“الدارك ويب”..قتل وتجارة أعضاء وجنس ومخدرات ونصب… الطفل أحمد أخر ضحاياه بشبرا الخيمة

- ‎فيتقارير

 

تصدرت واقعة مقتل الطفل أحمد 15 عاما، والمعروفة إعلاميا بـ طفل شبرا الخيمة، وموقع الإنترنت المعروف بـ “الدارك ويب” اهتمامات الشارع المصري والعربي، خلال الأيام الماضية.

 

وذلك على خلفية حادث إنهاء حياة طفل شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية على يد جاره، حيث كشف تفاصيل الواقعة بعد العثور على الجثمان منزوعة أحشاؤه، وتصوير القاتل لجريمته لايف، عبر الإنترنت، أن دافع ارتكاب الجريمة تسهيل بيع مقطع الفيديو لـمافيا تجارة الأعضاء عبر الـ “دارك ويب” الذي يعد ظلاما قاتلا حقيقيا يقتل الأطفال الأبرياء بدون وجه حق.

 

ووفق شهود عيان، فإنه بعد حوالي ١٦٨ ساعة بحث في القضية رقم ١٨٢٠ ، تفجرت مفاجآت صادمة في جريمة الطفل أحمد، ابن شبرا الخيمة الذي عثر على جثته يوم الجمعة الماضي مشقوقة نصفين، وفق التحقيقات الأمنية التي شاركت فيها شرطة الإنتربول الدولي.

 

تصوير فيديو للجريمة

 

وأفادت التحقيقات أن الجريمة تمت بدافع وهمي، وهو تجارة الأعضاء، حيث تولى مراهق، لم يبلغ ١٧ عاما، تحريك خيوط قهوجي لتنفيذ مخططه الشيطاني.

 

كان دافعه الحقيقي هو مجرد تصوير مقطع فيديو لجريمة سرقة أعضاء يحقق له ثراء فاحشا في وقت قليل دون مجهود منه، عن طريق آخر يتحكم فيه بعدما يغريه بملايين الجنيهات.

 

توصلت كاميرات المراقبة إلى آخر مشاهدات للطفل أحمد ١٥ سنة، مع شاب يعمل قهوجيا، يدعى طارق، وهو ما أكده عدد من شهادات شهود العيان، وأنه اعتاد الجلوس معه في المقهى وإعطاء الشاب له مبالغ مالية للعب “بلاي ستيشن”.

 

وتوصلت  التحريات إلى أن  مرتكب الواقعة، وبضبطه واستجوابه أقر بارتكابه إياها بطلب من مصري مقيم بدولة الكويت، كان قد تعرف إليه عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بتجارة الأعضاء البشرية، الذي طلب منه اختيار أحد الأطفال لسرقة أعضائه البشرية مقابل مبلغ خمسة ملايين جنيه.

 

وعقب اختياره ضحيته وعرضه عليه عبر تقنية “الفيديو كول”، طلب منه المذكور إزهاق روحه تمهيدا لسرقة أعضائه البشرية، على أن يتم نقل عملية انتزاع الأعضاء عن طريق تقنية “الفيديو كول” أيضا.

 

وأخبره بأنه سيتم إبلاغه بالخطوات التالية عقب قيامه بذلك، إلا أنه بعد أن قام بتنفيذ ما طلب منه، كلفه بتكرارالأمر مع طفل آخر ليحصل على المبلغ المتفق عليه، إلا أنه تم ضبطه قبل قيامه بذلك.

 

ولم تعثر النيابة العامة بمعاينتها على أي تجهيزات طبية تشير إلى أن المقصود هو تجارة الأعضاء البشرية.

 

7 ضحايا آخرين

 

وقد أسفرت التحريات عن معرفة المتهم المصري المقيم بالكويت الذي استخدم في ارتكابها هاتفا محمولا مزودا بشريحة اتصال يملكها والده، والأمر الغريب أن هناك سبعة أطفال أيضا تم حدوث لهم مثل الحادثة بدون أن يتم معرفة الجاني، وهو الأمر الذي تتابعه النيابة العامة .

 

الإنترنت المظلم

 

ووفق خبراء تقنية، فإن شركة “كاسبرسكي لاب” الروسية المتخصصة في تصميم برامج مكافحة فيروسات الإنترنت بعنوان “الإنترنت المظلم”، أو ما يطلق عليه أيضا “دارك ويب”، بأنها الشبكة العنكبوتية السرية، التي تتألف من مجموعة مواقع إلكترونية مخفية عن أعين المتابعين.

 

وهي تعد الجزء المخفي والمظلم من الإنترنت، ويصعب الوصول لـ “الدارك ويب”، بسهولة من خلال المحركات البحثية التقليدية المتاحة، ويشكل الدارك ويب خطرا كبيرا على عقول الأطفال والمراهقين،

كما يشكل “الإنترنت المظلم”  بيئة خصبة لأنشطة غير قانونية وأخلاقية، مما يجعله ملاذا لِمُمارسة جرائم متنوعة

في الوقت الذي تعد تجارة المواد المحظورة من أكثر الأنشطة رواجا في “الدارك ويب”، حيث تباع بأسعار زهيدة ودون رقابة من السلطات، كما تستخدم القرصنة الإلكترونية  “الويب المظلم” لبيع برامج القرصنة واختراق الحسابات وسرقة البيانات، مما يُهدد الأمن الإلكتروني للأفراد والشركات على حد سواء، إضافة إلي الاستغلال الجنسي للأطفال تنتشر المواد الإباحية التي تُظهر استغلال الأطفال بشكل مُخيف في “الويب المظلم”، مما يُشكل خطرا كبيرا على سلامة الأطفال.

 

ويعبر توغل الجرائم في مصرعن انهيار منظومة القيم، وغياب دور المؤسسات الاجتماعية والدينية، التي تركز دورها في تسويغ وتبرير سياسات النظام ومهاجمة معارضيه فقط،  كما يشكل غياب الإسلاميين والرواد الاجتماعيين والنشطاء الإسلاميين عن الساحة دورا في تفشي الظواهر السلبية بالمجتمع المصري، إذ كانوا يلعبون أدوارا اجتماعية ريادية في توجيه الشباب وتربيتهم وغرس الأخلاق الحميدة بالمجتمع.

 

كما أن تركيز الدراما المصرية في سنوات السيسي العجاف على أعمال العنف والبلطجة والقتل  شكل إلى حد بعيد الكثير من الشخصيات المصرية، وغرس في الأجيال الشابة النهم للعنف وللقتل وتحصيل الأرباح بلا مجهود والثراء الفاحش على حساب أي شيء، ومن ضمن الأفلام التي تعرضت لنفس القضية ، فيلم ديزل لمحمد رمضان، حيث يعشق بعض الأثرياء مشاهد القتل وإراقة دماء ضحياهم، وهو ما يتكرر الآن، وهو ما يؤكد أن مصر خسرت كثيرا ببقاء السيسي على سدة حكم مصر،أما الخسارة الأكبر فتمثلت في غياب الإسلاميين والشباب المتدين عن الساحة الاجتماعية بمصر، ويبقى القادم أسوأ ما بقي حكم العسكر.