ألغت خطة شارون لفك الارتباط مع غزة .. هل تجرؤ إسرائيل على إعادة احتلال القطاع والعودة لمستوطنات 2005؟

- ‎فيعربي ودولي

بالتزامن مع قرار إسرائيل يوم 21 مارس 2023 إلغاء خطة فك الارتباط التي أدت للانسحاب من غزة، و4 مستوطنات في الضفة الغربية، قالت وزيرة الاستيطان والمهام الوطنية، أوريت ستروك، للقناة السابعة الإسرائيلية إن "المستوطنات التي انسحبت منها تل أبيب في قطاع غزة عام 2005 جزء من أرض إسرائيل، وسيأتي اليوم الذي نعود فيه إليه" حسب زعمها. الوزيرة، وهي من حزب "الصهيونية الدينية" المتطرف الذي ينتمي إليه إيتمار بن غفير، قالت إن "المرحلة المهمة اليوم هي العودة إلى شمال الضفة" معترفة أن محاولة العودة لغزة ستشمل تضحيات كثيرة، وتأتي المصادقة على القانون، بعد 18 عاما من خروج المستوطنين من "غوش قطيف" وهي كتلة استيطانية أقامتها إسرائيل جنوبي قطاع غزة، و4 مستوطنات في شمالي الضفة، هي "غانيم" و"كاديم" و"حوميش" و"سانور" وفك الارتباط هي خطة إسرائيلية أحادية الجانب نفذتها حكومة رئيس الحكومة الأسبق، أريئيل شارون، في 16 أغسطس 2005، وأخلت بموجبها مستوطنات غزة، ومستوطنات الضفة، موافقة اللجنة الوزارية الإسرائيلية على إلغاء خطة فك الارتباط الأحادية الجانب التي نفذتها عام 2005 وبموجبها انسحبت من غزة، أثار تساؤلات حول هل يعني ذلك تفكير الجيش الإسرائيلي في إعادة اجتياح القطاع واحتلاله؟ والأهم هل يجرؤ أو يقدر؟ قبل 17 عاما، أضطر شارون للانسحاب من غزة نتيجة معركة أيام الغضب التي فشل فيها الاحتلال تحقيق أهدافه بمنع الصواريخ وعمليات المقاومة التي تُطلق من قطاع غزة تجاه المستوطنات الواقعة فيما يُسمى غلاف غزة، حينئذ شكلت المقاومة الفلسطينية ضغطا كبيرا على الاحتلال في العامين السابقين للانسحاب، ما دفعه لاتخاذ قرار الانسحاب، وذلك بفعل ما سُمي بحرب الأنفاق التي استهدفت مواقع عسكرية للجيش في القطاع، كانت المقاومة في ذلك الحين أضعف مما هي عليه الأن ولا تمتلك صواريخ بعيدة المدى تدك تل أبيب ومدنا إسرائيلية هامة، ولا تمتلك جيشا مدربا منظما استشهاديا، ومع هذا انسحاب شارون وهو المشهور بالجزار، فهل يقدر نتنياهو ومتطرفو حكومته؟ هل يعود الاحتلال؟ من الناحية النظرية يعني إلغاء الخطة، إمكانية عودة الاحتلال لغزة، ولكن إلغاء قانون فك الارتباط هدفه استعادة احتلال وبناء المستوطنات الأربع في شمال الضفة أولا، وربما تهديد غزة بالمصير نفسه لاحقا، حسبما يقول محللون ومراقبون فلسطينيون. واحتلت إسرائيل قطاع غزة خلال حرب يونيو عام 1967، بعد أن استولت عليه من مصر التي كانت تديره منذ نكبة 1948، ليظل القطاع تحت الاحتلال مدة 38 عاما، وفي 11 فبراير 2021، قال قائد كبير في الجيش الإسرائيلي لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن "حماس لديها 30 ألف رجل و7 آلاف صاروخ وعشرات الطائرات بدون طيار، و300 صاروخ مضاد للدبابات و100 صاروخ مضاد للطائرات، وأكد أن لديها، بخلاف حركات المقاومة الأخرى خصوصا الجهاد، جيشها البالغ قوامه حوالي 30 ألف رجل، من بينهم 400 كوماندوز بحري تلقوا تدريبات ومعدات متطورة لتنفيذ عمليات بحرية، حسب المصدر الإسرائيلي، ربما لهذا استدعت الخارجية الأمريكية، في خطوة غير معتادة بين البلدين، يوم 21 مارس 2023، سفير إسرائيل لدى واشنطن، مايكل هرتسوغ، وانتقدت سماح الكنيست بالعودة إلى 4 مستوطنات تم إخلاؤها عام 2005 شمالي الضفة الغربية، وقالت نائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان للسفير الإسرائيلي أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من إلغاء قانون فك الارتباط لعام 2005 ووصفت الولايات المتحدة هذه الخطوة بـ "الاستفزاز" وانتهاك الالتزامات التي تعهدت بها الحكومة الإسرائيلية للولايات المتحدة، بحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي 22 مارس 2023. لكن نتنياهو أدعى في بيان لمكتبه، ردا على الاستدعاء الأمريكي، أن "قرار الكنيست بإلغاء أجزاء من قانون فك الارتباط يضع نهاية لقانون تمييزي ومهين يمنع اليهود من العيش في مناطق في شمال الضفة، إذا أصر على بناء المستوطنات، ومع هذا قال في بيانه أن حكومته لا تعتزم إقامة مستوطنات جديدة". قال لأميركا إنه "ليس صدفة أن مسؤولين كبار في المعارضة أيدوا القانون طوال إجراءات تشريعه" وهي ملاحظة هامة تبين كيف يتفق من يسممون أنفسهم الليبراليون والمعتدلون في المعارضة مع المتطرفين الدينيين في حكومة نتنياهو فيما يخص احتلال أراضي فلسطين، بالطبع لا يقدر الصهاينة على تنفيذ تهديدهم باحتلال غزة الأن بعدما امتلكوا ناصية القوة وباتت عنصر توازن ردع مع الاحتلال لكن السياسات الصهيونية التي يتبناها الإرهابيون الصهاينة الجديد في الائتلاف الحكومي تنطلق من استعادة كل المستوطنات التي تخلو عنها ودفن اتفاقات أوسلو مع الفلسطينيين وجعل قرارهم بالعودة لمستوطنات غزة سلاح تهديد في وجه حماس. لكن رب ضارة نافعة، وتنقلب هذه السياسات والتهديدات على الاحتلال وتتحول سياساتهم إلى وبال عليه حين يشعلون الصراع مع غزة والضفة والقدس في وقت واحد.