في ذكراها 12.. سوريون يتظاهرون رفضا لتطبيع تركيا – الأسد والأخير يفرض شروطا

- ‎فيعربي ودولي

خرجت الجمعة 17 مارس مظاهرات ضخمة في مدن وبلدات الشمال السوري المحرر إحياء للذكرى الثانية عشر للثورة السورية، ضمن تجديد لجمعة 10 مارس “نموت ولا نصالح الأسد” مؤكدة ثباتها على مبادئ الثورة السورية ورفض التقارب التركي مع نظام الأسد المجرم.

وامتدت المظاهرات الحاشدة الممتدة لليوم الثالث على التوالي لمدن وبلدات الأتارب – إعزاز -عفرين- مارع – الباب – سوسيان – جرابلس – أختربن – دابق بريف حلب الشمالي والشرقي، مؤكدين في المظاهرات على الاستمرار في الثورة السورية إلى حين تحقيق أهدافها.

وانطلقت في مناطق عدة بريف إدلب والمدينة، منها مدن “كفرتخاريم – الدانا – سرمدا – أطمة – معرة مصرين – أريحا – سلقين – حارم” بريف إدلب.

كما خرجت أيضا المظاهرات في  دارة عزة والراعي بريف حلب وتفتناز بريف إدلب وتل أبيض بريف الرقة.

وخرج الأحرار في الباب بقوة احتفالا بذكرى انطلاق ثورة الحرية والكرامة، وللتأكيد على أهدافها في إسقاط عصابة الأسد.

بدوره أثنى الائتلاف الوطني السوري وعبر عن فخره بصمود الشعب السوري وثباته على أهدافه بمناسبة الذكرى الثانية عشرة للثورة السورية.

وقال بيان الائتلاف الوطني إن “الصيحات الأولى التي صدحت عام 2011 تتجدد الآن في يومنا بمطالب واضحة وهي إسقاط هذا النظام، ومحاكمته والوصول إلى دولة الحرية والكرامة والعدالة”.

وأضاف أن السوريين يحيون ذكرى الثورة رغم الجراح والتضحيات، ليجددوا العهد بالثبات حتى النصر والثأر للشهداء وفك المعتقلين، ليسدل الستار على عام جديد لم يكتب فيه النصر، ولكن الثائرين استطاعوا تحقيق مكاسب عظيمة وتنظيم صفوفهم أكثر، وإيجاد آليات عمل فاقت توقعات العالم وأثبتت جدارتهم بقيادة سوريا.

وأشرف الائتلاف الوطني الذي يرفض التطبيع بين تركيا والأسد على تشكيل الكلية العسكرية وانطلاقها نجاحا كبيرا لصالح الثورة السورية التي باتت أكثر تنظيما من الناحية العسكرية، وخرجت أولى دفعاتها متجاوزة كل الصعاب والتحديات، لتضع اللبنة الأولى في تشكيل جيش قادر على تحرير الأرض وطرد الغزاة”.

وقبل يومين خرجت مظاهرات في مناطق عدة في محافظتي حلب وإدلب الأربعاء 15 مارس، إحياء للذكرى الثانية عشر لانطلاق الثورة السورية.

الأسد يشترط لعقد أي لقاء مع أردوغان

وكان وزراء دفاع تركيا وروسيا والنظام السوري اجتمعوا الجمعة 10 مارس في موسكو، وقال بشار الأسد مساء الخميس 16 مارس إنه “لن يلتقي نظيره التركي رجب طيب أردوغان إلا إذا سحبت تركيا قواتها من شمال سوريا، وعاد الوضع إلى ما كان عليه قبل الثورة السورية”.

وتمثل تركيا أكبر حليف عسكري وسياسي للمعارضة السورية التي تسيطر على آخر معاقلها في شمال غربي سوريا، وأسست أنقرة عشرات القواعد العسكرية ونشرت آلاف الجنود في شمال سوريا، مما حال دون استعادة الجيش السوري المدعوم من روسيا السيطرة على المنطقة.

وزعم الأسد الذي يزور موسكو لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مقابلة مع محطة “سبوتنيك” الروسية، إنه لا جدوى من الاجتماع حتى تنهي تركيا ما أدعاه “الاحتلال غير الشرعي”.

وأضاف أن على تركيا وقف دعم الإرهاب، في إشارة إلى المعارضة التي تسيطر على مناطق شمالي سوريا، وبعضها يتلقى تدريبا ودعما من تركيا، اللافت إقرار الأسد في المقابلة بالدور الذي اضطلعت به روسيا في تشجيع التقارب بينه وبين أردوغان، وأشار إلى أن وجود القوات الروسية في سوريا أمر مشروع لأن حكومته طلبت دعم موسكو.

أردوغان إخواني

ومن أبرز ما أدعاه الأسد لسبتونيك رأيه، حول إن كانت هنالك في وقت من الأوقات علاقة صداقة عائلية بين الرئيس الأسد وأردوغان، فما الذي حدث؟
إلا أن المجرم بشار الأسد أجاب أن أردوغان هو شخص إخواني ينتمي للإخوان المسلمين بشكل عميق وبشكل معلن وهو لا يخفي هذه الحقيقة، والشخصية الإخوانية أو الإخوان المسلمون بشكل عام يسعون لشيء وحيد هو الوصول إلى السلطة ويستخدمون الدين من أجل الوصول إلى السلطة، لا يستخدمون الدين من أجل إصلاح المجتمع أو نشر المحبة بين الناس أبدا، لا تعنيهم هذه الأمور.
 

ولكنه عند سؤاله عن الحوار زعم أن ” هذا يعتمد على تفاصيل الحوار بيننا وبينهم، في هذه الحالة لابد من الفصل بين المشاعر الشخصية والمصلحة الوطنية، المصلحة الوطنية هي الأهم فإذا كان هناك أي لقاء مع أي طرف هو أو غيره يحقق مصلحة سورية وينهي الحرب ويوقف نزيف الدماء فمن الطبيعي أن نسير في اتجاهه، هذا الشيء غير قابل للنقاش”.

سنوات 12

وخلال السنوات الـ 12 خلفت دمار أكثر من 80 بالمئة من البنية التحتية، وأسفرت عن ارتقاء أكثر من نصف مليون شخص بفعل آلة الإجرام الأسدية بينهم 27 ألفا من النساء ونحو 28 ألف طفل، كما بلغ عدد اللاجئين نحو 6 ملايين توزعوا في أصقاع العالم، ونحو 11 مليون نازح، والمعتقلين مأساة سورية حيث فاقوا الـ 200 ألف، بينهم أكثر من 3600 طفل و8470 امرأة.

خريطة الانتشار

لم تتغير خرائط السيطرة في العام الثاني عشر من عمر الثورة السورية فبعد حملة الروس على الشمال المحرر عام 2020 توقفت العمليات القتالية بشكل نسبي، واقتصرت على عمليات التسلل للعدو التي كانت تفشل في معظمها وغالبا ما كان يقع في صفوف العصابات خسائر جسيمة.

وقال محللون إن “عصابات الأسد ليست قادرة على خوض معارك إضافية في ظل انشغال المحتل الروسي بالحرب الأوكرانية، بالإضافة للنزيف البشري الذي تتعرض له في مناطق يفترض أنها تسيطر عليها كدرعا وبادية دير الزور، ناهيك عن عدم امتلاك قرار المعركة من قبل الأسد، فالقرار أضحى بيد المحتل الروسي الذي لم يستطع إلى الآن الخروج من المستنقع الأوكراني.

تمدد إيراني

وقال المحللون إن “الوجود الروسي العسكري تراجع إثر خسائره المتلاحقة في أوكرانيا، واضطر إلى تقليص قواته في سوريا بعد خسارة جنرالات مهمة وذات باع طويل في الحروب أثناء الحرب الأوكرانية، بالإضافة إلى سحب منظومات دفاعية كان قد نصبها في سوريا، فأسال ذلك لعاب المحتل الإيراني الذي رأى في ذلك فرصة لا تفوت لتوسيع نفوذه في بوادي الجزيرة العربية وحلب، بل وحتى المنطقة الوسطى والعاصمة دمشق، وذلك بعد استلام عدة مناطق ومعسكرات من المحتل الروسي”.

ضربات الاحتلال الصهيوني

وشهد العام الفائت 2022 تكثيف الضربات الإسرائيلية على مواقع عصابات الأسد والميليشيات الإيرانية فبلغت نحو 40 غارة خلفت نحو 100 قتيل وأكثر من 125 جريحا، كما استهدفت أنظمة دفاع جوي وشحنات أسلحة ومواقع تصنيع للصواريخ وتطويرها، وأبرز المناطق المستهدفة كانت مطار حلب وخروجه عن الخدمة، ومحيط مدينة مصياف غرب حماة ومواقع في العاصمة وحولها، أيضا شهد هذا العام تصريح المحتل الإيراني عن إدخاله منظومة دفاع جوي منذ أسابيع وتدعى منظومة “خرادار”، وفي ذات السياق استهدف التحالف الدولي في سابقة جديدة مقرا للميليشات الإيرانية بدير الزور قبل أيام يحوي ذخيرة وأسلحة، وذلك بعد إقرار أمريكا قانونا لمحاربة صناعة مخدرات الأسد وتجارتها.

آخر التطورات
ومن المقرر أن يجتمع دبلوماسيون من إيران وروسيا وتركيا وسوريا في موسكو هذا الأسبوع تمهيدا لاجتماع وزراء خارجية هذه الدول، وفق ما ذكرت وسائل إعلام تركية.

وأقام الرئيس رجب طيب أردوغان وبشار الأسد علاقات ودية في العقد الأول من القرن الـ21 بعد سنوات من الخلافات بين بلديهما.

لكن قمع النظام السوري للثورة التي اندلعت في مارس 2011 أدى إلى دخول البلاد في حرب أهلية وتّرت العلاقات مجددا بين دمشق وأنقرة التي دعمت فصائل معارضة للأسد.

وفي نهاية ديسمبر التقى وزيرا الدفاع التركي والسوري في موسكو بحضور نظيرهما الروسي للمرة الأولى منذ عام 2011.