.توقعات بإغلاق قناة السويس رغم تحالف العصابة مع الصهاينة والأمريكان ضد أهالي غزة

- ‎فيتقارير

 

 

كوارث الانقلاب الدموي تتوالى على مصر من أزمات اقتصادية وبيع ثرواتها للأجانب بتراب الفلوس وتجويع المصريين إلى استيلاء أثيوبيا على مياه نهر النيل، من خلال بناء سد النهضة وبيع جزيرتي تيران وصنافير للسعودية إلى تحالف عبدالفتاح السيسي مع الصهاينة والأمريكان في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم الأضرار البالغة لتلك الحرب على الأمن القومي المصري.

 

من آخر الكوارث التي اعترف بها السيسي اليوم أن التصعيد العسكري لجماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن ضد السفن العابرة إلى الكيان الصهيوني والسفن الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر وتحويل مضيق باب المندب إلى منطقة عسكرية مغلقة ومكان خطير أمام عبور السفن تسبب في خسائر لقناة السويس وصلت إلى أكثر من 50% من إيراداتها، نتيجة اتجاه الكثير من السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح .

 

كان الحوثيون قد أطلقوا أولى هجماتهم ضد الاحتلال الصهيوني بصواريخ كروز وطائرات مسيرة، منذ 19 أكتوبر الماضي، ثم سيطروا على سفينة تجارية في البحر الأحمر، واحتجزوا 25 من أفرادها، كما هاجموا عددا من السفن التجارية. 

 

ومنذ ذلك الحين حظي أمن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب وخليج عدن باهتمام دولي وإقليمي متزايد.

 

ووسع الحوثيون نطاق عملياتهم العسكرية، من استهداف السفن الصهيونية أو المرتبطة بها لتشمل كل السفن المتجهة إليها، إذا لم يدخل الغذاء والدواء لقطاع غزة، مؤكدين أن أي سفينة متجهة لإسرائيل تصبح هدفا مشروعا. 

 

تمثيلية أمريكية

 

‏من جانبه اعتبر اللواء صالح البكري، وكيل أول محافظة لحج اليمنية، أن ما يشهده البحر الأحمر من أحداث والتصعيد الأمريكي والبريطاني مجرد تمثيلية أمريكية هزلية بالاتفاق مع ايران ومع الحوثيين، موضحا أنه لأول مرة في تاريخ الحروب والضربات الجوية يتم تحديد الأماكن التي سوف تستهدفها الضربات الجوية، وكذلك تحديد نوعية الأهداف التي يتم استهدافها، وتحديد الزمان والمكان، وذلك عبر تنسيق متبادل بين الحوثيين وواشنطن وفق تعبيره.

 

وتساءل «البكري»، في تصريحات صحفية : هل نحن أمام مسرحية هزلية أو أمام إخراج جديد لمسرحية قديمة، بعد أن حددت الضربات المحافظات التي سوف تستهدف الحوثيين فيها وكذلك نوعية الأسلحة التي سوف تستهدف، مشيرا إلى أن الحوثي وضع أهدافا وهمية من المواد الخردة القابلة للاشتعال السريع ومن الأهداف البلاستيكية التي ينتج عنها دوي انفجارات بعد استهدافها، من أجل الكذب على الشعوب العربية وحبك التمثيلية حتى يوهم العالم أننا نفذنا الواجب .

 

وأضاف أن وزارة الخارجية الأمريكية تقول الضربات تتواصل وإنه يتم تأديب الحوثي ابنها العاق الأدب الناعم ولم تكسر عظما ولم تخدش جرحا ولم تلو ذراعا، وتوهم أبناء الجيران أنها فعلت الواجب لحمايتهم من أذى الحوثي، مؤكدا أن هذه التمثيلية تستهدف الضغط على مصر، من خلال ما يفعله الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب من أجل القبول بتهجير سكان غزة إلى سيناء.

 

وأوضح «البكري»، أنه بعد أن عجزت أمريكا وأوروبا في الضغط؛ على مصر للقبول بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، لجأت أمريكا للاستعانة بحلفائها بتكليف الحوثيين باختلاق أزمة في البحر الأحمر، مؤكدا أن الهدف من ذلك ليس نصرة فلسطين وإنما إغلاق الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس لكي تفقد مصر إيراداتها؛ بسبب عدم مرور السفن عبر قناة السويس التي تعتبرعصب الاقتصاد المصري وبالفعل تحقق الهدف وتغير طريق الملاحة والتجارة، وصارت السفن تمر عبر رأس الرجاء الصالح، لأن البحر الأحمر المؤدي إلى قناة السويس لم يعد آمنا للسفن بسبب ضربات الحوثي، وبهذا تكون أمريكا شكلت أقوى نقطة ضغط على نظام السيسي للقبول بتهجير الفلسطينيين .

 

وأكد أن أمريكا وإسرائيل لديهما تحالف وتنسيق مسبق من تحت الطاولة مع إيران وأذنابها لتنفيذ مخططاتهم من أجل القضاء على القضية الفلسطينية، وهي أعمال سخيفة تقودها أمريكا وهذا يدل على غباء قادة هذه الدول، مشددا على ضرورة أن يدرك العرب جميعا هذا السيناريو جيدا.

 

الاقتصاد المصري

 

وحذر خبير اقتصاديات الطاقة والنفط الدكتور نهاد إسماعيل من التأثر السلبي لقناة السويس بعمليات جماعة الحوثي، خاصة مع ارتفاع وتيرة التصعيد واضطرار السفن إلى تجنب مضيق باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس واللجوء إلى خيار الرحلات الطويلة والمكلفة حول أفريقيا. 

 

واعتبر إسماعيل في تصريحات صحفية أن خروج الأمر عن السيطرة جنوب البحر الأحمر سيكلف الاقتصاد المصري -الذي يعاني من شح الدولار -خسائر كبيرة، مشيرا إلى أن الاقتصاد الدولي سيعاني هو الآخر من ركود تجاري. 

 

وأشار إلى أن موقف جماعة الحوثي -حسب التصريحات الصادرة عن قادتهم- لا يستهدف قناة السويس، بل هدفه السفن المتوجهة للموانئ الإسرائيلية، مستبعدا حدوث تصعيد أكثر من الجاري حاليا حتى لا ينفرط عقد الصراع المكتوم والحرب بالوكالة . 

 

ضربات عسكرية

 

في المقابل أكد الخبير العسكري محفوظ مرزوق مدير الكلية البحرية الأسبق أن كل الأحداث المتعلقة بالمنطقة تؤثر في قناة السويس، مستبعدا أن تؤثر هذه الأحداث في حجم مرور السفن وإيرادات القناة التي تزيد بشكل مستمر، بسبب ارتفاع رسوم الشحن ورسوم المرور وزيادة حجم التجارة العالمية وفق تعبيره . 

 

كما استبعد مرزوق في تصريحات صحفية أن تتطور الأوضاع الأمنية في باب المندب، لأن فلسفة الدول المعنية بأمن وسلامة المضيق تتلخص في حماية خطوط الملاحة وتأمينها، وليس مهاجمة مصادر التهديد، مؤكدا أن التوترات في السنوات الماضية لم تؤثر في قناة السويس بسبب محدوديتها كما وزمنا. 

 

وأشار إلى أنه رغم قدرة الدول المشاركة في تأمين المضيق عسكريا على توجيه ضربات عسكرية إلى مصدر التهديد، فإن هناك قيودا سياسية تحول دون الانخراط في مواجهات عسكرية تشعل المنطقة، وتؤدي إلى عواقب وخيمة. 

 

وأوضح مرزوق هناك حاجة ماسة لقناة السويس حاليا أكثر من أي وقت مضى تستوجب التعامل بهدوء وروية، لافتا إلى أن خطوط البضائع التي تخرج من الساحل الشرقي للولايات المتحدة نحو آسيا وبالعكس تمر حاليا من قناة السويس، بسبب القيود المناخية في قناة بنما وموجة الجفاف هناك.