قالت وكالة بلومبيرج إن "الجنيه المصري بدأ العام بانخفاض كبير آخر مقابل الدولار الأمريكي، ما زاد من الضغط على المستهلكين في أكبر دولة في الشرق الأوسط من حيث عدد السكان".
وأضافت الوكالة أن انخفاض العملة بنسبة 17 في المئة خلال الأسبوعين الماضيين اعتُبر علامة على أن مصر تتبنى أخيرا ما تسميه سعر صرف أجنبي مرن بعد سنوات من إدارة الجنيه عن كثب، ساعد هذا الوعد مصر على الحصول على قرض بقيمة 3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي ، وهي صفقة من المفترض أن تطلق مساعدات مالية واستثمارات أكبر بكثير من حلفائها في الخليج وخارجه.
وأوضحت الوكالة أن الجنيه فقد الآن نحو 33٪ من قيمته منذ أواخر أكتوبر، حيث كاد السعر الرسمي أن يسد الفجوة مع السوق السوداء المحلية للدولار الأمريكي، والتي ظهرت في الوقت الذي تكافح فيه سلطات الانقلاب أسوأ أزمة للعملة الأجنبية منذ سنوات.
وتعرض الاقتصاد المصري بشدة لموجات الصدمة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، مما أدى إلى ارتفاع فواتير واردات الغذاء ودفع مستثمري المحافظ الأجنبية إلى سحب أكثر من 20 مليار دولار مما كان سوقا ناشئة مفضلة.
وخفضت سلطات الانقلاب قيمة الجنيه ثلاث مرات في العام الماضي، وعلى الرغم من ترحيب صندوق النقد الدولي بعملة أكثر مرونة، فإن الخطوة الأخيرة ستزيد من تحفيز التضخم الذي وصل بالفعل إلى أعلى مستوى له منذ خمس سنوات بأكثر من 21٪ وبدأ العديد من سكان مصر البالغ عددهم 104 ملايين نسمة في تقليص أسعار المواد الغذائية والمشروبات في ديسمبر بنسبة 37٪ عن العام السابق.
وفي تقرير صدر الأسبوع الماضي، حذر صندوق النقد الدولي من أن استمرارية التحول في سياسة مصر لا يزال يتعين إثباتها، وقد يواجه البنك المركزي ضغوطا سياسية واجتماعية لعكس مساره، وقدرت فجوة التمويل الخارجي للبلاد بنحو 17 مليار دولار طوال البرنامج الذي يستمر 46 شهرا ، ومن المتوقع أن تفتح الصفقة حوالي 14 مليار دولار من الشركاء.
وقال البنك الذي يتخذ من واشنطن مقرا له إن "الاستثمارات الموعودة من دول مثل السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة حاسمة لتغطية احتياجات التمويل هذه، وإن تكافؤ الفرص بين القطاعين العام والخاص أمر أساسي لحزمة الإصلاحات في مصر".
بعد أيام من الاضطرابات، تتجه كل الأنظار إلى العملة الأسوأ أداء في العالم لمعرفة ما إذا كانت قد وصلت أخيرا إلى القاع.
https://www.bloomberg.com/news/newsletters/2023-01-16/egypt-pound-s-egp-usd-plunge-dubai-s-housing-boom-erdogan-s-nato-moves
تحرك كبير للجنيه
وفي تقرير آخر نقلت "بلومبيرج" عن البنك المركزي بيان أصدره الاثنين الماضي قال فيه إن "مصر شهدت دخول أكثر من 925 مليون دولار من تدفقات النقد الأجنبي منذ 11 يناير ، مسلطا الضوء على ما وصفه بسلسلة من المؤشرات الإيجابية في أعقاب ثالث خفض لقيمة العملة في البلاد".
وبعد أحدث تحرك كبير للجنيه في منتصف الأسبوع الماضي ، كان نشاط التداول بين البنوك أكثر من 20 ضعف المتوسط اليومي الأخير، وقد مكّن ذلك حكومة السيسي، التي كانت تعاني من جفاف النقد الأجنبي، من تغطية أكثر من 2 مليار دولار من احتياجات المستوردين في الأيام الثلاثة الماضية، وفقا للهيئة التنظيمية.
وانخفضت العملة بأكثر من 16٪ في عام 2023 ، بعد تعهد السلطات بالسماح بمزيد من المرونة في سعر الصرف الذي كان أساسيا لتأمين 3 مليارات دولار من مساعدات صندوق النقد الدولي، وكانت أكبر دولة في الشرق الأوسط من حيث عدد السكان قد خفضت بالفعل قيمة الجنيه في مارس وأواخر أكتوبر كجزء من الجهود المبذولة لدعم الاقتصاد المعرض بشدة لموجات الصدمة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
كما انخفض الجنيه بنسبة 0.3 ٪ إلى 29.6ج للدولار يوم الإثنين، ما أوقف مكاسب استمرت يومين، وهبطت العملة إلى مستوى قياسي منخفض عند 32.1ج الأسبوع الماضي لتقلص الفجوة مع سعر الفائدة في السوق السوداء التي ظهرت في الوقت الذي يكافح فيه المصريون للعثور على الدولار من خلال القنوات الرسمية.
الجنيه هو العملة الأسوأ أداء في العالم هذا العام ، وتظهر مقاييس التقلبات التاريخية قصيرة الأجل أن التقلبات هي الأكثر تطرفا على مستوى العالم، كما تؤثر سلسلة من التخفيضات على التضخم السنوي الذي بلغ أعلى مستوى في خمس سنوات في ديسمبر وزاد الضغط على المستهلكين في البلد الذي يزيد عدد سكانه على 104 ملايين نسمة.
وبدأت السلع في التراكم في الموانئ المصرية بعد أن فرض البنك المركزي قيودا على الواردات في فبراير، وفي الشهر الماضي أزال البنك المركزي تلك القيود، وكان المستوردون يبحثون عن الدولار للإفراج عن بضائعهم.
ارتفعت مبيعات أذون الخزانة المصرية لمدة عام أو أقل في مزادات يومي الخميس والأحد حيث استمر تدفق المستثمرين بعد انخفاض قيمة الجنيه.
https://www.bloomberg.com/news/articles/2023-01-16/egypt-hails-925-million-inflows-as-sign-devaluation-is-working?leadSource=uverify%20wall