم أنه لم يكن يتجاوز الـ 5 آلاف جنيه قبل شهور .

 

احتكار مستوردين

من جانبه كشف الدكتور عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الدواجن، إن "هناك مجموعة من المستوردين يسيطرون على استيراد الأعلاف ويتحكمون في الأسعار، على الرغم من أن الأسعار العالمية لم تتغير ولكن هنا كل يوم أسعار مختلفة ، مشيرا إلى أن التجار، يقومون بتخزين الأعلاف داخل المخازن ويتم الإفراح عن كميات قليلة حتى ترتفع الأسعار".   

وطالب السيد في تصريحات صحفية بضرورة حل الأزمة بشكل جذري من خلال الإفراج عن كميات كبيرة من شحنات الأعلاف المحتجزة في الموانئ؛ بحيث يزيد المعروض ومن ثم تنضبط أسعار الأعلاف بالأسواق مع المتابعة والرقابة المستمرة .

وحذر من أنه في حال عدم التزام التجار وضبط الأسعار فإن دولة العسكر هي التي ستقوم بعملية استيراد الأعلاف من الخارج ويتم توزيعها على المربين ما قد يتسبب في أزمات جديدة .

وأكد السيد أن صناعة الدواجن في مصر صناعة استراتيجية ولابد من حمايتها؛ حيث يعمل بها وفق الإحصائيات الرسمية أكثر من 3 ملايين عامل بحجم استثمارات تبلغ 100 مليار جنيه، مشيرا إلى خروج الكثير من مربي الدواجن من الإنتاج الداجني نتيجة نقص الأعلاف، فضلا عن وجود سوق سوداء للأعلاف لبيعها بأسعار مرتفعة ومبالغ فيها وتفوق قدرات المربين وهو ما جعلهم يخرجون من الصناعة بسبب الخسائر الفادحة.

وشدد على ضرورة التوسع في زراعة محاصيل الصويا والذرة محليا بمساحات كبيرة وإنتاجية عالية لتفادي تكرار هذه الأزمة مجددا على المدى الطويل.

 

مشكلة مزمنة

وقال الدكتور أشرف كمال أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن "مشكلة توافر الأعلاف في الزراعة المصرية تعد من المشكلات المزمنة خاصة وأن مصر ليست مشهورة كمنطقة مراع ولا تنتشر بها الأعشاب الطبيعية للرعي، مؤكدا أن الإنتاج الحيواني في مصر يعتمد بشكل كبير على الاستيراد من الخارج خاصة فيما يتعلق بعلف الدواجن".

وأضاف كمال في تصريحات صحفية أنه رغم إدخال محصولي فول الصويا، وعباد الشمس ضمن الزراعة التعاقدية، بالإضافة إلى الذرة الصفراء إلا أن الكميات المنتجة ماتزال محدودة ولا تكفي الطلب المحلي .

وطالب بضرورة تحديد حد أدنى مضمون لاستلام محصول فول الصويا من المزارعين والعمل على زيادة المساحة المنزرعة مع عمل تعاقد مع المزارعين والإنتاج الحيواني على أن يحصل المزارع على أسعار أعلى من الحد الأدنى المضمون في حاله ارتفاع الأسعار، وذلك لتشجيع المزارعين على الزراعة.

وأشار كمال إلى ضرورة توفير العدد الكافي من المجففات لتجفيف محصول الذرة الشامية، محذرا من تحكم التجار في السوق من خلال استيراد المحاصيل الإستراتيجية مثل القمح والأعلاف وعدم قيام دولة العسكر بدورها في الرقابة والمتابعة حتى لا ترتفع الأسعار بدون مبرر .

 

سوق سوداء

وأكد الدكتور ثروت الزيني، نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، أن موقف إنتاج الدواجن يزداد صعوبة وسوءا لعزوف منتجي الدواجن عن استكمال الدورات الإنتاجية نتيجة الارتفاعات القياسية في أسعار الأعلاف بسبب ضعف الكميات المفرج عنها من الأعلاف الموجودة بالموانئ.

وقال الزيني في تصريحات صحفية إنه "خلال فترة الـ 45 يوما الماضية تم الإفراج عن 870 ألف طن من الأعلاف المحتجزة بالموانئ".

وأشار إلى أن سوق الدواجن في مصر يستهلك شهريا ما يقرب من 950 ألف طن من منتجات الأعلاف من ضمنهم 600 ألف طن ذرة صفراء، و350 ألف طن من الصويا، مؤكدا أننا نحتاج مليون و870 ألف طن من الأعلاف لحلحلة أزمة الدواجن الحالية.

وحذر الزيني من أن الحل الجزئي لأزمة نقص الأعلاف خلق سوقا سوداء نجم عنها ارتفاع قياسي في الأسعار، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 2 مليون و750 ألف طن من الصويا والذرة الصفراء موجودة حاليا بالموانئ وفي انتظار الإفراج عنها.

وأشار إلى أن صناعة الدواجن في خطر والتحديات كبيرة، والدواجن تمثل البروتين الأرخص للمواطن المصري ولو فقدنا الثروة الداجنة سوف نحتاج 18 شهرا لعودة الحلقات الإنتاجية للدواجن إلى طبيعتها .

 

خسائر يومية

وقال محمد عبد الرازق مربي ومنتج كتاكيت بمحافظة الغربية إنه "رغم الإفراجات الأخيرة لازال سعر طن فول الصويا يتجاوز الـ23 ألف جنيه والعلف فوق الـ 16 ألف جنيه ، بينما العام الماضي كان الطن بـ 5.5 ألف جنيه فقط مؤكدا أن هناك حالة من الرعب لدى المربين ويخشون تسكين البط أو الدجاج خلال الفترة المقبلة".

وأضاف عبد الرازق في تصريحات صحفية، نعاني من خسائر يومية وديون تتزايد محذرا من أن المربين ليس أمامهم الآن إلا الخروج من السوق ورفع أيديهم عن التربية ووقتها لن نجد دجاجا أو بطا في الأسواق وستزيد الأسعار بشدة رغما عن الجميع ، وهذا ما سنشهده خلال الفترة المقبلة إذا لم يستمر ضخ المزيد من الذره والصويا في الأسواق بشكل مستمر .

وتوقع حدوث مزيد من ارتفاع الأسعار بشكل خطير خلال الفترة القادمة موضحا أن عمليات الإعدامات التي تمت كثيرة ورافقها عمليات توقف عن التربية والتسكين للبط والدواجن ، وبالتالي ستحدث فجوة بين الدورات مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

وكشف عبد الرازق ان أصحاب المدشات لم تصلهم الكميات الكافية من مكونات الأعلاف وهذا الأمر وصل للمربين فامتنعوا عن التربية وهناك من يتعرض لمافيا السوق السوداء في الأعلاف ويضطر مرغما إلى الشراء بالسعر المرتفع حتى يكمل الدورة رغم علمه أنه خاسر ثم يتوقف عن التربية فترة ليست بالقليلة.

ولفت إلى أن أصحاب المدشات الذين كانوا يعطوننا العلف والذرة والصويا بالأجل لحين البيع بعد اكتمال الدورات أصبحوا يطالبون المربين بثمن الأعلاف أو المكونات نقدا وإلا فلا علف ولذا إذا شاهدت المربين ستجد الحزن يملأ وجوههم بسبب هذه الخسائر ، مؤكدا أن أزمة الأعلاف وارتفاع الأسعار أوقفت الكثير من المنتجين وأخرجتهم من الأسواق.

وقال عبد الرازق  "طن الصويا حاليا بـ 25 ألف جنيه والذرة بـ 11 ألفا وإذا لم تتوفر الخامات بعد شهر من الآن لن تجد دواجن لأن كتكوت اليوم الذي تم إعدامه هو فرخ بعد شهر وعدم توفر الدجاج سيؤدي إلى ارتفاع سعر الكيلو وسيتخطى الـ 80 جنيها ، مشيرا إلى أن هذا سيؤثر على أسعار البيض والألبان والجبن واللحوم والاسماك أي أنه سوف يهدد الأمن الغذائي للبلد.