أول مهاجر مسلم يتولى المنصب.. هل يقود حمزة يوسف إسكتلندا للاستقلال عن بريطانيا؟

- ‎فيعربي ودولي

يتولى حمزة يوسف، اليوم الأربعاء، منصبه رسميا بعد أن أعلن الحزب الوطني الإسكتلندي فوز "يوسف" البالغ من العمر 37 عاما، برئاسة وزراء إسكتلندا، وقالت هيئة "البي بي سي"، إن "يوسف تمكن من هزيمة المرشحين وزيرة المالية كيت فوربس، ووزيرة سلامة المجتمع السابقة آش ريجان، في اقتراع بين أعضاء الحزب، حيث حصل على 52.1% من الأصوات، فيما حلت فوربس ثانيا بحصولها على 47.9 %، وريجان ثالثا بحصولها على 11.1 %".

وأشارت تقارير إلى أن يوسف، أصبح أصغر رئيس وزراء في إسكتلندا يتولى هذا المنصب، كما أنه أول رئيس وزراء من أصول مهاجرة ومسلمة.

وكتب حمزة يوسف على "تويتر" أنه قضى الليلة الأولى بعد التصويت البرلماني اليوم مع عائلته في "بيوت هاوس"، وهو منزل رئيس وزراءإسكتلندا، وأضاف: "لحظة خاصة، إمامة عائلتي في الصلاة في "بيوت هاوس"، كما هو معتاد بعد الإفطار معًا".
وقال متابعون إن "حمزة هارون يوسف أول مسلم من آسيا الجنوبية وأول عضو آسيوي في الحكومة الإسكتلندية ووزير سابق ممثل للحزب الإسكتلندي القومي الذي يطالب بالاستقلال عن المملكة المتحدة ينتخب رئيسا للحزب بعد فوزه على المحافظة كيتي فوربس ٥٢/٤٨ في انتخابات الحزب الرئاسية".

هل هو منزوع الدسم؟!
واعتبر مراقبون أن حمزة يوسف الذي يصوم رمضان ويقدم نفسه أنه مسلم متدين، ويريد تفكيك بريطانيا بالحصول على استقلال إسكتلندا، صدمت آراؤه المسلمين حيث يؤيد زواج "المثليين" ويدعم قانون تغيير الجنس، لا سيما بعد استعمال الحكومة البريطانية حق النقض (الفيتو) لإسقاط قانون أقرته حكومة نيكولا ستورجن الذي يسمح للأطفال في سن 16 عاما بتغيير جنسهم دون موافقة الوالدين ودون موافقة طبية".

وسبق أن حكمت المحكمة العليا في بريطانيا بأنه ليس من حق الحكومة الإسكتلندية إجراء استفتاء على الاستقلال من دون الحصول على موافقة مسبقة من الحكومة البريطانية، ولكن مسألة زواج المثليين أكثر إشكالية للسياسي المسلم والذي يصدم أيضا كثير من المسيحيين المحافظين.
منافسته الخاسرة كيت فوربس كانت تقف على النقيض من ذلك تماما، حيث أعلنت صراحة أنها لا تؤيد زواج الأشخاص من الجنس نفسه، وكذلك ترفض فكرة الإنجاب خارج إطار الزواج.

وقال يوسف "لا ينبغي أن يعارض زعيم الحزب الوطني الإسكتلندي زواج المثليين".

وأضاف  "أنا لا أوافق على هذا الرأي أن الجنس المثلي خطيئة، ويضيف وزير الصحة الإسكتلندي أن إيمانه لا يعني أنه غير قادر على اتخاذ قرار بشأن التشريع "أنا مؤيد للزواج المثلي".

وتابع "اسمحوا لي بأن أتطرق إلى جوهر المشكلة التي تسألني عنها، أنا مسلم، أنا شخص يفتخر بإيماني وأصوم رمضان، لكن ما لا أفعله هو استخدام إيماني كأساس للتشريع، ما أفعله كممثل، كقائد، بصفتي عضوا في البرلمان الإسكتلندي، هو تقديم السياسة ومتابعتها في مصلحة البلد".

وقال  "سأكذب على مشاهديك إذا قلت، الجميع يعرف ما هو الموقف من الإسلام السائد (حسب تعبيره) في هذا الصدد". لكن السؤال هو، هل يستخدم الناس أساس إيمانهم كشرع؟ لم أفعل ذلك، ولن أفعل ذلك لأنني لا أعتقد أن هذه مهمة المشرعين أو صانعي السياسات".

وأضاف يوسف أيضا "لا يمكنني تغيير ما هو موجود في الكتاب المقدس، في مقابلة مع "إل بي سي" ومع ذلك، أشار النقاد إلى أنه غاب عن التصويت الرئيسي في البرلمان الإسكتلندي بشأن تقنين زواج المثليين في عام 2014.

وقال حمزة يوسف إن "غيابه عن التصويت على المساواة على  زواج المثليين يتم التركيز عليه لأسباب سياسية" موضحاً أن سبب غيابه آنذاك يعود إلى اجتماع مهم مع الحكومة الباكستانية، علاوة على ذلك، يشير يوسف إلى أنه كان يحاول نقل مواطن إسكتلندي محكوم عليه بالإعدام إلى إسكتلندا.

وقال الناشط حمزة حراحشة "حمزة يوسف ومن على شاكلته مثال حي على الإسلام الليبرالي وهو إسلام منزوع الدسم بلا أي مبدأ ولا يحمل من الإسلام الا اسمه وهو في الواقع أخطر ما يهدد ويفتن المسلمين عن دينهم، يقنعونهم أن الإسلام حركة تحررية كالشيوعية أو طقوس تلمودية كالبوذية".
 

استقلال إسكتلندا

بدوره، أعرب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، عن تطلعه للعمل مع زعيم الحزب الوطني الإسكتلندي الجديد حمزة يوسف، لكنه عبر عن رفضه الدعوة التي أطلقها الأخير لإجراء استفتاء جديد على الاستقلال عن المملكة المتحدة.

وقال متحدث باسم سوناك للصحفيين إن الإسكتلنديين وكلّ البريطانيين يريدون من السياسيين أن يركزوا على القضايا التي تهمهم أكثر من أي شيء آخر، خفض التضخم ومعالجة ارتفاع مستوى المعيشة وتراكم عمل المستشفيات.

كان حمزة يوسف، فاز بالسباق ليصبح الوزير الأول رئيس الوزراء، خلفا لنيكولا ستورجن التي أعلنت تنحيها الشهر الماضي.

وقالت وسائل إعلام بريطانية، إن "حمزة يوسف سيصبح أول مسلم يقود حزبا كبيرا في المملكة المتحدة، وسيكون أول زعيم ينحدر من أقلية عرقية في حكومة مفوضة من المملكة المتحدة، وهي خطوة ستجعله رئيسا للحكومة بعد تصويت البرلمان".

وقال حمزة يوسف بعد إعلانه رئيسا للحزب، في كلمة من ملعب مورايفيلد في إدنبرة، متحدثا عن جدية المهاجرين من باكستان في ستينيات القرن الماضي "كمهاجرين لم يعرفا سوى كلمة واحدة باللغة الإنكليزية، لم يتخيلا في أحلامهم الجامحة أن حفيدهما سيكون يوما ما على أعتاب أن يصبح الوزير الأول لإسكتلندا".

وأضاف "يجب أن نفخر جميعا بحقيقة أننا أرسلنا اليوم رسالة واضحة، مفادها أن لون بشرتك أو إيمانك لن يقفا عائقا أمام قيادة البلد الذي نطلق عليه جميعا كلمة وطن".

وهذه المرة الأولى التي يصبح فيها رؤساء وزراء بريطانيا وإسكتلندا وإيرلندا من أصول جنوب آسيوية.

وولد حمزة يوسف عام 1985، ونشأ في إسكتلندا، وتلقى تعليمه في المدارس الخاصة، وتحديدا مدرسة هوتشسونس، ما فتح له المجال لاحقا في عالم السياسة، ليلتحق في دراسته الجامعية بجامعة جلاسكو، وحصل على البكالوريوس ثم الماجستير في العلوم السياسية.

وهاجر والد يوسف، إلى جلاسكو عاصمة إسكتلندا مع عائلته في عام 1964. كما انتقلت والدته، المولودة في كينيا لعائلة من أصول جنوب آسيوية، إلى إسكتلندا عام 1968.
في عام 2019، تزوج يوسف من نادية النخلة، وهي إسكتلندية من أصل فلسطيني، ويعيش والدها وشقيقها في قطاع غزة، وأنجب منها طفلة واحدة، وكان متزوجا من عضو اللجنة التنفيذية في الحزب الوطني الإسكتلندي السابق جيل ليثجوي بين عامي 2010 و2017.

وسبق أن أبدى يوسف مخاوفه على عائلة زوجته، بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، وفي عام2021، كتب على تويتر "كانت الزوجة تغرق في البكاء طوال الليل، يعيش شقيقها في غزة مع زوجته وأطفاله الثلاثة الصغار، يخبرنا أنها تمطر صواريخ ".

وفي عام 2015، بصفته وزيرا للشؤون الخارجية في إسكتلندا، اتهم حكومة المملكة المتحدة بمنعه من زيارة غزة لمعرفة تأثير 500 ألف جنيه إسترليني، من المساعدات الحكومية الإسكتلندية المرسلة إلى المنطقة.

وكتب في رسالة إلى وزير الخارجية آنذاك فيليب هاموند "أجد أنه من المخيب للآمال والمحبط أن وزارة الخارجية تمنع الوزراء الإسكتلنديين من زيارة المشاريع الإنسانية في غزة".
ونشط حمزة يوسف خلال الجامعة في العمل الطلابي، وسبق أن ترأس جمعية الطلبة المسلمين، وعضوية اتحاد الطلبة في الجامعة، وشارك مع الطلبة في العديد من الأنشطة العامة باسم الطلاب المسلمين في جلاسكو، كما شارك في أعمال الجمعيات الخيرية، وتطوع بإحدى الإذاعات المحلية، في أعمال جمع التبرعات للمحتاجين وطالبي اللجوء.