قالت وكالة بلومبرج إن "قيمة الجنيه المصري تباعدت في السوق السوداء المحلية للدولار الأمريكي عن سعر الفائدة الرسمي للبنك، وسط تكهنات بأن الدولة التي تعاني من ضائقة مالية قد تخفض قيمتها للمرة الرابعة منذ مارس 2022".
وأضافت الوكالة أن "الجنيه كان يُتداول بين حوالى 35.5-36 للدولار في السوق الموازية الخميس، بحسب عدد من التجار، ويقارن ذلك بسعر نحو 30.9 في بنوك الدولة الواقعة في شمال أفريقيا".
وأوضحت أن مصر تشهد ضغوطا متزايدة على الجنيه في الوقت الذي تكافح فيه لتأمين التدفقات الخارجية إلى سوق الدين المحلية والاستثمار الأجنبي المباشر، بما في ذلك من الخليج، وفقدت العملة بالفعل نحو نصف قيمتها في الأشهر ال 12 الماضية، مع تخفيف السيطرة على سعر الصرف كشرط رئيسي لصفقة قرض بقيمة 3 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي.
وقبل أقل من شهر، كان الجنيه يتداول عند نحو 33.5 مقابل الدولار في السوق السوداء مقابل سعر رسمي قدره 30.73.
وأشارت الوكالة إلى أنه في سوق العقود الآجلة غير القابلة للتسليم، يقوم المتداولون أيضا بالتحوط ضد احتمال حدوث انخفاض حاد في الجنيه، انخفض عقد العملة لمدة ثلاثة أشهر يوم الخميس إلى أكثر من 35 مقابل الدولار للمرة الأولى، قبل ساعات فقط من الموعد المقرر لإعلان البنك المركزي عن قراره الأخير بشأن سعر الفائدة.
رفع أسعار الفائدة 200 نقطة أساس
وفي السياق رفعت لجنة السياسة النقدية سعر الفائدة على الودائع بمقدار 200 نقطة أساس إلى 18.25٪ وسعر الإقراض إلى 19.25٪ حسبما ذكرت في بيان يوم الخميس، وتوقع جميع الاقتصاديين ال 11 الذين شملهم استطلاع بلومبرج زيادة باستثناء واحد على الرغم من انقسامهم بشأن الحجم.
وقالت بلومبرج إن "الزيادة الكبيرة في تكاليف الاقتراض تأتي في الوقت الذي سجلت فيه أسعار الغذاء المصرية رقما قياسيا، مما زاد من الضغط على المستهلكين في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من 104 ملايين نسمة، حيث يعيش نصفهم تقريبا تحت خط الفقر أو بالقرب منه، التضخم العام في أعلى مستوياته منذ أغسطس 2017.
وفاجأ البنك المركزي بترك أسعار الفائدة دون تغيير الشهر الماضي، قائلا إنه "يقيم تأثير 800 نقطة أساس من الزيادات في عام 2022 ويستهدف التضخم بنسبة 7٪ ، زائد أو ناقص 2 نقطة مئوية ، بحلول الربع الرابع من العام المقبل".
وتسارع التضخم بشكل أسرع من المتوقع في فبراير إلى 31.9٪ سنويا، ويعكس هذا الرقم ثلاثة تخفيضات في قيمة الجنيه بعد أن دفع الغزو الروسي لأوكرانيا مصر، وهي مستورد رئيسي للغذاء، إلى أزمة اقتصادية وتسبب في أزمة في النقد الأجنبي.
https://www.bloomberg.com/news/articles/2023-03-30/egypt-pound-dips-further-on-black-market-amid-devaluation-fears#xj4y7vzkg