قال موقع ميدل إيست آي إن “زيت عباد الشمس الروسي يباع الآن في الأسواق المصرية بأسعار تنافسية، حيث يواجه البلد المكتظ بالسكان تضخما مذهلا وأزمة عملة”.
وأضاف الموقع أن مصر تستورد أكثر من 90 في المائة من استهلاكها المحلي من زيت الطهي، وقد استوردت بالفعل أكثر من 80 في المائة من عباد الشمس من روسيا بين عامي 2002 و 2021.
وأوضح الموقع أنه في الماضي، لم تكن هناك زجاجات من زيت الطهي تحمل اسم الشركات والعلامات التجارية الروسية، اعتادت شركات الاستيراد المصرية أو الحكومة على شراء كميات من النفط ، ثم تعبئته تحت أسماء محلية ، مثل كريستال.
والآن، تقوم الشركات الروسية بتصدير زجاجاتها الخاصة مباشرة، كانت أحدث شحنة من زيت عباد الشمس الروسي مصنوعة من 18000 زجاجة، تزن كل منها 810 جرامات، ويباع المنتج مقابل 58 جنيها مصريا (1.90 دولار) للزجاجة، مقارنة ب 60 جنيها للعلامات التجارية الأخرى.
وأشار الموقع إلى أن حكومة السيسي تستورد معظم احتياجاتها الغذائية، وقد أدى هذا الاعتماد على الواردات إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد في خضم الحرب الروسية الأوكرانية، ويقدر حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا بنحو 5 مليارات دولار سنويا، قبل الحرب الروسية الأوكرانية، اعتاد البلدان على تزويد مصر بما يقرب من 80 في المائة من وارداتها من القمح.
وأثرت المشاكل التي تواجه سلسلة التوريد الدولية وأزمة الطاقة العالمية الناجمة عن الحرب على أسعار المواد الغذائية في السوق الدولية وعلى خزائن مصر، مما أجبر البلاد على دفع المزيد مقابل وارداتها الغذائية.
كما اقترن ارتفاع أسعار السلع الأساسية، ولا سيما أسعار المواد الغذائية، بتخفيضات متكررة في قيمة الجنيه المصري من جانب البنك المركزي المصري، الذي اضطر، في ضوء صفقة قرض أبرمت مؤخرا مع صندوق النقد الدولي، إلى التخلي عن نظام سعر الصرف الذي يديره منذ فترة طويلة والسماح بتعويم العملة المصرية بحرية.
أسعار معقولة ونوعية جيدة
ولجأت السفارة الروسية في القاهرة إلى تويتر للترويج لعلامة زيت عباد الشمس ألتيرو، حيث عددت الفوائد الصحية لزيت عباد الشمس في بلادهم، بينما جادلت بأنها تنافسية من حيث السعر وذات جودة أفضل من معظم العلامات التجارية النفطية التي تباع في مصر في الوقت الحالي.
وتحاول الشركات الروسية دخول السوق المصرية منذ فترة، وتسعى جاهدة للتنافس على حصة من سوق يضم أكثر من 100 مليون مستهلك.
يجادل المتخصصون في الصناعة بأن التحول إلى المنتجات الغذائية الروسية لا يتعلق بزيت الطهي أو رغبة الروس في الخروج من عزلة بلادهم الحالية ، بل يتعلق أكثر بتحول مصر إلى روسيا لزيادة كميات الطعام المعروضة في سوقها في محاولتها لسد الفجوة الغذائية الهائلة وكبح جماح أسعار المواد الغذائية الجامحة.
وقال هشام الدجوي، رئيس قسم الأغذية في اتحاد الغرف التجارية، لموقع ميدل إيست آي إن “وجود المنتجات الغذائية الروسية في مصر سيساهم في زيادة كميات المواد الغذائية المعروضة، وسد الفجوة بين العرض والطلب جزئيا، وتقليل الأعباء المالية على المستهلكين”.
وأضاف دجوي أن توريد زيت الطهي الروسي سيساهم في كسر الاحتكارات المفروضة على إمدادات زيت الطهي من قبل بعض الشركات التي استغلت الأزمة الحالية لزيادة الأسعار بشكل غير معقول.
وبصرف النظر عن النفط، منحت سلطات الانقلاب تراخيص لعشرات الشركات الروسية لتصدير الأسماك إلى مصر.
وقالت الهيئة الاتحادية للرقابة البيطرية والصحة النباتية في روسيا الأسبوع الماضي إن “89 شركة أسماك روسية مستعدة لتصدير منتجاتها إلى مصر”.
يبدو أن هذا الاهتمام الروسي قديم، لكنه أظهر نفسه من الناحية العملية منذ عام تقريبا مع افتتاح جناح دائم للمنتجات الغذائية الروسية في أواخر عام 2021 من قبل مركز التصدير الروسي، وهو معهد تديره الحكومة يعمل على تطوير الصادرات الروسية إلى دول أخرى.
يعمل الجناح كوسيط بين شركات إنتاج الأغذية في روسيا وشركات الاستيراد في مصر.
وتوقع عمرو البلتاجي رئيس الجناح أن تزيد الشركات الروسية صادراتها إلى مصر خلال الفترة المقبلة، مع تزايد الطلب في الدولة العربية على ما وصفه بالمنتجات عالية الجودة.
وقال بلتاجي لموقع ميدل إيست آي، “ستكون البضائع الروسية تنافسية للغاية في مصر بسبب أسعارها المعقولة وجودتها الجيدة” .
https://www.middleeasteye.net/news/egypt-russia-affordable-cooking-oil-market-prices-soar