“فورين أفيرز”: السعوديون يأملون تطبيع غايته “واشنطن” وسقف طوفان 7 أكتوبر جعل التنازلات خيانة

- ‎فيعربي ودولي

 

في استعراضها لمسار ملف تطبيع السعودية مع الكيان الصهيوني، قالت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية: إن “السعوديين يأملون في استئناف حملة التطبيع قريبا”.

 

 

وأضاف المقال الذي أعده الأكاديمي الأمريكي برنادر هيكل أستاذ دراسات الشرق الأدني في جامعة برينستون الأمريكية أن السعوديين يتوقعون الآن تنازلات جدية من الإسرائيليين، تنازلات من شأنها أن تؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة، وأي شيء أقل من ذلك سيؤدي إلى اتهام محمد بن سلمان بالخيانة.

 

 

وأوضحت أن ولي العهد محمد بن سلمان  حساس بشكل خاص بشأن مزاعم الخيانة نظرا لوضعه كأهم زعيم عربي وحارس لأقدس الأماكن الإسلامية، وهذا يعني أن الصفقة التي ذكرت صحيفة هافينغتون بوست أن الإسرائيليين عرضوها على السعوديين، بدفع ووساطة من الولايات المتحدة، لن تكون كافية.

 

مركزية القضية

 

مقال الأكاديمي الأمريكي في مجلة الشؤون الخارجية بعنوان “هل ما زال بإمكان محمد بن سلمان إعادة تشكيل المملكة العربية السعودية؟” ألمح إلى إجبار الشرق الأوسط بما في ذلك الرياض على وضع القضية الفلسطينية في المقدمة وقال في ترجمة لزيد بنيامين على (اكس): إن “القضية الفلسطينية، التي تم تهميشها بعد ثورات الربيع العربي عام 2011، أصبحت مرة أخرى مركزية في سياسة الشرق الأوسط، وذلك بفضل هجمات حماس في السابع من أكتوبر في إشارة لطوفان الأقصى”.

 

 

وأوضح أنه “لا تحظى القيادة الفلسطينية باحترام كبير بالنسبة للسعوديين، لكنهم يشعرون بأنهم مجبرون على الانضمام إلى بقية دول العالم العربي الذي يدين إسرائيل، وقد أصدر وزير الخارجية السعودي وأمراء آخرين بيانات تدين تصرفات إسرائيل باعتبارها جرائم حرب، وقد دعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وأيدت الحكومة السعودية في أواخر يناير، اتهام جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.”.

 

تأجيل التطبيع

 

ومن حسنات طوفان الأقصى التي لم يقصد الكاتب توضيحها أنه “في الوقت الحالي، فإن أي احتمال للتطبيع مع إسرائيل يظل معلقا على المدى الطويل، نظرا للدمار في غزة”.

 

وأضاف أنه “يتضمن هذا الاتفاق التطبيع مقابل ضمانات معينة للفلسطينيين، لكن لا يبدو أنه يخلق خطوات ملموسة نحو إقامة الدولة، وفي غياب مثل هذا المسار، فإن السعوديين لن يوقعوا عليه، وقد أوضحوا أنهم لن يقوموا بتنظيف الفوضى في اليوم التالي لانتهاء الحرب”.

 

 

ورأى ثالثا بعد عودة القضية الفلسطينية مركزية وتأجيل التطبيع أن المكسب الثالث برأيه، انخراط السعودية كداعم لحماس دون قصد، قائلا: “لا أحد يستطيع أن يخمن ما إذا كان من الممكن اتخاذ خطوات ذات معنى في ضوء سياسات إسرائيل المتشددة والطموحات السياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكن هجوم حماس جعل القضية الفلسطينية عنصرا مهما في الكيفية التي تفكر بها الرياض الآن بشأن مصلحتها الوطنية، ولذلك، فقد دفع ذلك السعودية إلى إعادة الانخراط كداعم قوي لقيام الدولة الفلسطينية وضمنت حماس انتصارا للفلسطينيين، ولكن ربما ليس لنفسها”.

 

نقاط تحريض

 

وفي تحريض لولي العهد السعودي وتهديد في آن، قال المقال: إنه “لن تصبح إيران وحلفاؤها أصدقاء للسعودية أبدا، كما أن إسرائيل والولايات المتحدة أقوى عسكريا من أن تُهزما بالكامل”.

 

وأضاف، محمد بن سلمان ليس ساذجا بشأن رغبة أعدائه في الإضرار ببلاده، كما أنه ليس ساذجاً بشأن قدراتهم.

 

 

وادعى المقال أنه “تحكم حماس قطاع غزة، وحماس حركة إسلامية متحالفة مع ايران وحلفائها وتنسق بشكل وثيق معهم، وهم يرغبون جميعا في رؤية نهاية آل سعود”.

 

 

وتابع: “لقد شاهدت السعودية، بعد كل شيء، فيلم محور المقاومة المغرور والخيالي من قبل، فقد حاول جمال عبد الناصر في مصر نشر الأيديولوجية الثورية القومية العربية، كما فعل صدام حسين في العراق من خلال حركته السياسية البعثية والعدوان العسكري، وكانت النتائج كارثية”.

 

 

ورأى برناد هيكل أنه “بالنظر إلى مدى شعبية القضية الفلسطينية بين المواطنين السعوديين، يجب على محمد بن سلمان الوقوف إلى جانب الفلسطينيين، الذين يُنظر إليهم في جميع أنحاء العالمين العربي والإسلامي على أنهم ضحايا العدوان والاحتلال الإسرائيلي”.

 

 

ومن الثنايا زعم الكاتب أنه “لا يوجد حل عسكري قادر على إقامة دولة فلسطينية، ولا توجد وسيلة لإجبار الولايات المتحدة على الخروج من الشرق الأوسط”.

 

التطبيع مع واشنطن

 

ورأى الكاتب أن رغبة محمد بن سلمان في التطبيع من ورائها الولايات المتحدة، قائلا: “يأمل السعوديون في الواقع أن تصبح واشنطن أكثر انخراطا في المنطقة، وكان سعي ولي العهد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، جزئيا، وسيلة للحصول على اتفاقية أمنية أوسع مع الولايات المتحدة”.

 

 

وقال المقال المعبر في الوقت نفسه عن أجندة الجيوماسية الأمريكية التي يرأسها يهودي بلينكن: إن “المملكة أرادت إبرام معاهدة دفاع مشترك مع واشنطن من شأنها حماية المملكة العربية السعودية من أي هجوم خارجي ومنحها برنامجا نوويا تديره الولايات المتحدة في مقابل سفارة سعودية في إسرائيل”.

 

وعن امتيازات التطبيع التي يمنون بها بن سلمان، ستصبح المملكة بعد ذلك حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة، مع وضع مماثل لوضع اليابان أو كوريا الجنوبية، وسيكون هذا إنجازا كبيرا للرياض وريشة في قبعة محمد بن سلمان، وسيكون إنجازا أعظم من إقامة العلاقة بين مؤسس المملكة، ابن سعود، والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في عام 1945، والتي بشرت بعقود من التعاون بين البلدين وتقدم اقتصادي مذهل”.

https://www.foreignaffairs.com/saudi-arabia/can-mbs-still-remake-saudi-arabia