تواصل أسعار السلع ارتفاعاتها في الأسواق المحلية، نتيجة لتخفيض سعر الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي والعملات الأجنبية وانخفاض معدلات الإمدادات والإفراج الجمركي، إضافة إلى ارتفاع التضخم بصورة غير مسبوقة، مما أدى إلى تأثيرات كبيرة على معدلات أسعار السلع والخدمات المقدمة للمواطنين.
وتوقع خبراء الاقتصاد أن تواصل الأسعار ارتفاعها مع اقتراب شهر رمضان خاصة السكر وزيت الطعام والأدوية والسلع المستوردة والخامات التي تدخل في الصناعات والسلع الغذائية بالأسواق.
يشار إلى أن الأسواق المحلية شهدت ارتفاعات ملحوظة في الأسعار بالتزامن مع تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار ووصل سعر كيلو الأرز المعبأ إلى 21 جنيها، بينما بلغ سعر الفول المعبأ لـ 34.26 جنيها، ووصل سعر لتر زيت عباد الشمس إلى 52.34 جنيها.
وبلغ سعر الزيت الخليط 700 جرام 45 جنيها، وسعر زيت الذرة 800 جرام حوالي 65 جنيها، بينما بلغ سعر كيلو السكر 17 جنيها.
وسجل سعر كرتونة الشاي نحو 2500 جنيه، وسجل ربع كيلو الشاي تجاريا بين 31 و32 جنيها، وسجلت أسعار الدواجن البيضاء 60 جنيها للكيلو، وبلغ سعر البيض الأحمر 88 جنيها، والبيض الأبيض 85 جنيها، والبيض البلدي 98 جنيها للكرتونة.
كان رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوا فيديو لـرجل مسن يعاني من الفقر الشديد، وظهر في الفيديو المتداول عبر السوشيال ميديا وهو يبكي بشدة، شاكيا حاله ومعاناته مع الفقر وضيق الحال.
وقال الرجل المسن ويدعى "موسى" "عمري 70 عاما ولا أجد ثمن الطعام أو الشراب أو العلاج".
أضاف، كنت أعمل فرانا لفترة طويلة جدا وليس لي أي معاش حاليا في ظل ظروفي الصعبة.
وتابع "المسن" أستغيث بالجهات المسئولة حتى يتم توفير معاش لي أستطيع من خلاله العيش وأستطيع أن الطعام والعلاج.
أزمة حقيقية
حول ارتفاع الأسعار قال الدكتور عبدالنبي عبدالمطلب وكيل وزارة التموين الأسبق، إن "انخفاض سعر الجنيه أمام الدولار سوف يؤدي إلى استمرار زيادة أسعار السلع الغذائية والأساسية ومختلف الخدمات سواء المنتجة محليا أو التي يدخل في إنتاجها مستلزمات إنتاج وخامات مستوردة أو حتى التي لا يدخل فيها الخامات المستوردة".
وأوضح عبدالمطلب في تصريحات صحفية أن ارتفاع أسعار السلع الأساسية والمنتجات الغذائية والخدمات أزمة حقيقية أدت لمعاناة غالبية المصريين، متوقعا استمرار ارتفاع معدلات أسعار السلع والخدمات خلال الفترة المقبلة.
وكشف أن هناك سلعا ارتفعت بنسبة تصل إلى الضعف منها الأرز والسكر والقمح بجانب تخفيض وزن رغيف الخبز، وأيضا هناك سلع ارتفعت أسعارها بنسبة تصل إلى 30% أو 50% منها الدجاج واللحوم والسلع الغذائية وارتفعت الأسعار إجمالا بنسبة تصل إلى 25% مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة التضخم.
وأشار عبدالمطلب إلى أن أسعار السلع الاستراتيجية تنقسم إلى قسمين جزء منها يدخل ضمن منظومة التموين، ومن أهمها الأرز والقمح ورغيف الخبز، وكذلك الوقود بكافة أنواعه البنزين والسولار والزيوت أيضا، مؤكدا أن أسعار هذه السلع سوف ترتفع خلال الفترة القادمة لأن التاريخ يقول عندما انخفض سعر الجنيه رفعت وزارة تموين الانقلاب أسعار السلع التي تستوردها خاصة الزيوت واللحوم المستوردة.
نستورد كل شيء
وأكد الدكتور محمد اليمني؛ خبير العلاقات الدولية والاقتصادية؛ أن الحرب الروسية الأوكرانية أثرت على أكثر من 169 دولة حول العالم، مشيرا إلى أن مصر من بين الدول التي تأثرت سلبا بتلك الأزمة.
وقال اليمني في تصريحات صحفية "الأزمة التي تمر بها مصر تكمن في الدولار؛ وإذا توفر الدولار سوف تتراجع الأسعار لأن مصر تستورد أكثر من 85% من احتياجاتها ولابد أن يفهم المواطن ذلك".
وطالب حكومة الانقلاب بأن تتحرك في المسار الصحيح؛ لأن هناك أزمة في تدبير الدولار في البنوك ولذلك تظهر السوق السوداء ولا حل لمصر سوى العمل على تحقيق 3 أمور : الأول توفير الدولار عن طريق تخفيض الاستيراد وتوفير البديل المحلي والثاني ، إحداث نهضة تصنيعية كبرى مع تنشيط الزراعة وزراعة محصولات مثل الفول الصويا والذرة، والأمر الثالث مراقبة الأسعار؛ فلابد أن يتحرك وزير تموين الانقلاب في الأسواق.
وأشار اليمني إلى أن الأسعار ترتفع يوميا وهو أمر خطير يضر المواطن المصري؛ موضحا أن نظام الانقلاب يراهن على 5 مصادر دولارية من أجل الاستيراد وسداد القروض؛ لكن الدين المصري لصندوق النقد الدولي ارتفع؛ والديون الخارجية تجاوزت الـ 164 مليار دولار .
وشدد على أن توفير الدولار حاليا هو النقطة الجوهرية؛ لافتا إلى أن حصول نظام الانقلاب على شريحة من قرض صندوق النقد الدولي هذا العام لن يحل المشكلة .
مفاجأة غير سارة
وفجر الخبير الاقتصادي الدكتور على الإدريسي، مفاجأة غير سارة للمصريين حول أسعار السلع خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أنها ستشهد ارتفاعا يوما بعد الآخر وستكون ذروة الارتفاع في شهر رمضان المقبل.
وأوضح الإدريسي في تصريحات صحفية أن معدلات التضخم التي تشهدها مصر خلال الفترة الحالية ستؤدي بالطبع إلى زيادة الأسعار يوما بعد الآخر مع اختلاف سعر صرف الدولار الأمريكي، وستشهد أسعار السلع ارتفاعا جديدا مع دخول شهر رمضان المبارك.
وأشار إلى أن هناك صدمة آخرى قد تشهدها مصر خلال الفترة المقبلة وتساعد في رفع أسعار السلع وهي زيادة معدلات التضخم بالتزامن مع ارتفاع الدولار وهو ما يجبر البنك المركزي على رفع سعر الفائدة وكل ذلك لن يكون في صالح الأسعار.