“كلب الأسيرة الإسرائيلية”.. فرق بين إنسانية حماس وإجرام الاحتلال

- ‎فيتقارير

 في مشهد لافت أثار اهتماما عالميا، ظهرت إحدى المحتجزات الإسرائيليات وهي تحمل كلبها، أثناء قيام كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد، بتسليم المحتجزين الإسرائيليين إلى الصليب الأحمر مساء الثلاثاء 28 نوفمبر.

وظهرت المحتجزة الإسرائيلية وهي تسير بين اثنين من مقاتلي القسام وتحمل كلبا في يدها.

وظهرت المحتجزات الإسرائيليات اللاتي تم الإفراج عنهن حتى الآن ضمن صفقة تبادل الأسرى، بصحة جيدة، وبدا عليهم الامتنان للمقاومة الفلسطينية، بل نشرت العديد منهن شهادات شكر وتقدير للمقاومة الفلسطينية التي حافظت عليهن وعاملتهن معاملة إنسانية.

بينما  شاهد العالم إطلاق النار والرصاص والقنابل المضيئة وقنابل الدخان والغاز أثناء الإفراج عن المحررات والأسرى الفلسطينيين، بل والاعتداء على أهاليهم ومنع تواجد مهنئين للأسر، والاعتداء البدني على الصحفيين والإعلاميين، في مشهد كاشف للتوحش الصهيوني، وعدم احترام أية قواعد وحقوق إنسانية لأحد.

ويشهد قطاع غزة منذ صباح الجمعة،  ثم مددت يوما إضافيا مساء الأربعاء، تتضمن وقفا لإطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، بموجب وساطة قطرية مصرية أمريكية.

 

ابتسامات وتلويح بالوداع

وأثارت عمليات تسليم الإسرائيليين ومزدوجي الجنسية المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية الدهشة لدى المجتمع الغربي والإسرائيلي، من التعامل الحسن مع الرهائن، فقد ظهروا أمام الكاميرات بصحة جيدة ويرتدون ملابس مرتبة، وظهرت فتيات وسيدات يبتسمن لعناصر المقاومة ويلوحن لهم بالود والتودد.

وأظهرت الصور والفيديوهات التي نشرت أثناء تنفيذ الدفع الأولى من تبادل الأسرى والرهائن، مشاعر الود أثناء الوداع وظهر عنصر من حماس يحمل سيدة مسنة كما لو أنها جدته إلى أن أجلسها على كرسي داخل سيارة، ويترفق بطفل صغير يرتدي ثيابا زاهية كأنما يسكب عليه حنان الأبوة.

 

وأعلنت مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي، في أكثر من بيان، بعد وصول المحتجزين إلى منازلهم، أنهم جميعهم في وضعية صحية جيدة، كما ظهر أثناء تسليم المحتجزين الإسرائيليين للصليب الأحمر، ظهرت عناصر الفصائل الفلسطينية يربتون على الأطفال ويترفّقون بالمسنين.

 

كما عبرت الأسيرة الإسرائيلية ليفشيتس (85 عاما) وهي من المستوطنة الزراعية نير عوز كانت هي ورفيقتها المسنة نوريت كوبر محتجزين في غزة، قبل أن تفرج عنها لدوافع إنسانية، عن تقديرها لمعاملة الفصائل معها أثناء احتجازها.

 

شهادات مهمة

وفاجأت ليفشيتس الجميع خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب بعد إطلاق سراحها، حيث قالت: “لقد تعاملوا معنا بود وعناية، ووفروا لنا الطعام والدواء، وأحضروا لنا طبيبا لفحصنا ومضمدا لمتابعة وضعنا الصحي ومعالجة من أصيب منا بجراح”.

 

أسيرة تودع المقاومة

وقبل أسابيع تحدثت أسيرة إسرائيلية أفرجت عنها الفصائل عن المعاملة الحسنة، قائلة: “كانوا ودودين معنا وعالجوا رجلا كان مصابا بشكل سيئ في حادث دراجة، كان هناك ممرض يعتني به وأعطاه الأدوية والمضادات الحيوية”.

وأثارت تصريحات المحتجزين الإسرائيليين ضجة في مختلف الأوساط الإسرائيلية التي وجهت انتقادات شديدة اللهجة إلى حكومة بنيامين نتنياهو وتعاملها مع ملف الأسرى والمفقودين، وإدارتها الفاشلة لهذا الملف، على حد وصفها.

 

ملكة غزة

ونشرت الفصائل الفلسطينية، صورة لرسالة شكر كتبتها لهم إحدى المحتجزات السابقات في قطاع غزة، أثنت فيها على إنسانيتهم في تعاملهم مع طفلتها، التي اعتبرت نفسها “ملكة في غزة”.

وأطلقت حماس سراح السيدة دانيال وابنتها إيميليا ضمن الدفعة الأولى من عملية تبادل الأسرى مع إسرائيل، في اليوم الأول للهدنة المؤقتة، وكتبت المحتجزة الرسالة بتاريخ 23 نوفمبر الحالي، أي عشية التبادل ووقعتها باسمها واسم ابنتها.

 

رسالة دانيال

وقالت دانييل ألوني، فى رسالتها لمقاتلي كتائب القسام: “للجنرالات الذين رافقوني في الأسابيع الأخيرة يبدو أننا سنفترق غدا، لكنني أشكركم من أعماق قلبي على إنسانيتكم غير الطبيعية التي أظهرتموها تجاه ابنتي إميليا، كنتم لها مثل الأبوين، دعوتموها لغرفتكم في كل فرصة أرادتها، هي تعترف بالشعور بأنكم كلكم أصدقاؤها ولستم مجرد أصدقاء، وإنما أحباب حقيقيون جيدون”.

 وأضافت “شكرا شكرا شكرا على الساعات الكثيرة التي كنتم فيها كالمربية، شكرا لكونكم صبورين تجاهها وغمرتموها بالحلويات والفواكه وكل شيء موجود حتى لو لم يكن متاحا، الأولاد لا يجب أن يكونوا في الأسر، لكن بفضلكم وبفضل أناس آخرين طيبين عرفناهم في الطريق، ابنتي اعتبرت نفسها ملكة في غزة. وبشكل عام تعترف بالشعور بأنها مركز العالم”.

 

وتابعت الأسيرة الإسرائيلية في رسالتها الموقعة باسمها واسم ابنتها: “لم نقابل شخصا في طريقنا الطويلة هذه من العنصر وحتى القيادات إلا وتصرف تجاهها برفق وحنان وحب، أنا للأبد سأكون أسيرة شكر لأنها لم تخرج من هنا مع صدمة نفسية، للأبد سأذكر لكم تصرفكم الطيب الذي منح هنا بالرغم من الوضع الصعب الذي كنتم تتعاملون معه بأنفسكم والخسائر الصعبة التي أصابتكم هنا في غزة”.

 

واختتمت رسالتها: “يا ليت أنه في هذا العالم أن يقدر لنا أن نكون أصدقاء طيبين حقا، أتمنى لكم جميعا الصحة والعافية، صحة وحب لكم ولأبناء عائلاتكم، شكرا كثيرا، دنيال وإميليا”.

 

وإجمالا، فإنه على عكس سلوكيات الاحتلال الإسرائيلي الوحشية الفاشية الإجرامية لإبادة الشعب الفلسطيني، ضربت المقاومة الفلسطينية نموذجا مثاليا في التعامل الإنساني والأخلاقي الراقي مع الأسرى وفق تعاليم الدين الإسلامي.

 

في المقابل، استنكروا وحشية الاحتلال في معاملة الأسرى الفلسطينيين وتضييقه على ذويهم، حتى إنه يحاول منع احتفالاتهم بلحظة الحرية.

 

وأشاد ناشطون بقدرة المقاومة الفلسطينية بجناحيها السياسي والعسكري على إدارة المعركة عسكريا وإعلاميا بجدارة،  وأكدوا فشل الاحتلال الإسرائيلي على الأصعدة كافة وأهمها العسكرية والإنسانية والإعلامية.