اعتبر مراقبون أن تصريحات عبدالفتاح السيسي الإثنين خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيسة وزراء الدنمارك وهو يستعرض مسار الحوار فيشير إلى تحدثهما عن موضوعات خاصة في المنطقة، وأهمية إيجاد حلول للهجرة غير الشرعية فقال "من سبتمبر 2016 لم يخرج قارب واحد أو مواطن واحد عبر الحدود البحرية أو البرية لمصر إلى أوروبا، وده التزام إنساني من مصر، ومش هتكون معبر للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا".
وأثناء حديث السيسي، أفادت تقارير بأن 30 شخصا باتوا في عداد المفقودين إثر تعرض مركب يقل مهاجرين لحادث قبالة سواحل ليبيا، وأعلن خفر السواحل الإيطالي خلال عمليات الإنقاذ، انقلب المركب أثناء نقل المهاجرين، تم إنقاذ 17 شخصا بينما فُقد نحو 30".
ونلقت (DW) عن منظمة "سي ووتش" غير الحكومية الألمانية تأكيدها في تغريدة على تويتر إنقاذ 17 مهاجرا.
وأعلنت منظمات خيرية تساعد المهاجرين نهاية الأسبوع عن انجراف مركب كان يقل 47 شخصا على مسافة 160 كلم تقريبا عن السواحل الليبية.
وأفاد "ألارم فون" وهو خط ساخن يستخدمه المهاجرون الذي يواجهون صعوبات، الأحد بأن المهاجرين غرقوا، وذكر خفر السواحل بأن ألارم فون أبلغ مركز تنسيق الإنقاذ التابع لروما عن المركب السبت، كما أبلغ السلطات المالطية واللبيبة بالأمر.
وقبل ساعات من غرق قارب الهجرة قبالة ليبيا، غرق قارب خشبي آخر أمام إيطاليا كان يقل لاجئين بأكثر من 60 شخصا، وألقت السلطات الإيطالية القبض على ثلاثة أشخاص يشتبه في أنهم تجار بشر على صلة بالحادث، فيما يدور جدل داخل إيطاليا حول الواقعة.
وفي مأساة جديدة على طريق المتوسط نحو أوروبا، تحدثت تقارير إعلامية عن وفاة ما لا يقل عن 40 شخصا في حادث غرق قارب للمهاجرين قبالة ساحل جنوب إيطاليا، وأصدرت رئيسة وزراء إيطاليا بيانا تعهدت فيه بملاحة مهربي البشر.
وخضعت قدرات إيطاليا على إنقاذ المهاجرين في البحر للتدقيق في أعقاب غرق سفينة في 26 فبراير قرب منطقة كالابريا الجنوبية، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 79 شخصا مهاجرا.
وأحصى خفر السواحل إنقاذ أكثر من 1300 مهاجر فقط في ثلاث عمليات منفصلة قبالة الطرف الجنوبي لإيطاليا، إلى جانب إنقاذ 200 آخرين قبالة صقلية.
هجرة المصريين عبر المتوسط
وأشارت تقارير مختلفة إلى تصاعد ملحوظ في أعداد المصريين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط، حيث قال بعضهم عند الوصول للسواحل الأوروبية إنهم قادمون من ليبيا لكن بعضهم قال إنه خرج عبر السواحل المصرية.
وتحولت ليبيا إلى نقطة انطلاق رئيسية لآلاف المهاجرين الذي يحاولون الوصول إلى أوروبا هربا من الفقر والحروب، وكان من بين المهاجرين أعداد من المصريين تصاعدت وانخفضت معدلات استخدامهم لمسار ليبيا أوروبا عبر البحر المتوسط، خصوصا مع عدم صعوبة عبور المصريين للحدود البرية الغربية ودخول ليبيا.
وأمام تصريح السيسي أنه منذ 2016 لم تسجل هجرة مصري واحد، كذبته أحدث البيانات التي نشرتها المنظمة الدولية للهجرة (IOM) فقالت "هناك 117156 مهاجرا مصريا في ليبيا بين ديسمبر 2021 ويناير 2022، مضيفة أن المصريين ثاني أكبر عدد من المهاجرين في ليبيا، ويمثلون 18٪ من إجمالي المهاجرين".
ولا يسافر جميع المهاجرين الذين يصلون ليبيا إلى أوروبا، إذ من المعروف أن بعض المهاجرين المصريين يقيمون في ليبيا لفترات أطول، حيث أفاد 46٪ من المهاجرين المصريين الذين شملهم الاستطلاع من قبل المنظمة الدولية للهجرة أنهم بقوا في ليبيا لأكثر من عامين".
وأوضح تقرير الإذاعة الالمانية أن ليبيا معروف عنها إعادة المهاجرين غير النظاميين المصريين، لكن لا يتم الأمر بشكل مشدد على نحو دائم.
ونشرت فرونتكس، أن هناك ما مجموعه 3292 حالة رصد لمواطنين مصريين على طول طريق وسط البحر الأبيض المتوسط إلى الاتحاد الأوروبي بين يناير ومايو 2022 لذلك كان المصريون هم الجنسية الأكثر شيوعا التي تم اكتشافها على طول طريق وسط البحر الأبيض المتوسط خلال هذه الفترة الزمنية، حيث يمثلون 20 ٪ من اكتشافات وسط البحر الأبيض المتوسط خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2022.
وأنه بين يناير وأبريل 2022 ، رصد فرونتكس 2601 عملية عبور حدودي غير قانوني من قبل مصريين، وهو ما يمثل 4٪ من جميع العمليات التي تم الكشف عنها خلال هذه الفترة.
أوضاع اللاجئين
ويتعرض اللاجئون في مصر إلى عنصرية واستغلال جنسي وابتزاز مالي بحسب منظمات حقوقية دولية وأن اللاجئ هي الكلمة الدارجة التي تتردد بحق أبناء البشرة السوداء (سودانيون وإرتريون وأثيوبيين) نفاها السيسي بالمطلق في تصريحاته أمام رئيس وزراء الدنمارك.
وتستضيف مصر أكثر من تسعة ملايين مهاجر، وفقا للتصريحات الرسمية المصرية، ولكن ضعف الاقتصاد وانهيار العملة يدفع أكثر من 1000 مصري سنويا، إلى ترك بلادهم وخوض الرحلة الخطرة عبر المتوسط بحثا عن حياة في مكان آخر.
كما أن المصريين الذين يصلون السواحل الإيطالية على وجه الخصوص لا يذكرون أبدأ أنهم قدموا من مصر خوفا من إعادة ترحيلهم بسبب توقيع تلك الدول لاتفاقيات إعادة المهاجرين إليها، ولذلك يؤكد الكثير من المهاجرين أنهم قدموا من السواحل الليبية حتى أن بعضهم يؤكد أنه من جنسية أخرى غير المصرية.
الخبير محمد الكاشف في مجال الهجرة واللجوء قال إنه "على الرغم من التصريح الحماسي لوزير الخارجية المصري المشابه لتصريح السيسي الإثنين 13 مارس في أحد مؤتمرات الأمن بميونيخ بأن مصر وصلت إلى صفر مراكب هجرة، إلا أن الحقيقة هي أن الأعداد تراجعت فقط لكن الهجرة عبر السواحل المصرية لم تتوقف".
ويشير الكاشف لموقع (DW) إلى أن تدهور الأوضاع الاقتصادية في مصر وخصوصا في الأعوام الأخيرة جعل كثيرين يفقدون الأمل ويتخذون قرارهم بالهروب إلى أوروبا عبر البحر.
وفي أكتوبر 2021، كرر السيسي حديثه عن منع مصر موجات الهجرة غير المنظمة التي كانت تخرج من بلاده سابقا باتجاه أوروبا، في سياق مطالبته الدول اﻷوروبية بمزيد من الدعم لمصر، وللدول التي تعاني من أوضاع غير مستقرة تؤدي لهجرة مواطنيها، مستخدما هذا الطرح في الدفاع عن أوضاع حقوق الإنسان المتردية في مصر بحسب ما نشر موقع مدى مصر.
وأشار الكاشف إلى أن هجرة المصريين إلى ليبيا لم تتوقف خلال السنوات الماضية وأن هذا الأمر مستمر، لكن في عام 2022 بدا أن أعداد المصريين الذين يتخذون طريق البحر آخذة في الزيادة بشكل مضطرد.
وأوضح أن البحرية المصرية تعد أحد أقوى الأسلحة من نوعها في البحر المتوسط وربما في العالم إلا أن الإمكانيات القتالية لا تصلح في مثل هذه المواقف لأن هذا هو دور حرس الحدود إلا أن إمكانياته فقيرة ما دفع الاتحاد إلى صرف 80 مليون يورو لمصر لرفع كفاءة حرس الحدود وخفر السواحل.
وبحسب تقرير لوكالة الاتحاد الأوروبي للهجرة والذي صدر في يوليو 2022 ويتحدث عن الفترة من مارس 2022 إلى يونيو 2022 فإنه في مارس 2022 ، وصل عدد المصريين المتقدمين للحصول على اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي إلى أعلى مستوياته منذ 2014 على الأقل، وبالنسبة للربع الأول من عام 2022 كانت 24٪ من القرارات المتعلقة بطلبات المصريين إيجابية وافقها في الغالب قرارات بالحماية المؤقتة.